السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

28 يوليو.. إحياء اليوم العالمي لالتهاب الكبد

اليوم العالمي لالتهاب
اليوم العالمي لالتهاب الكبد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحيي منظمة الصحة العالمية يوم 28 يوليو الحالي "اليوم العالمي لالتهاب الكبد"، وشعاره هذا العام - 2018 - هو "التهاب الكبد.. الاختبار.. المعالجة"، فمن شأن اختبار ومعالجة التهاب الكبد B والتهاب الكبد C في الوقت المناسب أن يؤديا إلى إنقاذ الأرواح. ويشكل التهاب الكبد الفيروسي B والتهاب الكبد الفيروسي C تحديًا صحيًا كبيرًا، حيث يعاني منهما 325 مليون شخص في العالم، كما أنهما يعدان من بين الأسباب الجذرية لسرطان الكبد، الذي يؤدي إلى 1.34 مليون حالة وفاة سنويًا

والتهاب الكبد B والتهاب الكبد C يتمثلان في عدوى مزمنة قد لا تتسبب في أي أعراض لفترة زمنية طويلة تمتد أحيانًا لسنوات أو عقود، وينشأ ما لا يقل عن 60% من حالات سرطان الكبد عن تأخر الكشف عن التهاب الكبد B والتهاب الكبد C ومعالجتهما

ويمثل انخفاض مستوى التغطية بالاختبار والمعالجة، أهم الثغرات التي ينبغي أن تسد من أجل تحقيق أهداف التخلص من المرض في العالم بحلول عام 2030

وسوف تستضيف العاصمة المنغولية أولانباتار، الاحتفالات الخاصة باليوم العالمي لالتهاب الكبد 2018. وستتضمن الأحداث مشاركة القيادات رفيعة المستوى والقائمين على الدعوة وممثلي المرضى من المنظمات العالمية والإقليمية والوطنية، لتسليط الضوء على الحلول الابتكارية والشراكات اللازمة للتوسع في الخدمات الخاصة باختبار ومعالجة التهاب الكبد، والاحتفاء بتجربة هذا البلد في مناصرة الاستجابة العالمية لالتهاب الكبد. وتهدف الأحداث والأنشطة التي تجريها المنظمة إلى تحقيق الأهداف التالية على الصعيد العالمي وفي البلدان والأقاليم: دعم التوسع في الوقاية من التهاب الكبد واختبار الكشف عنه ومعالجته وخدمات رعاية مرضاه، مع التركيز الخاص على تعزيز توصيات المنظمة بشأن الاختبار والمعالجة؛ إبراز الممارسات الفضلى وتعزيز التغطية الصحية الشاملة بالخدمات الخاصة بالتهاب الكبد؛ تحسين الشراكات من أجل مكافحة التهاب الكبد الفيروسي والتمويل الموجه إليه.

وكشفت بيانات منظمة الصحة العالمية الجديدة أن هناك ما يقدر بنحو 325 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من فيروس التهاب الكبد بي أو فيروس التهاب الكبد سي

ويشير تقرير منظمة الصحة العالمية العالمي بشأن التهاب الكبد لعام 2017 إلى أن الغالبية العظمى من هؤلاء الناس يعجزون عن الحصول على الاختبارات والعلاج المنقذ للحياة. ونتيجة لذلك، يتعرض ملايين الناس لخطر التقدم البطيء لأمراض الكبد المزمنة والسرطان والوفيات.

وتسبب التهاب الكبد الفيروسي في نحو 1.34 مليون حالة وفاة في عام 2015، وهو عدد مماثل للوفيات الناجمة عن السل وفيروس التهاب الكبد. وبالرغم من أن الوفيات الناجمة عن السل وفيروس نقص المناعة البشري آخذة في الانخفاض، نجد أن الوفيات الناجمة عن التهاب الكبد آخذة في الازدياد. 

وقد أصيب ما يقرب من 1.75 مليون شخص مؤخراً بفيروس التهاب الكبد في عام 2015، ليصل إجمالي عدد من يتعايشون مع التهاب الكبد سي إلى 71 مليون شخص.

