الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الإهمال" يضرب مستشفيات المحافظات.. تصريحات وزيرة الصحة تفجر الأزمات.. انعدام الضمير وتدني مستوى النظافة.. والوحدات الصحية تحولت إلى بيوت أشباح

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما زال قطاع الصحة، خاصة فى المحافظات يعاني من العديد من المشاكل، خاصة نقص الأطباء والأدوية، وتدني الخدمة الطبية، وتحولت الوحدات الصحية إلى بيوت للأشباح، الأمر الذى يدفع المرضى إلى السفر إلى عواصم المحافظات بحثا عن العلاج.
ومع تولى الدكتورة هالة زايد، وزارة الصحة، أثارت العديد من الانتقادات، بدأت بإطلاق سيل من التصريحات، حول إذاعة النشيد الوطنى وقسم الأطباء داخل المستشفيات والوحدات الصحية، بدلا من التركيز على رفع كفاءة القطاع الصحى، وهو ما دفع رئيس الوزراء للاجتماع مع الوزير أكثر من مرة لمناقشة المنظومة الصحية والعمل على زيادة كفاءتها، خاصة مع بدء المرحلة الأولى لتطبيق قانون التأمين الصحى الجديد فى عدد من المحافظات كمرحلة أولى.
الشرقية ـ سمير إبراهيم 
لا يزال الإهمال الطبى يخيم على العمل داخل العديد من المستشفيات الحكومية فى محافظة الشرقية، بسبب انعدام الضمير لدى البعض وانشغالهم بعياداتهم الخاصة، وتحولت بعض المستشفيات الحكومية إلى مصيدة للموت تحصد أرواح المرضي. وأكد الأهالى أن الإهمال فى المستشفيات الحكومية لن ينتهي، وكذلك الواسطة والمحسوبية فى إجراء العمليات وعمل الأشعة والفحوصات. وكشف الأهالى عن تردى الأوضاع داخل المستشفيات والوحدات الصحية، فالأطباء تفرغوا لعياداتهم الخاصة تاركين المرضى الفقراء يفترشون بلاط المستشفيات فى انتظار ملائكة الرحمة على أمل توقيع الكشف الطبى بالمجان عليهم، بعيدا عن عياداتهم الخاصة، علاوة على عدم وجود أدوية كافية داخل المستشفيات وتدنى مستوى النظافة العامة. ولم تتوقف الكوارث فى مستشفيات الحكومة، بل امتدت إلى المستشفيات الخاصة والتى لم تكتف بذبح المواطنين من خلال الفواتير الفلكية، بل امتد الإهمال إليها، حيث فقد طفلان بصرهما فى أحد المستشفيات الخاصة بمدينة الزقازيق بسبب زيادة نسبة الأكسجين بالحضانة. وتقدم والدهما بمحضر ضد المستشفى يتهمهم بالتسبب فى حدوث عاهة مستديمة لطفليه التوأم وفقدهما للإبصار نهائيًا، وتبين من تقرير الطب الشرعى أن الطفلين أصيبا باعتلال بالشبكية أفقدهما تماما القدرة على الإبصار بسبب زيادة نسبة الأكسجين بالحضانة، وتم تحرير محضر بالواقعة وأصدر القضاء حكمة بتغريم المستشفى مبلغا ماليا. 
الدقهلية ـ رامى القناوى وأحمد أبوالقاسم
رغم المحولات الجادة لمديرية الصحة بالدقهلية بقيادة الدكتور سعد كي، وكيل وزارة الصحة، لتطوير المنظومة الصحية داخل المستشفيات التابعة للمديرية على مستوى المحافظة، والجولات التى يقوم بها لتفقد المنظومة ومدى التزام الأطباء، إلا أن بعض المستشفيات تعانى الفوضى والخلل نتيجة تهالك المبانى أو افتقاد الإمكانيات اللازمة.
ومن حين لآخر تعلن مديرية الصحة بالدقهلية موافقة الدكتور أحمد الشعرواي، محافظ الدقهلية، على توريد الأدوية والمستلزمات الطبية، للمستشفيات غير أنه مع ذلك الإعلان تزاداد شكاوى المرضي، أبرزها مستشفى الكردي، والتى يخرج أهالى المركز من حين لآخر يعلنون عن رفضهم لما يجرى بداخلها من عدم توافر أطباء بقسم الاستقبال وعدم وجود أى إمكانيات طبية بها.
