"عمرنا ما سمعنا إن ثعبان هاجم إنسان في مصر.. شكل القيامة قربت" هذا هو حال أهالينا في الفلاحين بعد أن تعرض أبناؤهم للدغ أثناء عملهم في الحقل.
الأزمة ازدادت سوءًا أخيرًا بعد أن ظهرت الأفاعي في أكثر من محافظة كالمنوفية والبحيرة وبورسعيد، دون علاج من المسئولين.
"البوابة" ناقشت الأزمة مع الأهالى لمعرفة حجم المأساة التى يعيش فيها هؤلاء البسطاء.
بورسعيد
ظهر ثعبان ضخم بمنطقة التجاري بمحيط محل عطارة شهير، وأطلق المواطنون استغاثتهم للمسئولين على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" دون جدوى.
تقول "أم خالد"، ربة منزل ومن سكان شارع التجاري: "بنغلق كل نوافذ المنزل ليلًا ونهارًا خوفا منها.. واكتفى المسئولون في الحي بوضع سم داخل بيض سمان وتركونا بدعوى أنه سيموت، وللأسف لم يمت حتى الآن".
وتساءل خالد فريد، موظف: "أين المسئولون والمحافظ من هذا الوضع؟، فالثعبان يثير الذعر في المنطقة وتم الاتصال بالشرطة والحي، وحضر رئيس الحي ووضع من معه بيض سمان وبداخله سم، وأخبرونا أن الثعبان سيموت خلال ساعات وللأسف ظهر مرة أخرى ويتحرك كما يشاء ولم يمت حتى الآن، وأصبحنا نراه أمام أعيننا في أوقات وأماكن مختلفة".
المنوفية
لم يختلف الوضع كثيرًا في المنوفية، فظهرت الثعابين بصورة كبيرة، وأصدر الدكتور أيمن مختار سكرتير عام محافظة المنوفية، قرارًا بتشكيل لجنة برئاسة مدير مديرية الزراعة بالمنوفية، لمكافحة انتشار القوارض والزواحف، واتخاذ الإجراءات الاحترازية، والتدابير الوقائية اللازمة، للحد من الآثار السلبية المترتبة على ظاهرة انتشارها بدائرة المحافظة، فضلا عن قيام اللجنة بإعداد تقرير شهري بما تم إنجازه من أعمال.
وعلى الفور باشرت اللجنة عملها بقرية "شبرا بخوم"، بعد إبلاغ الأهالي عن وجود ثعابين بالقرية، حيث أعلن مدير مديرية الزراعة أنه تمت معاينة البؤر والأماكن المحتمل وجود الثعابين بها بالقرية، فضلا عن حقن بيض وأمعاء دواجن بطعوم سامة وتوزيعها على مشارف الأراضي الزراعية والمصارف والترع وأماكن تجمعات الحشائش.
البحيرة
قالت المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة، إن انتشار ظاهرة الثعابين السامة في قرية منية السعيد، التابعة لمركز المحمودية، تعود إلى كثرة انتشار الجنائن والحدائق بالقرية، مشددة على أن أعضاء اللجنة المتخصصة التي تم تشكيلها من مسئولي الزراعة والطب البيطري والبيئة والصحة والطب الوقائي وكلية الزراعة بجامعة دمنهور، تضافر كل الجهود لتقديم طرق الوقاية وتحديد أماكن التواجد والانتشار وعمل الإسعافات الأولية وتوفير الأمصال والترياقات اللازمة للمصابين مع عمل التوعية اللازمة بوسائل الإعلام المختلفة لتوعية المواطنين لتجنب مخاطرها وطرق الوقاية منها.
في هذا السياق يقول الدكتور محمد خالد، بيطري: "يوجد أكثر من 3400 نوع من الأفاعي، منها أقل من 300 نوع عبارة عن أفاعٍ سّامة، وتُصنَّف الأفاعي إلى خمس عائلات، هي: الأحناش، والعرابيد، والأفعويات، والأصلات، والبايثون".
وأضاف "خالد" أن عائلة الأحناش أكبر عائلة من عائلات الأفاعي؛ وتضم 1938 نوعًا تنتشر في جميع قارات العالم عدا القارّة القطبيّة الجنوبيّة، ولها أنياب غير مجوّفة تُشكّل زاوية في مؤخرة الفم، ومعظم أنواعها غير سامة، والبعض منها يمتلك سماَ، لكنه لا يضر البشر، والقليل منها فقط يمكن أن يسبّب لدغات قويّة.
وأكد أنه من أشهر أنواع عائلة الأحناش، عائلة أخرى من الثعابين تسمي عائلة العرابيد وجميع أنواع الأفاعي التي تنتمي لعائلة العرابيد هي أفاعٍ سامّة، ولها أنياب مجوّفة وثابتة في مكانها، وتفرز سماَ يدمّر الجهاز العصبي، ومن أشهر أفاعي العربيد، المامبا السّوداء، والكوبرا الملك.
وتابع: " من العائلة الخطرة أيضا الأفعويات وهي أفاعي سامة لها أنياب طويلة ومجوّفة، تُطوى في الجزء الخلفي من سقف الفم عندما يكون مغلقًا، وتمتد إلى الأمام وتصبح جاهزة للعض عند فتح الفم، ومن أشهر الأفعويات، أفعي راسل وأفعي الحراشف، لذلك فإنه على الحكومة أن تعرف أي الأنواع أكثر انتشارا حتي تستطيع مكافحتها".