وعلى الرغم من تزايد الوفيات الإجمالية الناجمة عن التهاب الكبد بي، فإن الإصابات الجديدة بهذا الفيروس آخذة في الانخفاض، وذلك بفضل زيادة تغطية الأطفال بالتطعيم ضده، وعلى الصعيد العالمي، تلقى 84% من الأطفال المولودين في عام 2015 الجرعات الثلاث الموصى بها من لقاح التهاب الكبد بي.

ففي حقبة ما قبل اللقاح "التي وفقاً لسنة الإدخال قد تتراوح من ثمانينيات القرن العشرين إلى مطلع القرن الحادي والعشرين"، و2015، وقد انخفضت نسبة الأطفال دون سن 5 سنوات ممن يعانون من الإصابات الجديدة من 4.7% إلى 1.3%. ومع ذلك، كان هناك نحو 257 مليون شخص، معظمهم من البالغين الذين ولدوا قبل إدخال لقاح التهاب الكبد بي ، كانوا يتعايشون مع التهاب الكبد بي في عام 2015.

وتتباين مستويات التهاب الكبد بي، تباينًا واسعًا بين أقاليم منظمة الصحة العالمية، مع تحمل الإقليم الأفريقي وإقليم غرب المحيط الهادئ العبء الأكبر للمرض : إقليم غرب المحيط الهادئ: 6.2% من السكان (115 مليون نسمة)؛ الإقليم الأفريقي: 6.1% من السكان (60 مليون نسمة)؛ إقليم شرق المتوسط: 3.3% من السكان (21 مليون نسمة)؛ إقليم جنوب شرق آسيا: 2% من السكان (39 مليون نسمة)؛ الإقليم الأوروبي: 1.6% من السكان (15 ملیون نسمة)؛ إقليم الأمريكيتين: 0.7% من السكان (7 ملايين نسمة).

وتعتبر الحقن غير المأمونة في أماكن الرعاية الصحية وتعاطي المخدرات من أكثر الطرق شيوعاً لانتقال فيروس التهاب الكبد سي، وفيما يلي معدل انتشار فيروس التهاب الكبد حسب أقاليم منظمة الصحة العالمية

إقليم شرق المتوسط: 2.3% من السكان (15 مليون نسمة)؛ الإقليم الأوروبي: 1.5% من السکان (14 مليون نسمة)؛ الإقليم الأفريقي: 1% من السكان (11 مليون نسمة)؛ الإقليم الأمريكي: 1% من السكان (7 ملايين)؛ إقليم غرب المحيط الهادئ: 1% من السكان (14 مليون نسمة)؛ إقليم جنوب شرق آسيا: 0.5% من السكان (10 ملايين نسمة).

وكشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية عن انخفاض معدل الوصول إلى العلاج ، حيث لا یوجد الآن لقاح مضاد لفيروس التهاب الكبد، ناهيك عن أن الوصول إلی علاج فيروس التهاب الكبد "بي" و"سي" لا يزال منخفضًا، وتهدف استراتيجية المنظمة بشأن القطاع الصحي العالمي المعنية بالتهاب الكبد إلى اختبار 90%، وعلاج 80 % من المصابين بفيروس التهاب الكبد بي و سي بحلول عام 2030، ويشير التقرير إلى أن 9% فقط من جميع حالات الإصابة بفيروس التهاب الكبد بي و20% من جميع حالات التهاب الكبد سي قد تم تشخيصها في عام 2015. كما أن نسبة تقل عن 8 % ممن شخصت إصابتهم بفيروس التهاب الكبد عددهم 1.7 مليون شخص تناولت العلاج، و7 % فقط ممن شخصت إصابتهم بفيروس التهاب الكبد سي وعددهم 1.1 مليون شخص قد بدأوا النظام العلاجي خلال تلك السنة

وتتطلب العدوى بفيروس التهاب الكبد بي علاجاً مدى الحياة، وتوصي منظمة الصحة العالمية حالياً بتعاطي دواء تينوفوفير، الذي يستخدم بالفعل على نطاق واسع في علاج فيروس العوز المناعي البشري. ويمكن علاج التهاب الكبد الوبائي سي في وقت قصير نسبيا باستخدام مضادات الفيروسات الفعالة.

