الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"جريمة من سيناريو".. نشاهدها في التليفزيون وتنفذ في الواقع.. خبير علم اجتماع: الإعلام يساهم في تربية الأطفال وتحديد سلوكهم.. خبير علم نفس: يجب تشديد الرقابة وحذف مواد العنف

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"دراما الجرائم" تغير سيناريو الدراما في مصر في الآونة الأخيرة عما كنا نعهدها، وأصبح أبراز العنف وتكوين روح الشر في أنفس المشاهدين هي السبيل الوحيد لتحقيق أموال طائلة من وراء العمل الدرامي.



لا تجد مسلسل أو فيلم يخلو من العنف الذي يؤثر بالسلب على النشء، فيبدأ حياته كارهًا ناقمًا لكل من حولة وللمجتمع ككل، وبالتالي يصير شخص عدواني تنمت بداخلة الشعور بالانتقام دون أسباب تذكر، فأثرت الأفلام والمسلسلات على عقول أغلب الناس وأصبحت تلك الأعمال الدرامية هي المحرك لهم فنجد علي غرار فيلم "عصابة حمادة وتوتو" زوجين كونا عصابة للنصب على المواطنين وسرقتهم في الاسكندرية.
وستطاعا الزوجين الاستلاء على مبلغ 4 ملايين و50 ألف جنيه من المواطنين بهذه الطريقة، وجاءت المدعوة "نجلاء" 50 سنة، متأثرة بفيلم "لا تسألني من أنا" لتتنازل عن نجلتها ليتكفل بها أي شخص حتي تستطيع أن تكمل دراستها، وكان ذلك في مداخلة هاتفية لبرنامج "مساء DMC" " الذي تقدمه الإعلامية إيمان الحصري، وشهدت إحدى القرى في محافظة الفيوم على غرار مسلسل الأسطورة "زفة بقميص النوم" لشخص صور زوجة آخر في أوضاع مخلة.
ونشر تلك المقاطع والصور على مواقع التواصل الاجتماعي، ومع تفاقم وانتشار وزيادة معدلات الجريمة في مصر في الآونة الأخيرة بسبب التأثير التليفزيوني، تسلط "البوابة نيوز" الضوء على تلك الظاهرة من خلال آراء خبراء علم النفس والاجتماع.



قالت الدكتورة سامية خضر صالح أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن تردي الدور الثقافي في المجتمع عبر وسائل الإعلام والدراما وتسليط الضوء على الجرائم وأعمال العنف والبلطجة التي تزيد من التقليد الأعمى لكل ما نراه على الشاشات، الأمر الذي يتسبب في انحدار المستوى الأخلاقي والفكري وزيادة أعمال العنف، وبالتالي زيادة معدلات الجريمة.
أكدت خضر بأنه لا يوجد منزل يخلو من التليفزيون في مصر، ويعد أحد المساهمين بالدرجة الكبرى في تربية النشء، حيث تكون درجة تلقي الطفل للمادة التليفزيونية خاصة الأفلام والمسلسلات كبيرة جدًا، فيتأثر سلوكه بتلك العروض التليفزيونية، ويتقمص دور البطل الذي يحبه في أغلب حياته، يتفاعل مثله، يحاول تجربة أشياء ليصبح مثله كالسجائر مثلًا، وعندما يشب ويصير رجلًا.
ويوضع في أول اختبار دنيوي حقيقي كعدم وجود عمل أو تعرضه لضيقه مالية، فلا يفكر بعقلة ولكن يرجع إلي ملهمه وبطله المفضل، وقد ينفذ فكره ويسرق ويقتل مثله، وأشارات خضر إلى مشهد في مسلسل "أيوب" الذي عرض في سباق الدراما الرمضانية هذا العام، وهو مشهد قتل لشخصية حسن الوحش على يد زوجاته، فالطريقة الإجرامية الاحترافية التي نفذ بها ذلك المشهد، تقضي بأنه من أراد التخلص من زوجه عليه فعل هذا المشهد، وقد يستحيل كشفه، لما تميزت به الطريقة من احترافية، وكيف مشهد كهذا يعبر من تحت أيدي الرقابة.
وأضافت خضر بأن التأثر بمثل هذه الأفكار الدرامية قد يكون هو العامل رقم اثنين في زيادة معدلات الجريمة بعد المخدرات مباشرة أن لم يكن الأول.



ومن جانبه أكد الدكتور محمد سيد أحمد أستاذ علم النفس جامعة عين شمس: على ضرورة تشديد الرقابة على المادة الإعلامية المقدمة للجمهور ومراجعتها جيدًا وإزالة المادة التي تدعوا للعنف منها قبل عرضها حتى وأن تسبب الأمر في إلغاء المادة المعروضة من الأساس، المهم هو الحفاظ على أبنائنا، وطالب سيد أيضًا بالتوعية الإعلامية للأطفال والشباب وتعليمهم الفصل بين ما يحدث خلف الشاشات وما يحدث في الواقع، ورفع الحس الديني من خلال الدور الذي يقوم به رجال الدين ودور العبادة في تثقيف الأجيال وتعليمهم ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات.
وأضاف سيد أن كل تلك الأشياء السابقة شيء والترابط الأسري هو الشيء الآخر، فالأسرة والمدرسة هي الأقرب إلي الفرد من غيرها، وشدد على ضرورة متابعة الأطفال ومحاولة مناقشتهم المستمرة والتقرب منهم وتعريفهم الغرض الأساسي من التليفزيون، وعدم تركهم للإهمال الذي يدخلهم بحالات نفسية نتيجة تأثرهم بأبطاله المفضلين، فإن كان بطله حزين فهذا يؤثر فيه ويجعله حزينا، فالتليفزيون يكون المحرك الأساسي في حياة بعض الأشخاص ويؤثر عليه وعلى سلوكياته بالسلب، وينتج لنا جيل يستبيح الجرائم بكل أنواعها، لأنه يظن نفسه البطل الذي لا يحاسب.