لم يختلف حال مستشفى الكردى عن مستشفى طلخا المركزي، والذى كان ضمن أحد مستشفيات استقبال الطوارئ خلال الأشهر الماضية إلا أنه تحول إلى ما يشبه بـ«الخرابة»، بعد إعلان محافظ الدقهلية الأسبق حسام الدين إمام، إسناد أعمال رفع كفاءته لشركة المقاولون العرب عام ٢٠١٦ والانتهاء من صيانته خلال ٦ أشهر ورغم مرور أكثر من عامين على تلك التصريحات لم يحدث ذلك، وأصبح المستشفى عبارة عن حجرات تستقبل الحالات دون تقديم أى رعاية.
أما الوحدات الصحة فتحولت إلى ما يشبه بيوت الأشباح فى ظل قيام رؤساء المراكز والمدن بحملات من حين لآخر بالوحدات المنتشرة بالقرى واكتشافهم إغلاق عدد كبير منها وتغيب أطقم الأطباء والممرضين.
وقال الدكتور سعد مكي، وكيل وزارة الصحة، إن المديرية قامت بالتعاقد مع جهاز المخابرات العامة، وإبرام عقود صيانة للأجهزة الطبية لمجموعة من المستشفيات بالدقهلية كمرحلة أولى. وأضاف أن الوزيرة شددت على ضرورة عمل عقود صيانة للأجهزة الطبية بالمستشفيات حرصا منها على ضمان الحفاظ على الأجهزة الطبية ومتابعة الصيانة الدورية لهذه الأجهزة، ضمانا لتقديم خدمة طبية جيدة.
وأشار إلى أنه جرى إبرام عقود لمستشفيات المنصورة العام الجديد-تمى الأمديد المركزى -نبروه المركزى- المطرية المركزى، مضيفا أن هذه العقود تشمل صيانة أجهزة التخدير وأجهزة التنفس الصناعى والحضانات، وأجهزة التعقيم وأجهزة الأشعة المختلفة والمناظير، وأجهزة بنوك الدم وغيرها من الأجهزة الطبية.
وأوضح أن هذه الخطوة تأتى فى إطار الاهتمام بهذه الأجهزة لضمان تقديم خدمة طبية جيدة تعتمد فى الأساس على العنصر البشرى والأجهزة الطبية المتقدمة.
وأوضح وكيل الوزارة أن باقى مستشفيات الدقهلية جار العمل على إعداد عقود الصيانة الخاصة بها فى المرحلة القادمة مع جهاز المخابرات العامة.
وأشار إلى أن المديرية بصدد استلام مستشفى جديد يجرى بناؤه بشارع الجمهوية بجوار المستشفى القديم، مشيرا إلى أن العمل داخل المبنى يسير بانتظام لإنهاء التشطيبات النهائية.
وأوضح أن المبنى الجديد سوف يتم تسلمه كاملا خلال شهر ديسمبرالقادم، والذى تقوم على تنفيذه الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة (إدارة المشروعات الكبرى) بتكلفة إجمالية ٢٥٠ مليون جنيه للإنشاءات.، وأنه جرى التواصل مع وزارة الصحة لتوفير التجهيزات اللازمة للمستشفى للبدء فى التشغيل فور الانتهاء من التجهيزات واستلام المبنى.
الفيوم - رشا الجمال 
شكوى أهالى الفيوم من روتين الخدمات الصحية والفوضى والإهمال فى أغلب مستشفيات محافظة الفيوم خاصة مستشفى أبشواى المركزي، تتمثل فى سوء الخدمة ونقص الأدوية والتكاليف الباهظة التى يدفعها المرضى من الفقراء ومحدودو الدخل.
وأشار وليد أبوسريع، منسق حملة المحليات للشباب بالفيوم، إلى انتشار مقالب القمامة حول المستشفى، وإلقاء المخلفات دون اتباع الأصول الفنية والصحية.
وأضاف محمد عبدالعظيم، المتحدث باسم المحليات للشباب، أن منظومة الصحة بكاملها تعانى حالة من الفوضى والإهمال، مؤكدا أن المنظومة تحتاج لإعادة هيكلة من جديد، وإسناد إدارة المستشفيات إلى قيادات إدارية وليست طبية. وكشف مدير مستشفى إطسا المركزي، عن ضعف الإمكانيات، وأوضح أنه مشكلة تعانى منها جميع مستشفيات مصر الحكومية، مشيرا إلى أن الطبيب يعمل ما بوسعه فى حدود الإمكانيات المتاحة، ويضطر فى حالة العجز أن يطلب من أهل المريض شراء ما يلزم لإسعافه. وقالت صابرين شاهين، منسق مبادرة أنا إنسان، إن نقص الأطباء يؤدى لتدهور الحالة الصحية، مضيفة إن وحدة الغسيل الكلوى تستقبل ١١٩ مريضًا، مقسمين على ٣ ورديات فى الأسبوع، على ٢٤ ماكينة غسيل كلى، و١٩ ممرضة.
