الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"التعبئة والإحصاء": مصر تتصدر أعلى نسبة طلاق في العالم.. وخبراء: لا يوجد اتزان انفعالي لدى المصريين.. والاهتمام بالماديات على حساب الأخلاقيات سبب المشكلة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بينما يُصدر الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء تقاريره الشهرية عن حالات الزواج والطلاق في مصر، فإن هذه التقارير تكشف ظواهر اجتماعية خطيرة، وتطرح مؤشرات عن الحال الذي وصل له المجتمع المصري من ارتفاع كبير في نسبة الطلاق عن كل المجتمعات الأخرى، حيث تشير الإحصائيات إلى أن مصر تتصدر أعلى نسبة طلاق في العالم.
بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء وتقاريره الشهرية الأخيرة عن حالات الزواج والطلاق في مصر، فقد بلغ عدد عقود الزواج نحو 912 ألفًا و606 عقود عام 2017 مقـابل 938 ألفًا و526 عقدًا عام 2016 بنسبة إنخفاض قدرها 2.8٪، بينما بلغت عدد شهادات الطلاق نحو 198 ألفًا و269 شهادة عام 2017 مقابل 192 ألفًا و79 شهادة عام 2016 بنسبة زيادة قدرها 3.2٪.
وبالتعمق في هذه الأرقام المعلنة ستجد أن هناك حالة طلاق واحدة تحدث كل 4 دقائق، ومجمل الحالات على مستوى اليوم الواحد تتجاوز الـ 250 حالة، وفي بعض الأحيان لا تزيد مدة الزواج أكثر من عدة ساعات بعد عقد القران.
وأوضحت هيئة الأمم المتحدة في تقرير سابق لها، أن معدلات الطلاق في مصر ارتفعت من 7% إلى 40% خلال نصف القرن الماضي، حيث وصل عدد المطلقات في مصر لـ 4 ملايين مطلقة في مقابل 9 ملايين من أبناء الأزواج المطلقة، حيث تتصدر مصر دول العالم كأثر دولة بها حالات طلاق.
وفي تقرير التعبئة والإحصاء كانت عقود الطلاق في المدينة أكثر من شبيهاتها في الريف، ولو أن هذا الفارق لم يكن كبير على الإطلاق في إشهادات الطلاق في المدن بلغت نحو 108 آلاف و224 إشهادًا عام 2017 تمثل 54.6 ٪ من جملة الإشهادات، في مقابل 105 آلاف و200 إشهاد عام 2016 بنسبة زيادة قدرها 2.9 ٪.
بينما في الريف بلغ عدد إشهادات الطلاق نحو 90 ألفا و45 إشهادًا عام 2017 تمثل 45،4٪ من جملة الإشهادات مقابل 86 ألفا و879 إشهادًا عام 2016 بنسبة زيادة قدرها 3.6 ٪.
وطبقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء فإن أعلى نسبة طلاق كانت فى الفئة العمرية من 30 إلى أقل من 35 سنة حيث بلغ عدد الإشهادات بها 40 ألفا و53 إشهادًا بنسبة 20،2٪، بينما سجلت أقل نسبة طلاق فى الفئة العمرية من 18 إلى أقل من 20 سنة حيث بلغ عدد الإشهادات بها 690 إشهادًا بنسبة 0،3 ٪ من جملة الإشهادات.
بينما سجلت أعلى نسبة طلاق فى الفئة العمرية من 25 إلى أقل من 30 سنة حيث بلغ عدد الإشهادات بها 38 ألفا و842 إشهادًا بنسبة 19.6 ٪، بينما سجلت أقل نسبة طلاق فى الفئة العمرية من 65 سنة فأكثر، حيث بلغ عدد الإشهادات بها ألف و315 إشهادًا بنسبة 0.7٪ من جملة الإشهادات.
