تظل مصر تعاني من أزمات استيراد الحبوب التى تتمثل فى القمح والذرة الصفراء بدرجة كبيرة، فى تفاصيل الأزمة ترجع إلى أننا نستورد قرابة الـ80% من حجم الاستهلاك المحلى، ما يرفع فاتورة الاستيراد ويعصف بدولارات العملة الصعبة من ناحية، وإهمال الفلاحين ودعمهم نتيجة تراجع المساحات التى من المفترض زراعتها من ناحية أخرى.
بحسب المعلومات المعلنة فقد وافق مجلس الوزراء على قيام الهيئة العامة للسلع التموينية بتنفيذ التعاقد بالاتفاق المباشر على حساب شركتي الوحدة للاستيراد والتصدير، وإيه أو إس لتوريد 120 ألف طن قمح.
كما أعلنت هيئة السلع التموينية، أن الشحنتين وصلتا مصر بالفعل في وقت سابق، وأن القرار يهدف إلى تسهيل الدفع إلى موردي شركة إيه أو إس الإماراتية ووكيلها في مصر المتمثل في شركة الوحدة.
أما الذرة، فحدث ولا حرج حيث أعلنت أوكرانيا عن تصديرها 39.4 مليون طن من الحبوب بقيمة 6.4 مليار دولار في موسم يوليو - يونيو 2017-2018، وكانت مصر من بين أكبر المستوردين.
وشملت الصادرات 17.8 مليون طن من الذرة بقيمة 2.86 مليار دولار، و17.2 مليون طن من القمح بقيمة 2.83 مليار دولار، و4.3 مليون طن من الشعير بقيمة 640 ألف دولار، وتصدرت الصين ومصر وإندونيسيا قائمة مستوردي الحبوب الأوكرانية الموسم الماضي.
وفي هذا السياق يقول الدكتور جمال صيام خبير الاقتصاد الزراعي، إن مصر تستهلك كميات كبيرة للغاية من الحبوب بصفة عامة ومن القمح بصفة خاصة لإنتاج الخبز المدعم، وأوضح صيام لا بد وأن يكون هناك حلول من قبل الدولة لتقليل استيراد حبوب القمح من الخارج، بالإضافة إلى العمل على الاهتمام بالزراعة والفلاح المصري وتوفير الإمكانيات له بدل من الاستيراد من الخارج واستغلال بعض الدول لنا بزيادة أسعار القمح لحاجتنا إليهم.
وأضاف صيام، أن مصر تستورد كميات كبيرة جدًا من الحبوب تتخطى الـ80% من الاستهلاك المحلي، موضحًا أنه لا بد وأن تكون هناك حلول جذرية وفعالة للخروج من أزمة الاستيراد والأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر خاصة أن الاستيراد يكون بالدولار والعملة الصعبة، وتابع صيام توجد حلول كثيرة لنكون دولة مصدرة بدل من أن نكون بلد تقوم بالاستيراد، منها استصلاح كميات كبيرة من الأراضي الزراعية والصحراء.
وفي نفس السياق يقول الدكتور وائل النحاس الخبير الاقتصادي، إن مصر حسب الاحصائيات تستهلك أكثر من 10 ملايين طن قمح سنويا بسبب إنتاج الخبز المدعم، وأوضح النحاس أن مصر استوردت حوالي 5.500 مليون طن من القمح في عامي 2016-2017 مقابل 4.440 مليون طن في عام 2015.
وأضاف النحاس، القمح سلعة مهمة جدًا لا يمكن الاستغناء عنها ولا بد أن يكون هناك وعي من قبل وزارة الزراعة والحكومة والتطوير من زراعة القمح بشكل خاص وغدم الاستيراد بكميات كبيرة ووجود حلول قوية وفعالة للحد من استيراد الحبوب بشكل عام، لأن القمح سلعة غذائية يعتمد عليها غالبية السكان في مصر يوميًا في الحصول على الطاقة الحرارية والبروتين وهو المحصول الغذائي الاستراتيجي الأول في الأمن الغذائي المصري.
