الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

عبدالرحمن النعيمي.. ذراع قطر لتمويل الإرهاب في القرن الأفريقي.. ممول بارز للجماعات الإرهابية.. وتربطه علاقات وثيقة بزعيم حركة الشباب الصومالية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هو أحد الرموز المهمة فى تاريخ الدعم القطرى للكيانات الإرهابية تحت مسميات مختلفة فى منطقة القرن الأفريقي، إنه عبدالرحمن النعيمى الذى ولد فى قطر عام ١٩٥٤، ودَرَسَ فى جامعة قطر «تخصص الدراسات الإسلامية»، وفى مرحلة ما تم اختياره رئيسًا لاتحاد كرة القدم القطري، ثم أصبح عضوًا فى جمعية «عيد بن محمد آل ثاني» الخيرية، فضلًا عن كونه عضوًا فى مجلس إدارة بنك قطر الإسلامي. 
عمل «النعيمي» أستاذًا للتاريخ فى جامعة قطر، وعُرِفَ بانتمائه لجماعة الإخوان؛ حيث عمل على نشر أفكارهم فى المجتمع القطري، وقد كشف «النعيمي» تأثره بأفكار سيد قطب، حينما قال فى أعقاب ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ فى مصر: «ضريبة الذل أفدح من ضريبة الكرامة، وتكاليف الحرية أقل من تكاليف العبودية، وإن الذين يستعدون للموت توهب لهم الحياة».

من المعارضة للتأييد

لم تكن علاقة «النعيمي» جيدة بالنظام الحاكم فى قطر قبل انقلاب حمد بن خليفة آل ثانى على والده فى عام ١٩٩٦، ففى العام ١٩٩٥ كان «النعيمي» من أشد المعارضين للنظام الحاكم، حتى تمَّ اعتقاله، وقضى فى السجن ٣ سنوات، لكن آراء «النعيمي» وأفكاره تغيرت كثيرا بعد خروجه من السجن، فتحول من مُعارض شرس وقوي، إلى مُؤيد مُطلق لنظام «حمد» فى كل سياساته الخارجية.
عُين «النعيمي» مستشارًا للحكومة القطرية، وأسند إليه العديد من المهام المتعلقة بجمع التبرعات من خارج قطر تحت ستار الدعوة الإسلامية، ولعب دورًا فى تحويل تلك التبرعات إلى الجماعات الإرهابية المتطرفة فى مختلف الأماكن، وتزامن نشاط «النعيمي» مع تنامى دور تنظيم القاعدة فى القرن الأفريقي، خاصة مع تفجير سفارتى الولايات المتحدة فى كينيا وتنزانيا عام ١٩٩٨.


ممول للإرهاب
 
لذا يُعتبر «النعيمي» على رأس الممولين المعروفين بدعمهم للإرهاب، والذى تربطه -بحسب تقرير وزارة الخزانة الأمريكية- علاقة وثيقة بزعيم حركة الشباب الصومالية حسن عويس، فقد حوَّلَ «النعيمي» نحو ٢٥٠ ألف دولار إلى قياديين فى الحركة فى عام ٢٠١٢، وفى ١٨ ديسمبر ٢٠١٣، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية «النعيمي» كإرهابى عالمي؛ حيث وصفته بأنه «ممول إرهابى يقدم الأموال والدعم المادى والاتصالات إلى تنظيم القاعدة والشركات التابعة له فى سوريا والعراق والصومال واليمن، لأكثر من عقد من الزمان». ووفقًا لتقارير أممية، دفع «النعيمي» أكثر من مليونى دولار شهريًّا إلى تنظيم «القاعدة» فى العراق، كما قدم ٦٠٠ ألف دولار لممثلى «القاعدة» فى سوريا، كما وضحت التقارير علاقته بأبرز وجوه حركة الشباب الصومالية، مثل مختار روبو علي، وحسن طاهر عويس. وتشير عدة تقارير إلى أن الكونجرس الأمريكى يحتفظ بملف حساس عن تمويل شخصيات مقربة من الحكومة القطرية لمتطرفين ليبيين، توجوا عملياتهم بقتل السفير الأمريكى فى ليبيا أثناء وجوده فى القنصلية الأمريكية ببنغازي.



القائمة السوداء 

أدرجته بريطانيا على قائمة العقوبات، إثر تقارير غربية أكدت تمويله جماعات متطرفة، وذلك بعد ١٠ أشهر من وضعه على قائمة الحظر الأمريكية، وقد جاء فى القرار البريطاني: «تجميد أى أصول للنعيمى فى بريطانيا، ومنع أى مصرف فى بريطانيا من التعامل معه».
كما أدرجته واشنطن على القائمة السوداء فى ٢٠١٤؛ بتهم «تمويل جماعات متطرفة وتكفيرية من ضمنها تنظيم القاعدة فى العراق وسوريا، وحركة الشباب فى الصومال، وجماعات أخرى فى الشرق الأوسط»، وكذلك أدرجته الدول الأربع المكافحة الإرهاب فى الشرق الأوسط «مصر، الإمارات، السعودية، البحرين» مع ٥٩ اسمًا آخرين على قائمة الإرهاب. ويمثل «النعيمي» أحد الرموز المهمة فى تاريخ الدعم القطرى للكيانات الإرهابية تحت مسميات مختلفة لكِيانات وهمية فى منطقة القرن الأفريقي؛ حيث لم يكن انجرافه فى دعم التنظيمات المتطرفة محض صدفة، بقدر ما هو نتاج فكر أصولى تكفيري، تسانده السياسة القطرية، القائمة على دعم التنظيمات الإرهابية فى العراق وسوريا وغيرهما.