وقال الدكتور أنور حجاب، أستاذ علم النفس: إن من أسباب الطلاق هو التسرع في الاختيار من البداية والتسرع في إتمام الزواج دون معرفة طباع ونمط حياة كل شخص من الزوجين قبل الزواج والنهاية تكون الطلاق لعدم مقدرو كل منهم فهم الآخر، كما أن عدم الاتزان الانفعالي لكلا الطرفين أو لطرف منهم.
بالإضافة إلى عدم تجهيز الأباء للأبناء لكيفية التعامل ومشاركة الحياة الزوجية، فإن عدم تحمل الزوجين المسئولية منذ الصغر وأن الزواج حياة مقدسة تقوم على أسس التفاهم والود وخوض الصعاب معًا، فمن أكثر الأسباب التي تؤدي إلى عدم تكيف الزوجين مع الحياة الجديدة هي عدم تأهيلهم ذهنيًا وفكريًا بأن الحياة بعد الزواج مختلفة تماما عن الحياة قبل الزواج.
وأوضح أنور حجاج، أن الأشخاص أصبح ليس لديهم اتزان انفعالي، كما أن الأباء حين يتشاجرون على الدوام ويصبحون على خلاف مستمر فكل هذا يولد عند الأبناء تأثير بلا شعور لديهم وهذا التأثير يولد لديهم لا مبالاة بالحياة الزوجية.
وأشار أستاذ علم النفس، إلى أن الأسرة هي الأساس وعليها أن تعلم أبناءها كيفية التعامل واحترام الاختلاف بين نمط حياة كل إنسان، كما عليهم تعليمهم تحمل المسئولية وتقديس الحياة الزوجية، بالإضافة إلى المدرسة عليها دور في تعليم الأبناء منذ الصغر على الحياة الزوجية، كما على وسائل الإعلام أن تقوم بدورها في تثقيف وتعليم الأبناء والأزواج على احترام الزوجين بعضهم البعض وتقديس عش الزوجية الذي يجمعهم.
فيما قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع: إن المجتمع المصري أصبح لا يعرف ما هو الزواج، وأصبح الاهتمام بالماديات وحياة الرجل المادية وكم سيدفع، دون الاهتمام بالأخلاق والعادات والتقاليد التي كانت سائدة من قبل داخل المجتمع.
وتابعت سامية خضر، أن الاهتمام بالمهور والمغالة في متطلبات الزواج لا يوجد داخل المجتمعات الغربية ولذلك نجدهم يهتمون بالثقافة والتفاهم وليس بالماديات وبذلك يبنون حياة زوجية على أساسات قوية من التفاهم والترابط وهذا أهم ما يهتمون به، وليس كما نفعل نحن في مصر، فقد وصل الأمر بنا إلى الاختلاف على الشقة وأساسياتها حتى أننا أصبحنا نختلف على "النيش" قبل الزفاف بأيام قليلة ويصل إلى الانفصال والطلاق قبل ليلة الزفاف.
وأضافت أستاذ علم الاجتماع، أن هناك خلافات تحدث على أن الزوجة لا تجيد الطهي ورغم أن الزوج كان يعلم بذلك قبل الزواج ولكن عدم الاهتمام بالحياة الزوجية واهتمام الزوج أو الزوجة بتفاصيل أخرى يتسبب في المشكلة.
وأشارت خضر، إلى أننا في أمس الحاجة إلى التوعية والثقافة عن الحياة الزوجية أكثر من أي وقت مضى، فقد أصبح المجتمع لا يهتم بالحياة الزوجية بعدما كانت الأسرة مترابطة ومتفاهمة حتى أن من لا يجيد القراءة والكتابة كان يجيد إقامة حياة زوجية ناجحة، بينما الآن أصبح هناك تفكك أسري.
وأوضحت أستاذ علم الإجتماع، أن الإعلام والدراما أصبح لهم دور في زيادة نسبة الطلاق في مصر، حيث قاموا بدور سلبي في عرضهم نمازج عن العنف الأسري والمعاملة السلبية بين الزوجين، بدلًا من قيامهم بالدور الإيجابي وتقديم نماذج ناجحة عن الترابط الأسري والود بين الزوجين وتحمل الصعاب المسئولية معًا.