وتعانى مستشفى الفيوم العام، طبقا لتقرير لجان المتابعة ورصد أداء المنشآت الصحية، من نقص الأدوية بصيدلية المستشفي، وتأخر إرسال قرارات العلاج على نفقة الدولة إلى المجالس الطبية المتخصصة لانقطاع خدمة الإنترنت بالمستشفى مما يؤدى لتأخر علاج المرضى، وتغيب الكثير من الأطباء عن مواعيد العمل الرسمية. 
وحذرت الدكتورة آمال هاشم، وكيل وزارة الصحة بالفيوم، من عدد من السلبيات فى أقسام الاستقبال والنساء والعناية الجراحية، وقامت بتحويل ملاحظاتها إلى الشئون القانونية، عقب جولة قامت بها مؤخرا بالمستشفى العام، وشددت على محاسبة المقصرين.
فى سياق متصل، رصد قسم التفتيش الصيدلى عددا من الأدوية غير المسجلة بوزارة الصحة بصيدليات المستشفيات الخاصة، والعثور على أدوية جدول ثان تؤثر سلبا على الصحة النفسية للمريض وعلاجات أخرى مجهولة المصدر جاء ذلك فى جولة قامت بها مؤخرا د. ميرفت فؤاد، رئيس قسم التفتيش الصيدلى.
المنيا - أسماء منتصر 
يعانى المرضى بالمستشفيات الحكومية فى محافظة المنيا، فى ظل وجود أزمة فى أسرة العناية المركزة بالمحافظة، ومعاناة المرضى فى الغسيل الكلوى وقوائم الانتظار، كما تعانى الوحدات الصحية بالقرى من نقص فى الأطباء والأدوية.
فالمستشفيات بالمحافظة ينقصها الكثير من الخدمات والتطوير إلى جانب عدم وجود أطباء متخصصين، وعجز فى الأطباء وخاصة أطباء التخدير والأشعة والتحاليل والعلاج الطبيعى والعناية المركزة بالمستشفيات وعجز فى التمريض ونقص الأدوية وتعطل أجهزة العناية المركزة والغسيل الكلوى.
ففى قرية بنى خالد بمركز سمالوط والعزيمة، يقول عيد عباس،عامل من عمال المحاجر، قريتنا تعانى من تدنى الخدمة الصحية، حيث يوجد بقريتنا مبنى وحدة صحية وتوجد أجهزة، ولكن لا يوجد أطباء، والكثير منا يتعرضون للحوادث والخطر ولا نجد إسعافات سريعة ونضطر للذهاب بالمعدية لمستشفى المركز مما يعرض حياة المصاب أو المريض للخطر، كما نعانى من نقص أمصال الثعبان، رغم انتشار هذه الحشرات فى قرى شرق النيل.
وفى قرية زاوية سلطان، إحدى قرى شرق النيل بمركز المنيا، يتردد عليها المواطنون للحصول على حقوقهم الصحية فى الرعاية والعلاج ولكنها خارج نطاق الخدمة.
وفى قرية شارونة وقرارة وبنى خلف وولاد الشيخ ونزلة الجدامى بمركز مغاغة وقرية أشروبة بمركز بنى مزار، يشتكى أهلها من سوء الخدمات المقدمة بالوحدات الصحية، خاصة قى ظل العجز فى أمصال الثعبان ومن يتعرض للقرص والإصابة يموت وهو فى طريقه لمستشفى المركز، وتقتصر الأجهزة فى الوحدات الصحية على أجهزة استنشاق بخار، وجهاز قياس ضغط الدم، وأحيانا أنابيب الأكسجين لا نجدها، ولايوجد علاج وأدوية بالوحدات الصحية.
وفى قرية نزلة البرشا بمركز ملوى ونزلة البدرمان بديرمواس يعانى المواطنون من عدم تواجد خدمات طبية للمريض داخلها، وأصبحت الوحدات الصحية هيكلا دون أطباء ودون أدوية وبدون خدمات وانتظار المرضى بالساعات داخل الوحدات الصحية.
