صباح ذلك اليوم، أعلن جمال عبدالناصر أن خبراء مصريين توصلوا بالتعاون مع خبراء ألمان إلى تصنيع صواريخ أرض أرض بعيدة المدى، أطلق عليها اسم (الظافر) و(القاهر) و(الرائد)، وبعد يومين من هذا الخبر، أقام الجيش المصرى عرضًا للصواريخ فى القاهرة، بحضور حوالى ٣٠٠ دبلوماسى أجنبي، ويومها أعلن عبدالناصر بفخر أن الجيش قادر الآن على ضرب أى نقطة «جنوبى بيروت».
وبذلك، كانت مصر مـن أوائل الدول فـى المنطقـة التـى سعت لتصنيـع وتطويـر الصـواريـخ الباليستية، وكان من ضمن المشاريع الحربية التى بدأتها مصر هو بناء هذه الصواريخ وما صاحبها من دعاية إعلامية ضخمة، إلا أن ما لم يعلن هو افتقاد هذه الصواريخ لأنظمة التوجيه، ووصل المدى المقترح لهذه الصواريخ من ٣٥٠ كم إلى ٦٥٠ كم ١٣٥ كم، لكن المشروع توقف مثل باقى المشروعات التى بدأت وقتها كمشروع المقاتلة حلوان ٣٠٠ النفاثة عندما عرض الاتحاد السوفييتى حينها الميج ٢١ بسعر أرخص، وحيث أرهبت محاولات الموساد باغتيال العلماء الألمان إلى عرقلة المشروع لتأتى نكسة ٦٧ لتنسف كل هذه الجهود.
