الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

رفات القديس "بسنتاؤس" يفجر جدلًا في الكنيسة.. بسبب عدم تحلله

 القديس العظيم الأنبا
القديس العظيم الأنبا بسنتاؤس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جاء اكتشاف رفات القديس العظيم الأنبا بسنتاؤس، بدير القديس الذي يحمل نفس الاسم ليثير العديد من التساؤلات، فخلال أعمال الترميم بالدير ببرية الأساس بنقادة، وأثناء العمل بالمذبح الأوسط وهو مذبح باسم القديس، ٨ يوليو الجاري عثر على مقبرة أسفل المذبح على عمق ٢ متر من سطح الأرض بها رفات القديس الأنبا بسنتاؤس، موضوعة بطريقة نادرة على سرير من الحجر، مكتوب عليه باللغة القبطية اسم القديس، منذ ما يقرب من ١٤ قرنا من الزمان.
الاكتشاف أثار ضجة كبيرة لوجود رفات للقديس لم تتحلل بعد، خاصة أنه على مر العصور كان هناك العديد من القديسين ومنهم تلاميذ للمسيح تحللت أجسادهم بعد وفاتهم، مما أثار الجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بين من اعتبر الأمر معجزة سماوية وآخر يرى أن الأمر طبيعي وأنه ربما يكون رهبان الكنيسة قد توصلوا إلى طرق التحنيط التي اشتهر بها الفراعنة وعلق متابع على الأمر قائلا: هل جثته ظلت سليمة أم تحللت؟ وهل من وصف لطريقة الدفن وموضع اتجاه الرأس عند الدفن وأضاف قائلا: «المصريون القدماء كانوا يوجهون رأس الميت تجاه نجم الشعرى اليماني، والمسلمون يجعلون الرأس تجاه مكة المكرمة».
فيما قال آخرون إن وجود رفات الأجساد ليس دليلا على القداسة، إذ إنه تم اكتشاف رفات لأجساد في دول مثل اليابان والصين والهند وتلك الدول لا تعرف لها إلها، وتساءلوا.. أين رفات الاثنى عشر تلميذا؟ من جهته قال مصدر كنسي: إن تحلل جسد الميت من عدمه يرجع لأسباب متعددة، منها طبيعة الأرض والتربة المدفون بها الجسد، فضلا عن أن شكل الجسد نفسه له دور في ذلك، حيث الجسد النحيف والخالي من الدهون يكون أقل عرضة للتحلل، مضيفا أنه أحيانا يحن الله على راهب أو كاهن إلخ، بأن يبقى بعض رفاته بدون تحلل، أو لا يرى الجسد أي فساد، مضيفا أن القداسة غير مرتبطة ببقاء الجسد بعد الموت بدون تحلل، لأننا لا نعبد أجساد القديسين، بل نطلب شفاعتهم ونأخذ بركتهم فقط، مشيرا إلى أن قدرة الله تشاء أحيانا بحفظ بعض الأجساد «قديسين، قديسات، ناس عاديين» من التحلل والفساد، ربما لتقوية الإيمان به ولزرع محبته في قلوب الناس.
من جهته قال دكتور لؤي محمود سعيد: مدير مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية، إن التحنيط استمر في العصر القبطي بعد انتهاء عصر الأسرات الفرعوني، بما لا يخالف تعاليم الديانة المسيحية، معتبرا الاكتشاف من أنوع التعزية الروحية والبركة للناس، موضحًا أهميته نظرا لمكانة هذا القديس فى عصره، مطالبا الكنيسة بالتعامل بشكل علمى مع الاكتشاف، مضيفًا أنه لا بد من ترميم الجثمان ورعايته قبل وضعه في الكنيسة أو الدير، لافتا إلى أن التحنيط فى العصر الفرعوني ارتبط بالعقيدة وفكرة البعث وعودة الجسد بشكله في العالم الآخر، وإن ذلك تم توارثه عبر القرون بما يتناسب مع العقائد التي آمن بها المصريون بعد ذلك.
يذكر أن طريقة دفن الرهبان لموتاهم داخل الأديرة، تعرف باسم «طافوس الرهبان» ومصطلح «طافوس» عبارة عن كلمة يونانية ταφος تنطق بنفس نطقها اليوناني في العربية، وهي القبر أو اللحد، ويعد مصطلح سائدا في الأديرة على وجه الخصوص، كما تطلق كلمة «طافوس» على عملية الدفن نفسها، أو مواراة التراب، ولا تختلف طقوس دفن الكهنة والأساقفة، حيث يتم الصلاة عليهم في الكنيسة عن طقوس العلمانيين المتعارف عليها من الصلوات، إلا أن التوابيت «الصناديق» يرفع غطاؤها سقف التابوت أثناء الصلاة وذلك للتبريك.
وعادة ما تقام مراسم الدفن وتكفين الجثة وتوضع في تابوت وذلك للحفاظ على زيت الميرون، وذلك وفق الطقوس الكنسية، وهو ذلك الزيت الذي يدهن به الطفل المعمد، حيث من المعروف أن الولد يعمد عندما يبلغ من العمر ٤٠ يوما، والبنت تعمد عندما يمر على ولادتها ٨٠ يومًا.
فيما قال البابا شنودة الثالث شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في إحدى عظاته الأسبوعية ردًا على تساؤل إن غُسل الميت عادة اجتماعية لا أساس لها في المسيحية قائلًا: «الجسد كده كده هياكله الدود فما قيمة الغسل».
وأضاف: المسيح دفن في قبر عبارة عن حفرة في الأرض، وليس كما تصوره بعض الصور أنه دفن في صندوق، محذرًا من اقتناء صور مشاهد قيامة المسيح الموجودة فى المكتب، مشيرًا إلى أن الكثير منها خطأ، وتصور الجنود الذين يحبسونه مذعورين وهو خارج من القبر، لأن المسيح وهو خارج لم يشاهده أحد، وطالب البابا الأساقفة والكهنة بعدم التوقيع عليها.
وكانت مطرانية نقادة وقوص للأقباط الأرثوذكس برئاسة الأنبا بيمن، وبمشاركة رئيس دير الملاك ميخائيل العامر ببرية الأساس بنقادة، قد أصدرت بيانا أوضحت فيه تفاصيل اكتشاف رفات جسد القديس ونصه كالتالي: إنه في الثامن من الشهر الحالي الموافق الأول من شهر أبيب وخلال أعمال الترميم بدير القديس الأنبا بسنتاؤس، وأثناء العمل بالمذبح الأوسط، المسمى على اسم هذا القديس، قد تم العثور على مقبرة أسفل المذبح على عمق ٢ متر، تحت سطح الأرض، وبعد فتح المقبرة وجد بها رفات لصاحب الدير، موضوعه بطريقة نادرة على سرير من الحجر مكتوب عليه باللغة القبطية اسم القديس، وحسب سنكسار الكنيسة، فإن الأنبا بسنتاؤس ولد منذ ١٤ قرنا تقريبًا، حوالي عام ٥٤٨ ميلادية، وتنيح عام ٦٣١ ميلادية.