الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد قبول استلامه من فرنسا.. الإرهابي جمال بغال أمام القضاء الجزائري.. "عَّراب" هجمات باريس ينتظر إعادة المحاكمة بعد صدور حكم غيابي بسجنه 20 عامًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يواجه الإرهابى الجزائرى جمال بغال، المعروف مؤخرا لدى الإعلام الفرنسى بـ«عراب» منفذى هجمات باريس ٢٠١٥، عقوبة سجن مدتها عشرين سنة، بحكم أصدرته المحكمة الجزائرية غيابيًا بتهمة الانتماء لجماعة إرهابية. 
وتسلمت الجزائر، الاثنين الماضى، الإرهابى جمال بغال بعد قبولها إتمام بعض الإجراءات الورقية لدخوله أراضيها، وذلك على خلفية تجريده من الجنسية الفرنسية وانتهاء فترة عقوبته أى سبع عشرة سنة، فى السجون الفرنسية، ما دفع السلطات الفرنسية إلى إعادة الطلب من الجزائر لاستلام الإرهابى ذى الأصول الجزائرية؛ حيث سبق أن اعترض جمال بغال على قرار طرده إلى الجزائر، بحجة تخوفه من «التعرض للتعذيب» وساندته المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان فى ٢٠٠٩، قبل أن يغير رأيه حسب محاميه فى ٢٠١٠ بعد اعتقاله مجددا؛ حيث بدا له «المناخ مناسبا» للعودة إلى الجزائر حسب محاميه. 
وسبق عملية طرد الإرهابى إلى الجزائر، تساؤلات عدة فى الصحافة الفرنسية، حول ما إذا كانت الجزائر ستقبل تسلمه، بل وذهب محاميه للتصريح إلى أن رفض ذلك مناف تماما للقانون الدولى وحقوق الإنسان. 
وكان جمال بغال حسب تصريحات لمحاميه، نقلتها الصحافة الفرنسية، ينوى التفرغ لمشاريع تجارية لدى عودته للجزائر، لكن يبدو أنه تناسى أول لم يكن على علم بأن البلد نطق ضده بحكم عشرين سنة حبس نافذة غيابيا فى ٢٠٠٣، بتهمة «انتماء إلى جماعة إرهابية»، وهو ما أكدته وكالة الأنباء الجزائرية؛ حيث سيتم «إعادة محاكمة» بغال بمجرد وصوله إلى الجزائر، كونه كان أحد قادة الجماعة الإسلامية المسلحة التى كانت ناشطة فى سنوات التسعينيات كتنظيم إرهابي؛ حيث عرفته جريدة «لوموند» بكونه «رمز التيار الإسلامى العالمي»، حيث وصل إلى فرنسا فى سن ٢١ فى بداية التسعينيات، وكانت السلطات الفرنسية تراقب تحركاته عن كثب؛ حيث تم سجنه فى ٢٠٠٥ بتهمة انتمائه لجماعة أشرار إرهابية، وتم تجريده من الجنسية الفرنسية فى ٢٠٠٧، قبل أن يتم حبسه فى ٢٠١٠ لمدة عشر سنوات فى قضية ثانية متعلقة بتورطه فى محاولة هروب من السجن للإرهابى «سماعين أيت على بلقاسم» أحد عناصر الجماعة الإسلامية المسلحة ومنفذ عملية إرهابية فى باريس عام ١٩٩٥.
لكن بغال سيعود إلى الواجهة على خلفية هجمات باريس فى ٢٠١٥ والتى راح ضحيتها صحفيون من الجريدة الساخرة «شارلى إبدو»، ومحل «كاشير»؛ حيث عثر المحققون على صور له مع منفذى العمليات الأخوين سعيد وشريف كواشى وأمادى كوليبالي، الذين تعرفوا عليه فى السجن وأصبح بالنسبة لهم بمثابة الأب الروحي، ورغم أنه لم يتم العثور على أدلة لحد الآن حول تورط بغال فى هجمات باريس؛ فإن عديدا من المراقبين فى الإعلام والصحافة الفرنسية؛ يؤكدون أنه كان «العراب» فى التحضير لها.
مرجعية للجماعات الإرهابية
وذكرت «لوموند» أن بغال أصبح مرجعية بالنسبة لثلاثة أجيال متعاقبة «للمتدربين الإرهابيين» بحكم انتمائه للدائرة الضيقة لقيادات تنظيم القاعدة سابقا؛ حيث اعترف فى ٢٠٠٥ للمحققين الإماراتيين الذين ألقوا القبض عليه أنه كان يتلقى تعليماته من أحد المقربين من زعيم التنظيم السابق أسامة بن لادن.
ومن جهته كتب الصحفى على جريدة «لوفيجارو» بول جونزالس، أن ملف جمال بغال كان أسوأ قضية مرت على الحكومات الفرنسية فى مجال الإرهاب قبل الاتفاق بين الجزائر وباريس على مسألة استفادته من تقليص العقوبة وفترة السجن وترحيله إلى بلده الأصلي؛ حيث جرت محادثات مكثفة بين الطرفين ترجع إلى شهر يناير الماضي، قبل أن تتخلص العدالة الفرنسية من هذا الملف الساخن، ويودع لدى وزارة الداخلية الجزائرية التى أشرفت على عملية ترحيل جمال بغال إلى الجزائر؛ حيث تنتظره قضايا أخرى وهى انتماؤه للجماعة الإسلامية المسلحة، وإشرافه على تدريب الإرهابيين الجزائريين فى أفغانستان، وكذلك مشاركته فى تفعيل خلية إرهابية فى لندن منذ ١٩٩٨. وهو ما احتج ضده المحامى بيرنجير تورنيه الذى أكد أن موكله لم يكن على علم ولم يتم إخطاره بهذا الحكم فى حقه.