الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"للسرقة حيل أخرى".. التخفي في ملابس النساء وانتحال صفة رجال الشرطة الأحدث.. خبير علم اجتماع: يقوم بها الأفراد لأنها الطريق الأسهل لجلب المال.. وقانوني: عقوبتها لا تتعدى الثلاث سنوات

السرقة .. صورة تعبيرية
السرقة .. صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"اللص المبتكر".. استطاع تغيير النسق المعروف عن جريمة السرقة، والخرج عن النص المألوف والمعروف له والعزوف عن الطرق التقليدية، ونزع ملابسه ليرتدي البعض منهم ملابس النساء من عباءة سوداء ونقاب مما يتيح له التنقل بين الناس واختيار الفريسة المناسبة والأسهل للإيقاع بها وسرقتها كما حدث مع سائق توك توك روض الفرج الذي تخفي في زي سيدة وهشم رأس مسنة لسرقتها.

بينما أختار البعض الآخر الحرية والظهور بوجهه ولكنه أيضًا تخلي عن زيه وأرتدي ملابس الساسة والقيادات الأمنية وموظفي الحكومة، الأمر الذي يتيح له التنقل والتحرك في كل الأماكن دون مسألة فالزي وحده يكفي ويرد نيابة عنه، وكذلك هذا الأمر جعل السرقة أسهل فالمسروق يعطي السارق المال عن طيب نفس، ولما لا فهو رجل من رجال الدولة والبدلة هي الإثبات، وحدث هذا مع عاطل شبرا الخيمة الذي انتحل صفة لواء بالمجلس العسكري للنصب على المواطنين واستغلالهم والاستلاء على مبالغ منهم، وكذلك جرب الآخرون طريقة سرقة حقائب اليد بالدراجات البخارية.
كما فعل طالبان مع سيدة الهرم عندما سرقا منها حقيبة اليد وفرا هاربين بدراجتهما النارية "توك توك"، وفي ظل تفاقم هذه الظواهر الجديدة في مجتمعاتنا تعرض "البوابة" أسباب تلك المشكلة وكيفية الحد منها، من خلال آراء خبراء علم النفس وعلم الاجتماع وقانونين. 

وفي صدد هذا الموضوع قالت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: إن الدراسات النفسية والاجتماعية تشير إلى أنه لا توجد سمات خاصة تجمع اللصوص أو تميزهم عن غيرهم، أو حتى على مستوى القدرات العقلية، فكثير من هذه القدرات مشتركة بين البشر عمومًا، ولكن هناك لص مبتكر يقوم بالتفكير في حيل جديدة للسرقة، وأخر تقليدي وهو الذي يعتمد علي طريقة واحدة أو طريقتان للسرقة لا يعرف دونهم شيء، ويحترف البعض السرقة وتصبح مصدر دخله لأنها الطريق الأسهل لجلب المال.
وأضافت خضر أن السرقة بالمفهوم العلمي هي السلوك غير السوي الذي يقوم فيه الشخص بالاستيلاء على أموال وممتلكات الآخرين التي لا حق له فيها، وأكدت بأن الأسباب والدافع وراء جرائم السرقة ليست واحدة، وتختلف كل شخص لآخر، ولكن قاسم مشترك بين مرتكبي جريمة السرقة هو وجود نزعة عدوانية قد تخفي رغبة في الانتقام، أو حقدًا، وهنا يجد السارق سببًا يبرر به لنفسه الاستيلاء علي ما يملكه الآخرون، وقد يقدم علي السرقة البعض من غير معتادي الإجرام نتيجة تعرضهم لبراثن الفشل التي تحولهم من إنسان سوي إلى آخر غير ذلك، أو تردي حالتهم الاقتصادية الأمر الذي يجعلهم يتوجهون إلى السرقة، ويرجع هذا إلى ضعف الأنفس والجري وراء الثروة حتى وإن كانت عن طريق الحرام. 

فيما أرجع الدكتور جمال فرويز أستاذ علم النفس، أسباب السرقة إلى سببين: أحدهما تربوي: وهو يتكون داخل الطفل منذ الصغر نتيجة سوء تربية للنشء، وتمكين الطفل من كل ما ريده يجعله عندما يكبر يشعر بأن كل شيء يحتاجه فهو ملكة، وعندما يقع في اختبار حقيقي يجعله يحاول الهروب منه لما هو أفضل، كذلك مخالطة أصحاب السوء، والاكتئاب يدفعه للميل إلى الشعور العدوانية للجميع، واآخر مرضي.
وتابع قد تكون السرقة مرض نفسي ويعرف في علم النفس بالكلبتومانيا وهو أحد الاضطرابات النفسية التي يرغب فيها المريض بسرقة بعض المقتنيات ممن حوله وغالبًا لا تكون باهظة الثمن وغالبًا أيضًا ما يستطيع الفرد شراء مثلها ولكن المريض في هذه الحالة يشعر بالتلذذ بالسرقة، ولعل أبرز أسباب هذا المرض هي الشعور الحاد بالملل والشعور بالقهر المجتمعي وتكون بداخله الرغبة في الانتقام فيصور له عقله أن السرقة أحد وسائل الانتقام، وقد يكون السبب هو وصول الإنسان لدرجة الاكتئاب.
وأضاف فرويز بوجوب الحد من تلك الظاهرة عن طريق تفعيل دور العبادة ورجال الدين من خلال بس روح التسامح بين الناس، وكذلك تغليظ العقوبة لتكون رادع لمن تسول له نفسه سرقة ممتلكات غيرة بدون وجه حق، وكذلك التشديد علب ضرورة الترابط الأسري والاجتماعي في إنشاء جيل يعرف ماله من حقوق وما عليه من واجبات وتقبل الأمر الواقع والسعي في نطاق إيجابي ويكون تفكيره بناء غير هدام، وطالب فرويز بضرورة عدم التواجد وحيدًا في مكان لمدة طويلة وتغير المكان كل فترة مع الخروج إلي الأصدقاء والأقارب وعدم ترك مكان للإحباط، وهذا دور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وعدم بث مواد تليفزيونية من شأنها الإحباط والدخول في حالة اكتئاب.

وفي نفس السياق قال سمير الششتاوي المحامي بالاستئناف: بأن جريمة السرقة جنحة في ظروفها البسيطة إذا ما وقعت في النهار وفي هذه الحالة تكون عقوبتها تتراوح ما بين شهر إلي ثلاث سنوات، وتكون الجريمة جناية إذا ما تمت في الليل واقترنت بقتل أو تهديد بالسلاح "سرقة بالإكراه". ويعاقب عليها القانون بالمشدد الذي قد يصل إلى 7 سنوات، وأضاف الششتاوي بأن المادة 336 من قانون العقوبات تعاقب النصاب بمدة لا تزيد على  3 سنوات، ولابد لتوافرها أن يكون هناك ثمة احتيال وقع من المتهم علي المجني عليه بقصد خداعة والاستيلاء على ماله فيقع المجني عليه ضحية الاحتيال الذي يتوافر باستعمال طرق احتيالية.