الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"الشيخ والملكة".. سلام الأديان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نعم هناك فرق شاسع بين أن تشاهد صور الدواعش القتلة ومظاهرات اليمين المتطرف في الغرب ضد المهاجرين المسلمين "الأقليات"
وبين صور لقاء فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين مع الدكتور جاستن ويلبي كبير أساقفة كنيسة كانتربري في مطار هيثرو..
صدقا صور تعكس لقاء العقلاء من أبناء الأديان السماوية ورحابة البحث عن المشترك من أجل سلام الإنسانية.
ولأ أخفيكم سرا بأننى عندما شاهدت الصورة التى جمعت لقاء فضيلة شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين مع الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانية في قلعة وندسور التاريخية بأننى كنت سعيدا للغاية لما يحمله هذا اللقاء من معانى كثيرة تؤكد على إن الإمام الأكبر هو حامل راية الوسطية والتعايش في العالم الإسلامي فهو الرمز الذي جاء في اللحظة المناسبة للحيلولة دون اختطاف صورة الإسلام في العالم على ايدي المتطرفين بل أصبح حجر زاوية لتعزيز الاستقرار والسلام العالمي..
ومما لا شك فيه بإن فضيلة الإمام الأكبر عندما يقبل الإقامة خلال وجوده في لندن بقصر لا مبث مقر أسقفية كانتربري إنما يبعث برسالة إلى العالم والمسلمين أننا جميعًا أخوة في الإنسانية وأن الدين الحنيف رسالته الحقيقة هي السلام وليس الدمار والقتل كما يزعم المجرمون من الدواعش والإخونجية.
لقاءات الإمام الأكبر داخليًا وخارجيًا والتى يشهد بها القاصى والدانى تدل دلالة واضحة على الطفرة العلمية والتعليمية والدعوية منذ قيادة " الطيب " للمشيخة، والتى تبوأت مكانة رائدة وحظيت بتقدير واحترام العالم شرقًا وغربًا فى الارتقاء بالمؤسسة الأزهرية إلى أرفع وأعلى، بل أرقى الدرجات، وذلك بعد سنواتٍ تعرض فيها الأزهر للتهميش والتحجيم، متأثرًا بما شهدته مصر خلال العقود الثلاثة الماضية.
فعلا ..."الطيب" هو من أعاد للأزهر الشريف مكانته ورونقه وشبابه وتأثيره الكبير داخليًا وخارجيًا، وضخ فيه ماء الحياة من جديدٍ، وأصبح بالفعل أكبر قوة ناعمة لمصر، لما له من مكانة روحية ودينية عظيمة، ومواقف وطنية جليلة سُطرت بأحرفٍ من نور على مدار تاريخه العريق، وتجدَّدت بمواقف الإمام الطيب الشجاعة التى انحازت دائمًا للوطن، بدءًا من فتح أبواب الأزهر لجميع المصريين، وإصدار وثائق الأزهر لمستقبل مصر ومنظومة الحقوق والحريات، ووثيقة نبذ العنف، والإعلان العالمى للمواطنة والعيش المشترك، مرورًا بموقف الإمام الأكبر فى القاعة الكبرى بجامعة القاهرة، ومغادرته حفل تنصيب الرئيس المعزول؛ رفضًا لمحاولات جماعة الإخوان الانتقاص من قدر الأزهر وشيخه وعلمائه، ووقوفه فى وجه كافة محاولات السيطرة على الأزهر ومؤسساته.
حفظ الله شيخ المسلمين ووفقه لما يحب ويرضى وحمى الأزهر من كيد الماكرين.