رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

مشورة أسرية.. الوجع النفسي أكثر قسوة من الألم الجسدي

 متخصص المشورة إميل
متخصص المشورة إميل لبيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من تعرض للكسر، يدرك معنى أن «اللى اتكسر عمره ما هايتصلح»، كما يقول متخصص المشورة إميل لبيب: مضيفًا أن المثل حتى لو به شىء من المبالغة، إلا أنه يحتوى على جزء من الحقيقة، حيث مكان أى كسر يصعب التئامه وعودته إلى طبيعته السابقة، خصوصًا مع كبار السن، فكلما تقدم الإنسان فى العمر يصعب الالتئام «العظمة كبرت» حيث يولد ذلك كسر آخر، وتأثيره يكون أقوى وصعوبة التئامه أشد مقارنة بالإنسان صغير السن.
ويضيف قائلًا: « كسر الخاطر، أو كسرة النفس أو الإساءة حسب نوعها: «جسدية، نفسية، روحية، جنسية»، فإن كان الكسر الجسدى يؤلم ويعيق العيش بصورة طبيعية، إلا أن التعامل معه أسهل، لأنه مرئى «متشاف»، ويستطيع صاحبه معرفة نوع إعاقته، ويمكنه التعامل معها كما يراه الآخرون ويفهمون معنى أن هناك كسرًا يعيق، فيتفاعلون مع الحدث ولا يضغطون على صاحبه، بعكس الكسر النفسى الأكثر إيلامًا ووجعه داخلى غير مرئى، فحتى صاحبه يكون موجوعًا، ولا يعرف سببًا لوجعه، ويجتهد أن يشكر حتى لا يُتهم بإنكار النعمة، وعدم إدراك سبب الكسر أو النتائج المترتبة عليه، يجعل من الصعب التعامل معه، ولا يوجد تقدير للاحتياج والنقص الذى يعانى منه صاحبه. ويؤكد لبيب، أن الكسر النفسى يسبب إعاقات متعددة فى العلاقات والسلوك والاختيارات، مضيفًا أنه قد يكون التعميم مخلًا وغير واقعى لوصف الأمور، إلا أننى أتجرأ وأقول لا يوجد شخص منا خالٍ من الكسر، وتتعدد الأسباب والمصادر، إلا أن الحقيقة الثابتة أننا مكسورون، ونحتاج جبر كسورنا المتفرقة متعدد الأسباب والمصادر، وقد تكون بسبب النشأة وعدم وعى الأبوى، وقد يكون من الحبيب أو القريب أو من وضعت فيهم ثقتك، فالكسر لا يأتى إلا من الأحباب، ومن وضعنا لهم توقعات عالية ووصفناهم بكلمة: «لو كل الناس، إلا.....».
ويستطرد قائلًا: «لا يوجد أى تبرير يجبر الكسر، وحتى لو نسينا سيظل أثر الجرح يذكرنا، إنها تلك الرجفة فى القلب، دقة معينة برتم مؤلم وغصة فى الحلق، تصاحبها دموع لا تعرف من أين أتت، من حقنا البكاء والنوح، من حقنا التعبير عن الألم، لكنها مرحلة لا بد أن تتخطاها حتى لا تدور حول نفسك فى دائرة الرثاء على الذات، التى يستعذب البعض العيش فيها، فيعتاد العيش فى دور الضحية، ويجد الراحة لممارسة هذا الدور. ويعتاد الوقوع فى أسر من يسيئون إليه، ويدور فى فلك خاص به له إيقاع وتكرار معين: من خلال علاقة يظن أنها تعويض له عن الماضى، أو التعرض للإساءة، أو النوح والرثاء، أو الوقوع فى علاقة مسيئة، هكذا تتكرر دائرة الكسر.