رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الانتصار للوطن.. عن طارق نور وخالد منتصر وما بينهما

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نحتاج جميعًا إلى طاقة نور تضيء ببريقها تلك البقعة المظلمة من الدائرة المعلوماتية التي نقتبس منها معلوماتنا، هذه البقعة التي سيطرت عليها مواقع التواصل الاجتماعى، وكلما مرت الأيام ازدادت بقعة الظلام فى هذه الدائرة المغلقة، فى الوقت الذى توارت فيه مصادر المعلومات، لتصبح فريسة سهلة للسوشيال ميديا، ويبقى احتياجنا الدائم لعودة هذه المصادر التى عليها أن تبادر فى كشف الحقائق قبل أن تقع الكارثة.
مؤخرًا تحولت بوصلة البقعة المظلمة ناحية الهجوم على قناة القاهرة والناس ومالكها طارق نور، وذلك من قبل الدكتور خالد منتصر، عقب حلقة الإعلامية بسمة وهبى التى استضافت فيها الشيخ عبدالله رشدى، الذى كفر فيها الرجل الأقباط علانية.
هاجم منتصر القناة هجومًا شرسًا على مواقع التواصل الاجتماعى، ولكن الهجوم سرعان ما تشعب لينصب على مالك القناة طارق نور كشخص.
وظلت القناة صامتة، واكتفى مالكها باللجوء إلى القضاء، مستخدمًا حقه القانونى فى الدفاع عن نفسه ضد السب المستمر لشخصه من قبل منتصر وآخرين، على الرغم من أنه يمتلك منصة إعلامية كبيرة كان من الممكن أن يدافع بها عن نفسه من خلالها.
نسى مهاجمو طارق نور، وفى مقدمتهم خالد منتصر، أن الرجل تحرك سريعا عقب الحلقة التى تسببت فى استياء الكثيرين مباشرة، ومنهم طارق نور نفسه، وأصدر بيانًا يعتذر فيه هو وقناة القاهرة والناس ويصرح بمنع الأزهرى عبدالله رشدى من الظهور على القناة مجددًا، ولكن النفخ فى النيران المخمدة أبرز سمات السوشيال ميديا التى لا يهدأ لها بال إلا مع صنع المعارك والوصول بها إلى نقطة احتدام أكبر تزيد من بقعة الضوء المظلمة. 
طارق نور معروف باستنارته التى لا يختلف عليها اثنان، وبأنه محل اتهام دائم من قبل المتطرفين، نظرًا لانحيازه إلى قضايا الوحدة الوطنية، ووقوفه ضد كل أشكال التمييز الدينى، الأمر الذى جعله يبتعد عن مساحة الاستجابة لمحاولات جره إلى معركة إعلامية يستغل خلالها ملكيته للقاهرة والناس فى الدفاع عن نفسه أو الهجوم على خالد منتصر، معركة قد يخرج منها منتصرا عبر ارتفاع نسبة المشاهدة لقناته وبرامجها، ولكنه كان يعى أن الوطن سيتضرر، وأن الوحدة الوطنية هى التى ستكون على المحك.
فآثر اللجوء إلى القضاء، واكتفى بإصدار بيان آخر، لتوضيح حقيقة هجوم منتصر عليه وعلى القاهرة والناس، وجاء في البيان: «إن هناك معلومات تشير إلى أن خالد منتصر استغل الموقف ليحوِّل القضية إلى دفاع عن المواطنة، لكنها فى الحقيقة، استكمال لمسلسل الهجوم غير المبرر على القناة ومالكها الإعلامى طارق نور، حيث ظل يهاجم القناة فى أغلب مقالاته على مدى أربع سنوات، خاصة البرنامج الطبى بها، مع أنه برنامج ناجح يقدم خدمة طبية للمواطنين، ويستضيف العديد من الأطباء المرموقين.. وهو ما يثير الكثير من الشكوك، خاصة أن خالد منتصر نفسه كان يقدم برنامجا طبيا من قبل».
وأضاف البيان: «اكتفينا باللجوء إلى القضاء العادل، مستخدمين حقنا القانونى ضد التطاول المستمر على القناة بأسلوب يعاقب عليه القانون، لما يتضمنه من قذف وسب، وبالفعل مثل خالد منتصر أمام نيابة الإسماعيلية، واستمر التحقيق معه أكثر من أربع ساعات فى الاتهام الذى وجهه إليه طارق نور».
وأنهى البيان قائلًا: «جدير بالذكر أن قناة القاهرة والناس استضافت من قبل رموز الإخوان مثل عصام العريان وحازم صلاح أبوإسماعيل وأبوإسلام والشيخ محمود شعبان وغيرهم، ليس بغرض مدحهم، بل لكشف حقيقتهم للناس حتى يعرفوا أنهم قنبلة موقوتة، وهو ما كان له دور كبير فى تبصير الناس بولاءات جماعة الإخوان، ما دفع الشعب المصرى إلى الثورة ضدها فى الثلاثين من يونيو، ونفس الوضع كان مع عبدالله رشدى، لكن بدلا من أن تكون المعركة ضد الشيخ المتطرف، انحرف بها خالد منتصر لتكون ضد من كشفه، ويبدو أن هناك من يحاول تشويه سمعة كل من وقف ضد إرهاب الإخوان».
وللأسف، فإن الهجوم على شخص طارق نور بدأ منذ أربع سنوات، وتم استغلال اسمه لزوم الإثارة الإعلامية بطريقة غير لائقة، وتسبب الهجوم الأخير «إثارة الأقباط» فى نفاد الصبر، فكان البلاغ بالسب والقذف.
وفي النهاية تبقى كلمة، وهى أننى كصحفى قبطى لم أسئ الظن بطارق نور أو قناته، ولم أسعد كثيرًا بهجوم الدكتور خالد عليه، ولكننى أثرت الانحياز الكامل لمصلحة مصر، وعليه أطلب من طارق نور أن يساهم - كصاحب قناة كبيرة وكإعلامى شهير له تاريخ طويل مع الإعلام المرئى - في القضاء على البقعة المظلمة التى أوجدتها السوشيال ميديا فى حياتنا، وعلى الدكتور خالد منتصر أن يخرج منتصرًا من هذه الأزمة بقبول البيان الأول للقاهرة والناس الذى تم خلاله منع رشدى من الظهور فى القناة مجددًا، وعلى الثنائى نور ومنتصر قبول دعوات الصلح التى أعلم جيدًا أنها دائرة على قدم وساق فى تلك الساعات، لتتجدد طاقة النور، وتنتهى المعركة بانتصار الوطن.