الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"انتصار الثورة".. ملحمة وطنية لـ"ضباط شرفاء"

تسجيلي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بثت فضائية «أون لايف» فيلمًا تسجيليًا عن ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، وانتصاراتها التى مهما مرت بها السنوات، ستظل محفورة فى ذاكرة التاريخ، حيث عاشت مصر فى أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات ظروف اجتماعية واقتصادية مهدت الطريق أمام ثورة يوليو التى تزامنت مع حرب فلسطين عام ١٩٤٨، والتى كان لها دور كبير فى حدوث الحراك السياسى داخل صفوف الجيش المصرى.
والتى تمثلت فى تشكيل «تنظيم سري» من بعض ضباط الجيش، الذين عرفوا باسم «الضباط الأحرار»، ومنهم اللواء أركان حرب محمد نجيب الذى كان يشغل وظيفة مدير سلاح المشاة وطلب حضوره بعد الاستيلاء على قيادة الجيش ليتولى القيادة العامة للجيش، بالإضافة إلى البكباشى جمال عبدالناصر الذى شغل مدرسًا بكلية أركان الحرب ومسئولًا عن كل خطط الثورة الموجودة فى مبنى القيادة العامة، وقائد الجناح عبداللطيف بغدادى بسلاح الطيران والمسئول عن السيطرة فى المطارات والموجود فى قيادة الطيران، والبكباشى أركان حرب حسين محمود الشافعى بسلاح الفرسان والمسئول عنهم والسيطرة عليهم فى سلاح الفرسان.
والصاغ أركان حرب خالد محيى الدين، وقائد جناح جمال سالم من لجنة القيادة وسلاح الطيران والمكلف بالسيطرة على منطقة العريش والمطار الموجود بها، والصاغ أركان حرب كمال الدين حسين ضمن لجنة قيادة تنظيم الضباط الأحرار والذى شارك فى العمل الميدانى ليلة الثورة بسلاح المدفعية، والصاغ أركان حرب صلاح سالم من لجنة القيادة وسلاح المدفعية، وقائد الأسراب حسن إبراهيم من سلاح الطيران والذى يقوم بالمعاونة فى عملية السيطرة على المطارات بقيادة الطيران، والبكباشى أركان حرب زكريا محيى الدين من سلاح المشاة ومدير تنظيم العمليات والمسئول عن العمليات بسلاح المشاة بالعباسية، والبكباشى محمد أنور السادات من سلاح الإشارة والذى كان مسئولًا عن السيطرة على جميع الاتصالات فى القيادة العامة بمبنى القيادة، والصاغ أركان حرب محمد عبدالحكيم عامر من سلاح المشاة والمشرف على عملية السيطرة على قيادة الجيش مع جمال عبدالناصر فى مبنى القيادة.
وتضمن الفيلم التسجيلى إلقاء بيان القيادة العامة للقوات المسلحة، وذلك من أرشيف الإذاعة المصرية بصوت الإذاعى جلال معوض، والذى جاء فيه: «اجتازت مصر فترة عصيبة فى تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم، وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش، والذى تسبب فيها هؤلاء الفاسدون المرتشون فى هزيمتنا فى حرب فلسطين، بالإضافة إلى فترة ما بعد الحرب التى تضافرت فيها كل عناصر الفساد وتآمر الخونة على الجيش، حتى يصبح البلد بلا جيش يحميه، وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا، وتولى أمرنا فى داخل الجيش رجال نثق فى قدرتهم وخلوقهم ووطنيتهم ولا بد أن مصر كلها ستلقى هذا الخبر بالترحيب».
وفى السادس والعشرين من يوليو قرر الضباط الأحرار عزل الملك فاروق ومغادرته للبلاد، وتنصيب ابنه ملكا تحت الوصاية ووافق عليها، وقد أعلن إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية ليصبح محمد نجيب أول رئيس لمصر، ثم تسلم مسئولية البلاد الزعيم جمال عبدالناصر، الذى بدأ فى تنفيذ مبادئ وأهداف ثورة ٢٣ يوليو، وتم توزيع الأراضى على الفلاحين فى سبتمبر ١٩٥٢، بالإضافة إلى توقيع أحرف الاتفاقية الأولى بإنهاء الاحتلال والتى عرفت باتفاقية «الجلاء» فى ٢٧ يوليو ١٩٥٤.
وإعلان الدستور فى يناير ١٩٥٦ وذلك ضد السيطرة الأجنبية والداخلية الاستعمارية، بالإضافة إلى قرار تأميم قناة السويس فى ٢٦ يوليو ١٩٥٦، والبدء فى بناء السد العالى فى ٩ يناير ١٩٦٠، وحوض معركة حرب الاستنزاف أعقاب نكسة ١٩٦٧، ولم يقتصر «ناصر» بالاهتمام بالشأن الداخلى فقط، بل سعى إلى تأسيس القومية العربية ومحاربة الاستعمار فى الدول العربية وأفريقيا وآسيا، بالإضافة إلى دور مصر الكبير فى تأسيس «دول عدم الانحياز» ما دفع الدول الاستعمارية إلى محاربة ثورة يوليو، وإفشالها بكل الطرق ووصفها بالانقلاب العسكرى، وهى محاولات بات جميعها بالفشل، فثورة يوليو تعيش فى ضمير الشعب المصرى بعد أن استردت له عزته وكرامته، لتظل رغم مرور السنوات ثورة خالدة فى وجدان جميع المصريين.