وقال الدكتور غوتفريد هيرنشال، مدير الإدارة المعنية بفيروس نقص المناعة البشري في منظمة الصحة العالمية وبرنامج التهاب الكبد العالمي: "إننا ما زلنا في بداية جهود الاستجابة لفيروس التهاب الكبد، وإن كان الطريق أمامنا يبدو واعدا. وأضاف هيرنشال، أن هناك المزيد من البلدان التي توفر خدمات التهاب الكبد لمن يحتاجون إليها، فتكلفة اختبار التشخيص تقل من دولار أمريكي واحد كما يقل علاج التهاب الكبد سي عن 200 دولار أمريكي. ولكن البيانات تسلط الضوء بوضوح على الحاجة الملحة لضرورة سد الثغرات المتبقية في الاختبار والعلاج.

ويظهر تقرير منظمة الصحة العالمية العالمي بشأن التهاب الكبد لعام 2017، أنه على الرغم من التحديات، تتخذ بعض البلدان خطوات ناجحة لتوسيع نطاق خدمات التهاب الكبد. فقد حققت الصين تغطية عالية 96% بجرعة لقاح التهاب الكبد بي التي تؤخذ عند الميلاد في الوقت المناسب، ووصلت إلى هدف مكافحة التهاب الكبد بي بتقليص معدل الانتشار ليقتصر على 1% لمن الأطفال دون سن الخامسة في عام 2015. وحسنت منغوليا من تعاطي علاج التهاب الكبد من خلال إدراج الأدوية المضادة لالتهاب الكبد بي و سي في برنامج التأمين الصحي الوطني الذي يغطي 98% من السكان

وفي مصر، خفضت المنافسة الجنسية (الدواء المكافئ) سعر علاج التهاب الكبد سي لمدة 3 أشهر، من 900 دولار أمريكي في عام 2015، إلى أقل من 200 دولار أمريكي في عام 2016. أما في باكستان، فتتكلف نفس الدورة أقل من 100 دولار أمريكي. وحظي تحسين فرص الحصول على علاج التهاب الكبد سي بدفعة قوية في نهاية مارس 2017، عندما قامت منظمة الصحة العالمية مسبقاً بتأهيل المكون الصيدلاني الجنيس النشط المعروف باسم سوفوسبوفير. وستمكن هذه الخطوة المزيد من البلدان من إنتاج أدوية التهاب الكبد بأسعار معقولة.

ويهدف تقرير منظمة الصحة العالمية العالمي بشأن التهاب الكبد لعام 2017 إلى توفير نقطة انطلاق للقضاء على التهاب الكبد عن طريق الإشارة إلى إحصاءات خط الأساس للعدوى بفيروس التهاب الكبد بي، وفيروس التهاب الكبد سي بما في ذلك الوفيات، ومستويات التغطية بالتدخلات الرئيسية. ويعتبر التهاب الكبد (B) و(C) النوعين الرئيسيين للعدوى من أصل 5 أنواع لالتهاب الكبد المسؤولة عن 96% من إجمالي الوفيات الناجمة عن التهاب الكبد.

وكانت جمعية الصحة العالمية قد اعتمدت في مايو 2016 "الاستراتيجية العالمية لقطاع الصحة بشأن التهاب الكبد الفيروسي، 2016-2021" الأولى، وتسلط الاستراتيجية الضوء على الدور الحاسم للتغطية الصحية الشاملة، حيث تتماشى غايات الاستراتيجية مع أهداف التنمية المستدامة. وتتمثل رؤية الاستراتيجية في القضاء على التهاب الكبد الفيروسي بوصفه مشكلة من مشاكل الصحة العمومية وهو ما يتجسد في الغايات العالمية الرامية إلى الحد من عدوى التهاب الكبد الفيروسي الجديدة بنسبة 90% والحد من الوفيات الناجمة عن التهاب الكبد الفيروسي بنسبة 65% بحلول عام 2030

وتحدد الاستراتيجية الإجراءات التي يتعين على البلدان وأمانة المنظمة اتخاذها للوصول إلى هذه الغايات. ومن أجل دعم البلدان ومساعدتها في المضي قدما نحو تحقيق الأهداف العالمية المتعلقة بالتهاب الكبد في إطار خطة التنمية المستدامة 2030، تعمل المنظمة في المجالات التالية: رفع مستوى الوعي، وتعزيز الشراكات وحشد الموارد؛ صياغة السياسات المسندة بالبينات والبيانات اللازمة للعمل؛ الحيلولة دون الانتقال؛ وتعزيز خدمات التحري والرعاية والعلاج.