رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

سكوت ماينار.. جلجامش وقصائد أخرى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يدور كتاب "جلجامش وقصائد" الصادر عن مؤسسة المثقف العربي في سيدني، أستراليا حول محور رؤية واحدة وانتقل فيه المؤلف كما يقول عن نفسه من الاهتمام بالباطن الشعري لتجربة الإنسان المثقف، إلى قراءة الطبيعة الشعرية للنصف الآخر من العالم.
وجاءت فكرة الكتاب من سؤال وصل المؤلف من كاتب عراقي هو السيد زاحم جهاد مطر، ومفاده لماذا نهمل الشرق وكأنه غير موجود. وحرك ذلك مشاعره وكتب عددًا من القصائد عن جلجامش وأنكيدو وأبطال تلك الأسطورة العظيمة، وقد أهدى الكتاب للسيد مطر. 
والكتاب يضم مجموعة من القصائد للشاعر الأمريكي المعاصر سكوت ماينار، والتي تعيد إنتاج أسطورة بلاد الرافدين مع إسقاطات معاصرة تؤكد على دور المحبة وإفشاء السلام في تطوير العلاقة الأزلية بين الإنسان والطبيعة والروح.
وقامت بتصميم الغلاف الفنانة الأمريكية المعروفة جان كاثير الأستاذة في كلية الفنون الجميلة في جامعة إلميرا في نيويورك.
وكتب الشاعر مقدمة خاصة بالطبعة العربية، جاء فيها: "هذا المشروع، والذي لم يكن متوقعًا عندي، بدأ استجابة لمحرر أدبي من العراق، هو مزاحم جهاد مطر، والذي كتب يقول: "يستعمل الغربيون الأساطير الإغريقية، ولكن نادرًا ما يوظفون أساطير المشرق، ومنها أساطير العراق. لماذا؟، كانت جلجامش أول أسطورة في تاريخ البشرية - وكل ما جاء بعدها أصداء، فلماذا لا يتحمل الشعر الغربي مسئوليته ويضعها في حسبانه؟".
والدكتور سكوت ماينار هو أستاذ الأدب الأمريكي الحديث في جامعة لانكستر، أوهايو. ومحرر قسم الترجمة في مجلة "كريزي هورس" الصادرة عن جامعة شارلستون الأمريكية، وله مجموعة من الأعمال الشعرية والنقدية. كما أنه مؤلف للأغاني وملحن وعازف على الجيتار. وفي حوار للمؤلف حول الثقافة العربية ومقاربتها للحداثة قال: "باعتبار أنني من الغرب لا أعتقد أن جواب إنسان غريب سيكون مفيدًا لسؤال من هذا النوع، ولكن أود أن أقول إنه على كل الناس مواجهة ومقاومة مشاكل خاصة بالمتغيرات وضرورة التأقلم مع الوقت، إنه علينا أن نتأقلم بالأساليب التي نعتقد أنها صحيحة، ويبدو أنه في العالم توجد عدة ثقافات تواجه الصراع بين رواسب الماضي ومتطلبات الوقت الحاضر والمستقبل، ولست متأكدًا أن أي ثقافة ترد على هذه التحديات بطريقة صائبة حاليًا، وإن ما أعرب عنه ليس حكمًا جازمًا ولكنه ملاحظة عن طبيعة الاستجابة المفترضة حيال هذه التحديات، نحن نشترك جميعا بضرورة الاحتكام للتقاليد التي لا تزال فاعلة ومقبولة، مع لفظ الأشياء القديمة التي لم تعد صالحة، وقبول المتغيرات التي فكرنا بها طويلا، مع الحذر من السلبيات والمخاطر الكامنة قدر استطاعتنا. وهذا يبدو معقولا ومفيدا. ولكن من طرف آخر، الخوف عقبة تؤخر التحرر من الماضي واختيار مستقبل أو حاضر جديد.
واستطرد قائلا: "في رأيي الإنسانية والتعاطف مع الآخرين هو واجب مركزي يوجه القرار ويقودنا لإدارة وضبط مصادر الخوف والرعب. ودون هذه المشاعر نكون عرضة لخطر الانزلاق في سلوك تدميري. أضف لذلك الإنسان بحاجة للأمل".
وهو ليس خيارًا - كل الناس بحاجة له. ويجب أن يكون الخوف حائلا دونه. ومن الضروري لنا أن نتحلى بالشجاعة وأن نستمع لرأي الآخرين وأن نتأكد أننا أخذناها باعتبارنا. وقراراتنا المهمة قرارات شاملة. ولكن وحدة مجتمعاتنا تحتاج أيضا للتعاطف بين الأعضاء. وهذا التعاطف هو من أصعب المشاعر التي نحتاج إليها. وهناك قانون قديم وأبدي يؤكد أن الحقد لا يتولد عنه غير الحقد. وبالمحبة فقط يمكننا الشفاء منه. وربما ما يحمينا في النهاية هو مفهوم التوازن والمحافظة عليه. وهو الدفة التي تقود السفينة بأمان حتى تنجلي العاصفة".