الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مستشفيات البحيرة عرض مستمر للإهمال.. غياب الأطباء ونقص الأدوية.. الثعابين تتخذ الوحدات الصحية وكرًا لمهاجمة المرضى.. و"جنى" تفقد ذراعها بسبب تشخيص خاطئ

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعاني مواطنو مدن وقرى محافظة البحيرة من الإهمال الطبي بالمستشفيات الحكومية، وكما يقال "فالداخل مفقود والخارج مولود" بالمستشفيات العامة نتيجة تزايد حالات الإهمال الطبي.
وتعد أقسام الطوارئ بالمستشفيات العامة، طريق المرضى للموت، فالإهمال الطبي بكل أشكاله وصوره المتعددة يتواجد بقسم الطوارئ فلا أطباء ولا أدوية، والمرضى لا يجدون من ينقذ حياتهم أو يداوي جروحهم وينتظرون ساعات طويلة دون رؤية أي طبيب بالقسم.

قال "نبيل إسماعيل"، 35 سنة، إنه ذهب لمستشفى إيتاي البارود العام عدة مرات برفقة أحد أقاربه، وانتظرنا أكثر من ساعة بقسم الطوارئ والاستقبال بالمستشفى ولم نجد الطبيب، إلا بعد حدوث مشادات مع التمريض حتى جاء الطبيب، لتوقيع الكشف وكتابة العلاج الذي اشتريناه من خارج المستشفى.
وأكد إسماعيل، أن قسم الطوارئ والاستقبال بالمستشفيات الحكومية، نموذج للإهمال الطبي، حيث إن الأطباء يعملون بالمستشفيات الخاصة بالمدينة، ويتركون عملهم بمستشفيات الحكومة، وأحيانا يتم توجيه المرضى لتلك المستشفيات.
وأضاف حسام عبدالعزيز، 30 سنة، أن والده جاءته نوبة صرع وظل أكثر من 7 ساعات بمستشفى إيتاي البارود العام ولم يأتِ أي طبيب للكشف عليه، ولم يصرف له علاج من المستشفى مما اضطررنا للذهاب لمستشفى الجامعة بطنطا.
وأكدت أميرة محمود، 29 سنة، أن شقيقها أصيب في حادث وظل ينزف بقسم الطوارئ بمستشفى الرحمانية أكثر من ساعتين وذلك لعدم وجود طبيب، مشيرًا إلى أنه كان هناك حالة أخرى في نفس التوقيت استدعيَّ لها طبيب من مدينة دمنهور، والحالات الأخرى كانت تعاني من شدة الألم.
وأوضح صبري رشدي، والد الطفلة "جنى"، أن طفلته تعرضت لحادث وأصيبت بقطع جرحى، فتوجهت إلى مستشفى أبوالمطامير المركزي، فاستقبلنا طبيب يُدعى "ا.ص."، ووقّع الكشف عليها، وعمل لها جبس في يدها فقط، دون توصيل شريان مقطوع باليد، وذهبت بها لمستشفى حوش عيسى المركزي، للكشف عليها مرة أخري عقب شعورها بزيادة الألم حيث قام أحد الأطباء بإزالة الجبس، وحولها للمستشفى الجامعي بالإسكندرية، وفي النهاية تم بتر ذراعها.

ولم يكن الطفل "محمد سالم فتحي" الطالب بالصف الثاني الإعدادي بمدرسة عزبة درويش الإعدادية التابعة لمركز الدلنجات، الضحية الأخيرة للإهمال الطبي بمستشفى الدلنجات العام، حيث ذهب والد الطفل برفقته لمستشفى الدلنجات العام للكشف عليه بعد ارتفاع درجة الحرارة ووصولها إلى 38 درجة، وأعطى له طبيب الأطفال بقسم الاستقبال بالمستشفى ويدعى " م.ر"، حقن مضادات حيوية واسعة المجال "سالبين" بدون إجراء اختبار للطفل له ضد الحساسية وتسبب في فقدانه البصر.
وفي سياق متصل، تحولت الوحدات الصحية بالقرى لوكر لتجمع الثعابين والزواحف بكافة أنواعها، حيث شهدت الوحدة الصحية بقرية المسين منذ فترة ظهور الثعابين بالوحدة الصحية بالقرية، أثناء تواجد المرضى في انتطار الكشف الطبي عليهم من قبل الطبيب المختص.
وأكد مواطنون أن الوحدة الصحية بالقرية تحولت لوكر للثعابين في ظل الإهمال بقطاع الصحة بالمحافظة وعدم وجود أطباء بالوحدات الصحية والمستشفيات في فترات أوقات عملهم.

وقال محمد سعد تمراز، عضو مجلس النواب عن دائرة مركز وبندر كفر الدوار، إنني تقدمت بطلب إحاطة بشأن سياسة الحكومة حول تطوير المستشفيات والوحدات الصحية بمركز ومدينة كفر الدوار، مؤكدا أن مستشفيات كفر الدوار تعانى من الإهمال الشديد ونقص فى الخدمات والمستلزمات الطبية، كما أن هناك سوء توزيع فى أعداد الأطباء على صعيد المستشفيات المتواجدة بالمدينة والمركز، حيث يوجد تكدس ببعضها، وأخرى تعانى من العجز الشديد، ولهذا لابد من إعادة النظر فى مسألة توزيع الأطباء بما يتناسب مع طاقة عمل كل مستشفى.
وطالب عضو مجلس النواب، وزارة الصحة بوضع رؤية وتصور تتبعها خطة بجدول زمنى للنهوض بمستوى الخدمة المقدمة للمواطنين فى هذه المستشفيات من خلال إعادة تطويرها وتوزيع الأطباء بشكل ملائم والقضاء على ظاهرة نقص الأجهزة والمستلزمات، وذلك لأن هذه المستشفيات بشكلها الحالى أصبحت تهدد حياة المواطنين وتجعلهم يبحثون عن أماكن بديلة للحصول على خدمة أفضل ولا يجدون سوى المستشفيات الخاصة التى تقدم الخدمة بأضعاف ثمنها.