الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مركز "الدعوة الإسلامية" جسر عودة "الإرهاب" في "البرازيل".. نكشف تفاصيل خطة أحمد الصيفي لإحياء التطرف بأمريكا اللاتينية.. وتمويلات ضخمة من "الإخوان الدولي" لاستقطاب الأتباع وتعويض الخسائر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن محاولات الجماعات الإرهابية المتطرفة، لاختراق المجتمعات المختلفة فى أنحاء العالم، لن تتوقف قريبًا، فما بين وقت وآخر يطل واحد من أتباع الجماعات المنحرفة، مثل، الإخوان وغيرها، ليستغل مراكز الدعوة الإسلامية المنتشرة فى أنحاء الكرة الأرضية، لترويج الفكر المتشدد، واستقطاب الأتباع، لتعويض الخسائر التى تتكبدها هذه الفرق الضالة، فى مواطنها الأصلية. ووسط غياب الأزهر الشريف، عن دوره فى رعاية المسلمين بمختلف دول العالم، عبر فروع مؤسساته المنتشرة، وبوجه خاص فى معظم الدول اللاتينية، باتت المساحة متسعة وكافية جدًا، لكى تمارس العناصر التابعة للإخوان، أنشطتها المريبة، الرامية إلى منح قبلة الحياة لهذا التنظيم، وربائبه من الجماعات الإرهابية، التى تعتمد على فكرة فى كسب الأتباع، وتبرير الجرائم التى ترتكبها.


خطة ممنهجة

تكشف الوثائق والمستندات، والصور، التى حصلت عليها «البوابة» من مصادرها، عن تفاصيل الخطة التى يقودها رجل الأعمال أحمد الصيفى، أحد أعضاء التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية، المحظورة فى مصر وعدد من الدول الإسلامية، ودول العالم؛ لإحياء الإرهاب، عبر التوغل فى المجتمعات اللاتينية، وبخاصة فى البرازيل. ويعد أحمد الصيفى، رئيس مركز الدعوة الإسلامية فى أمريكا اللاتينية، أحد أذرع تنظيم الجماعة الدولى، الذى يتلقى دعمًا ماليًا هائلًا، لاختراق المجتمعات اللاتينية، بما عرف عنها من ميل إلى دول الشرق الأوسط.
ويستغل الصيفى إمكانات المركز الذى أسسه بنفسه عام ١٩٨٧م، فى البرازيل، لترويج أفكار الجماعة، عبر سلسلة طويلة من الأنشطة، التى مكنته من التوغل فى أعماق المجتمعات بتلك الدول، والسيطرة على المسلمين هناك، عبر امتلاكه صلاحية إصدار شهادات الذبح الحلال، وإقامة المخيمات الترفيهية، وإصدار المطبوعات والمشاركة فى معارض الكتاب، وعقد مؤتمر سنوى للمسلمين فى أمريكا اللاتينية، وهى أنشطة تساعده على استقطاب الكثير من الشباب، وإخضاعهم لأفكاره المتطرفة!


دعم إخوانى

يحظى مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية، بدعم غير مسبوق، من المؤسسات الخيرية وبعض رجال الأعمال فى دول العالم الإسلامى التابعة للإخوان، ورغم عدم وجود حصر دقيق لهذه المبالغ، فإن المتابعين يؤكدون أنها تتجاوز مليارى دولار كل عام؛ للإنفاق على أنشطة المركز، وزيادة شعبيته فى هذه الدول.
ويمثل مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية، إحدى الأذرع الخبيثة للجماعة؛ من الإبقاء على فكرها، وأتباعها، فى ظل عملية التضييق الأمنى، والنفور الاجتماعى التى تتعرض لهما فى معظم دول الشرق الأوسط، باستثناء تركيا وقطر.


عمليات تمويه

لكى يتفادى رجل الجماعة فى البرازيل، أحمد الصيفى، الوقوع فى المحظور، وإثارة انتباه السلطات البرازيلية، سعى خلال السنوات الماضية، إلى الدفع بابنه وشقيقه للعمل كواجهة سياسية، بعيدة عن النشاط الدعوى، وفتح له التنظيم الدولى أبوابه وعمل على دعمه داخل البرازيل وخارجها، وبخاصة فى تركيا والمغرب.
وبالفعل بدأت تتشعب علاقات نجل الصيفى، بفضل الخلايا العنكبوتية للتنظيم، فأصبح ضيفا دائما بمؤتمرات التنظيم فى قطر وتركيا، وفى الخليج اختبأ خلف نشاط الهيئة العالمية الإسلامية للحلال، التى تم إنشاؤها من قبل بعض أعضاء رابطة العالم الإسلامى، لتكون ملاذًا آمنًا له.
ويعتمد الصيفى فى الترويج لنشاطه على عدد من الفقهاء المشهورين فى البرازيل، كما يستغل علاقاتهم الممتدة مع ممثلى عدد من المنظمات الإسلامية الدولية، مثل: إسيسكو، وممثلها فى مصر الدكتور صلاح الجعفراوى، لتبييض سمعته واستغلال مصداقية هؤلاء الأشخاص.


مؤسسات وهمية
ولمزيد من التمويه، لجأ الصيفى إلى إنشاء عدد من مراكز الدعوة الوهمية، بزعم دعم العمل الخيرى فى العالم، ومنها: الهيئة الإسلامية للإغاثة «جاسيب»، التى سعى مركز الدعوة الإسلامية فى أمريكا اللاتينية، إلى استغلالها لنقل ملكية الكثير من المساجد باسمها للسيطرة عليها، وعلى الجاليات الإسلامية، التى ترتادها؛ للتواصل معهم فى خدمة أغراض التنظيم.


تساؤل حائر

ويبقى التساؤل الحائر، لماذا لم يتم إلقاء الضوء على العلاقات المشبوهة لأحمد الصيفى، مع الكثير من ممثلى المنظمات الإسلامية الدولية، وكذلك منظمات المجتمع المدنى، التى تؤدى الغفلة عنها، إلى إعطائه المزيد من المصداقية، مما يمكنه من التوغل فى أعماق المجتمعات اللاتينية، بشكل يهدد باستعادة الجماعة لقوتها، عبر بث فكرها المتطرف بعقول لم تجد من يطلعها على صحيح الدين الإسلامي؟!