وتعد قرية بنى واللمس من القرى المحرومة من الخدمات الأساسية ولايوجد بها محطة مياه ما يدفع الأهالى للاعتماد على المياه الجوفية غير الصالحة للشرب مما يعرضهم لأمراض ويجعلهم فى حاجة إلى رعاية صحية مستمرة ووحدة طبية ذات كفاءة وجاهزية فى كل وقت.
وقالت سلما إبراهيم، من قرية الإسماعيلية، إنها ذهبت بابنتها إلى الوحدة الصحية حتى تعطيها محلولا فلم تجد فاضطرت للذهاب إلى المستشفى وتطالب بتحسين الخدمة فى الوحدة الصحية. وطالب طرخان سيد، من قرية بنى خالد، بتشديد الرقابة على الوحدات الصحية وتوفير الرعاية الصحية للمريض.
وفى نفس الإطار يقوم اللواء عصام البيدوى، محافظا المنيا، بجهود كثيرة لتطوير القطاع الصحى، وتولى المحافظة أهمية خاصة لقطاع الصحة، حيث تم وضع خطة شاملة لاستكمال تطوير جميع المستشفيات بالمحافظة بمطابقتها بالمعايير التصميمية بالمستشفيات وأيضًا استكمال تطوير وحدات الرعاية الأساسية، كما تم مطالبة وزارة الصحة بضرورة زيادة عدد الأطباء بمحافظة المنيا، هذا بالتوازى مع تشديد الرقابة الصحية على المنشآت والعيادات الطبية الخاصة، وقد تمت أعمال التطوير الشامل لمستشفى ملوى العام وإحلال وتجديد مستشفى سمالوط العام، وإحلال وتجديد مستشفى ديرمواس العام، وتطوير شبكة غازات مستشفى المنيا العام وبناء وافتتاح وتشغيل مستشفى طوارئ الشيخ فضل وتطوير ٥٢ وحدة صحية، وسيتم قريبا افتتاح مستشفيات سمالوط وديرمواس وملوى العام بعد انتهاء أعمال الإنشاء والإحلال والتجديد.
أسيوط- فاطمة جابر 
سادت حالة من الاستياء محافظة أسيوط لتدنى ونقص الخدمات الطبية بكل مراكز المحافظة، فالوحدات الصحية بدون لأدوية أو أطباء خاصة فى القرى البعيدة والمتطرفة عن المحافظة.
واضطر أهالى مركو أبوتيج إلى الذهاب لمستشفيات أسيوط، بعد عقر كلاب مسعورة العديد من الأطفال وأصابهم بإصابات خطيرة، ولم يجد أهالى ٢٥ طفلا مصل عضة الكلب.
ولم يختلف الأمر كثيرا بمستشفى ديروط المركزى وساحل سليم والبدارى ومنفلوط، فهناك وحدات صحية ومستشفيات بدون أطباء وأدوية، ويضطر الأهالى للذهاب للمدينة فى الساعات المتأخرة ليلا فى حالات الإصابات المفاجئة واللدغات مما يعرض حياة المرضى للخطر، وهى فى طريقها لتلقى العلاج.
وأوضح كامل محمود، أحد مواطنى مدينة أبوتيج، أن المستشفى لا يوجد بها سوى الإسعافات الأولية، مشيرا إلى سوء معاملة من التمريض والأطباء.
وأضافت ابتسام جاد الرب، من قرية دشلوط، أن ابن شقيقتها لدغه عقرب منذ أسابيع فى منتصف الليل والوحدة الصحية مغلقة ليلا وبدون أطباء أو تمريض وتم الذهاب لمستشفى ديروط المركزي، وتبعد ساعة عن القرية ولم نجد مصل لدغة العقرب، الذى يجب أن يتوافر خاصة فى القرى والنجوع. 
وطالبت وزيرة الصحة بالنظر إلى المستوى المتدنى ونقص الخدمات الأساسية قائلة: أطفالنا بتموت من نقص الخدمات والأدوية.. تعالى شوفى الوحدات الصحية فى القرى يا وزيرة.
وأوضح الدكتور محمد سيد مرزوق بمديرية الصحة أن هناك محاولات مستمرة لحل مشكلات نقص الأطباء والأدوية بقدر المستطاع من الإمكانيات المتاحة. وأضاف أن مشكلة نقص الأمصال ترجع لعدم مطالبات مديرو المستشفيات بانتهاء المقررات والإبلاغ المستمر بتوفيرها وأنه مع مشكلة مصل الكلاب بأبوتيج تم شن حملة على المستشفيات للتأكد من توافر الأمصال بالقرى والمراكز للمحافظة.