الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

قريتي| "رأس الحكمة" .. "المصيف الرئاسي" في مطروح

رأس الحكمة
رأس الحكمة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الرؤساء والملوك، يبحثون دائمًا عن الخصوصية، والابتعاد عن أنظار الصحافة والإعلام، لممارسة حياتهم الشخصية بشكل طبيعى دون أى تحفظات فى منأى عن أمور الحكم والسياسة، ويفضلون الأماكن البعيدة عن الزحام، التي تتمتع بالطبيعة الساحرة والمناظر الخلابة والمياه الصافية، فنجدهم يشيدون القصور الفارهة والاستراحات الفخمة من أجل الاستمتاع والاستجمام فى عطلة لا تتجازو الأيام المعدودة.
ومنذ أن اعتلى الملك فاروق الأول، عرش المملكة المصرية في عام 1936 من القرن الماضي، وأخذ يبحث عن ملجأ يأوى إليه فى فصل الصيف، يستمتع بمياه البحر هربًا من حر القاهرة، ولأنه ينشد الراحة والمتعة، اختار موقع لبروز أرضى يتوغل فى مياه البحر المتوسط قبالة سواحل محافظة مطروح، تلك البقعة الساحرة تعرف بــ «قرية رأس الحكمة»، والتى تعد أكبر قرى مطروح مساحة وسكانًا، اختارها الملك لتكون متنفس له خلال الصيف واستراحة ملكية، حيث شيدت على ربوة عالية تشرف على لسان ممتد داخل المياه، ومحاط بخليجين صغيرين من اليمين ومن اليسار، وبجوار الاستراحة الملكية يوجد حمام الأميرات، والذى خصص لأميرات البيت الملكى.
وبعد قيام ثورة 23 يوليو، آلت جميع القصور والاستراحات الملكية إلى الحكومة المصرية، وعقب تولى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أقام استراحة صغيرة أسفل الربوة العالية، ولكن تمت إزالتها في فترة ما بعد وفاته، أما الاستراحة التى شيدها الملك فاروق ظلت كما هى واستخدمها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، كاستراحة لقضاء فيها بعض الأوقات خلال فصل الصيف، وبعد اغتيال السادات وتولية الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، بدأ في تطوير الاستراحة وتجميلها حتى أصبحت فى أجمل صورة، واعتاد هو وأسرته على زيارة القرية وقضاء أجازة شبة طويلة خلال شهر أغسطس.
رأس الحكمة، هي قرية تابعة لمركز ومدينة مرسى مطروح، بمحافظة مطروح، وهى عبارة عن رأس ممتد داخل البحر على الساحل الشمالي الغربى، وتمتد شواطئها من منطقة الضبعة، وتبعد عن مرسى مطروح العاصمة بنحو 65 كيلو متر على طريق مطروح الإسكندرية، عدد سكانها أكثر من 50 ألف نسمة، ويستوطنها قبائل الزعيرات والشتور والصناقرة، بيت الجاهل والقواسم والقرر والعميرات والعجنه، بالإضافة لأبناء وادى النيل، حيث تعتبر أكبر ثالث تجمع لهم بعد مرسى مطروح ومدينة الحمام.
ويعتمد سكان القرية على النشاط الزراعي والرعوي والتجارة، حيث يزرعون التين والقمح والشعير على مياه الأمطار الموسمية خلال فصل الشتاء، بجانب رعى الأغنام والماعز، ويعتبر سوق رأس الحكمه من أكبر أسواق المحافظة، وكان يأتي إليه الكثير من أبناء المناطق المجاورة سواء للبيع أو الشراء، وكانوا يتعاملون بطريقة المقايضة فى القديم، ولكن تغيرت الأحوال مع الزمن والمدنية، ويوجد بالقرية محطة للقطار، تعد من أقدم المحطات التى أقامها الإنجليز إبان الاحتلال البريطاني لمصر، وطورها الملك فاروق بعد تردده على تلك البقعة الساحرة. 
رأس الحكمة تعد بمثابة مستقبل الاستثمار في الساحل الشمالى بعد أن اكتظت منطقة العلمين وسيدى عبد الرحمن بالمنتجعات والقرى السياحية، ومن المزمع أن يتم إقامة مشروع سياحي ضخم على مساحة 55 ألف فدان، وتقع أراضي القرية تحت ولاية هيئة التنمية السياحية بوزارة السياحة المصرية، وتم تعويض الأهالي عن الأرض والمباني والزراعات، تعويضًا كاملًا عادلًا للأهالي، وبالفعل تم تسليم التعويضات فى منتصف يونيو الماضى بحضور محافظ مطروح اللواء علاء أبو زيد، ورئيس الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، اللواء كامل الوزير.
ويوجد بالقرية مستشفى للإغاثة والطوارئ، ويرجع سبب إنشائها حين انزلقت قدم هايدي زوجة علاء مبارك، مما دعى إلى نقلها إلى الوحدة الصحية بالقرية، وكانت مغلقة ولم تكن في الأساس مجهزة بخدمات صحية مناسبة، في أعقاب ذلك تم تجهيز المستشفى الجديدة بأحدث الأجهزة الطبية، وإعداد طاقم طبي بها على مستوى عالٍ، كما يشير سكان القرية إلى أنه بعد اعتياد مبارك وعائلته زيارة القرية، دخلت جميع المرافق من كهرباء ومياه وصرف صحي للقرية، واعتاد الرئيس المخلوع على الالتقاء بكبار وعواقل القبائل البدوية من سكان القرية، وكان ذلك دون مرافقة الحرس الخاص للرئيس.