الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

منتدى "شباب صُناع السلام".. "الأزهر" يزرع ثمار التعايش

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اختتم منتدى شباب صناع السلام، الذى نظمه الأزهر الشريف، بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، وأسقفية كانتربري، فعالياته، أمس، بعد عشرة أيام من المحاضرات وورش العمل المكثفة، التى تنقلت ما بين قاعات جامعة كامبريدج العريقة، وجنبات «قصر لامبث» التاريخى العتيق، فى العاصمة البريطانية لندن.
وعقد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، والدكتور جاستن ويلبي، كبير أساقفة كانتربري، لقاء مفتوحًا مع الطلاب، أمس الأول، شهد نقاشًا ثريًا، عبر فيه المشاركون عن تساؤلاتهم وشواغلهم، بينما قدم الإمام والأسقف للطلاب مجموعة من النصائح، تمثل خلاصة «عمر كامل»، ولعل النصيحة الأبرز التى اتفقا عليها هي: «لا تنتظروا منا توجيهات أو تعليمات، وإنما انطلقوا للعمل والمبادرة».
وجاء عقد منتدى «شباب صناع السلام»، فى إطار جولات الحوار بين الشرق والغرب، التى أطلق مبادرتها الإمام الأكبر، قبل عدة سنوات، بهدف مد جسور الحوار، والتعاون بين الشرق والغرب، حيث تم الاتفاق خلال جولة الحوار السابقة، بين الأزهر وأسقفية كانتربري، قبل عامين فى أبوظبي، على أن يتولى نخبة من الشباب، أصحاب المبادرات الخلاقة، قيادة الجولة الحالية من الحوار، فى محاولة لتنسيق الجهود وتوحيد الرؤى تجاه القضايا المعاصرة، كالمواطنة والسلام ومواجهة الفكر المتطرف.
واستهدف المنتدى تكوين مجموعات عمل شبابية من الشرق والغرب، تقوم من خلال ورش عمل مكثفة بمناقشة عدد من المحاور المهمة، التى شارك الشباب أيضًا فى اختيارها، وتتعلق بدورهم فى بناء السلام العادل ونشر ثقافة التعايش المشترك والاندماج، وكيفية المشاركة فى صناعة المستقبل الذى يأملونه.
وركزت مناقشات المنتدى على وضع تصور عملي، لتنسيق الجهود فى التعامل مع قضايا معاصرة، يُشكل الشباب عنصرًا رئيسًا فيها؛ كالتعايش السلمى والاندماج والمواطنة ومواجهة الفكر المتطرف، وطرح رؤى ومبادرات، تقوم المؤسسات المعنية بعد ذلك بتبنيها ودعمها ووضع خطط عملية لتنفيذها فى المستقبل، ولتكون بمثابة نواة لمجموعة عمل شبابية، ينضم لها فى المستقبل شبابٌ من أصحاب الهمم والرؤى القيمة من مختلف أنحاء العالم، للمساهمة فى بناء عالم أفضل يسوده الخير والسلام.
ويبدو الهدف الأساسى من وراء ذلك التجمع الشبابى المتميز، هو بناء فريق عالمى من الشباب الواعد الساعى للسلام، للمشاركة فى مبادرات وفعاليات يدعمها الأزهر الشريف، ومجلس حكماء المسلمين، بالتعاون مع أسقفية كانتربري، بحيث يتم تنفيذها من قبل هؤلاء الشباب وأقرانهم حول العالم، من أجل بناء عالم أفضل، يعيش فيه الجميع بخير وسلام.
شارك فى المنتدى ٢٥ شابا من العالم العربي، قام باختيارهم الأزهر الشريف، ومجلس حكماء المسلمين، و٢٥ شابا من أوروبا، قامت باختيارهم أسقفية كانتربرى بلندن، وذلك طبقًا لمجموعة من المعايير، أهمها: أن يتراوح عمر المشاركين بين ٢٠ و٢٥ سنة، وأن يكون للمرشح نشاط مجتمعى أو طلابى أو ثقافى أو ديني، فضلا عن إجادة اللغة الإنجليزية، والتمتع بمهارات التواصل اللازمة لمشاركة فعالة فى المنتدى.
وينتمى الشباب الذين تم اختيارهم من قبل الأزهر ومجلس حكماء المسلمين، إلى عدة دول عربية، كما كان هناك حرص على تنوع مشاربهم الدينية والتعليمية والثقافية، بما يعكس ثراء الشرق وتعدد جذوره الفكرية والثقافية.
وفى إطار الاستعدادات لعقد المنتدى، نظم الأزهر الشريف عددًا من ورش العمل التحضيرية، التى ركزت على إدارة حوار مع الشباب المشاركين فى المنتدى، من مصر والدول العربية، حول مفهوم إنسانية الأديان، وكيفية ترسيخ قيم التسامح والحوار، والمساهمة فى صناعة السلام، واستعراض نماذج الحوار الفعال بين المؤسسات الدينية.
ومع انطلاق فعاليات المنتدى فى الثامن من يوليو الجاري، انخرط الشباب الخمسون فى دورة تدريبية لمدة أسبوع فى جامعة كمبردج، بهدف تعزيز التواصل الإنسانى بينهم، وتبادل الآراء والمعارف والتصورات حول القضايا التى يتناولها المنتدى، كما تضمن برنامج الدورة عددا من المحاضرات وورش العمل التى تستهدف رفع مهارات الشباب فى التعامل مع قضايا السلام والتعايش السلمى ومواجهة العنف والحد من الصراعات، والانخراط الفعال فى العمل الاجتماعي.
وعقب ذلك؛ انتقل الشبابٌ إلى «قصر لامبث» فى لندن؛ لاستكمال المحاضرات وورش العمل، ثم جاء اللقاء الختامى المفتوح مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، والدكتور جاستن ويلبي، رئيس أساقفة كنيسة كانتربرى البريطانية، بهدف استماع القادة الدينيين إلى رؤى وتجارب ومبادرات ومقترحات الشباب.