رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

بعد مرور قرن على مقتل عائلة نيقولاوس.. كنيسة موسكو تمنحهم منزلة الشهداء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شارك 100 ألف مسيحي روسي، في مسيرة درب الصليب بضواحي يكاترينبورغ لمسافة بلغت 21 كيلومترا إحياء لذكرى الشهداء القديسين من العائلة القيصرية الذين قتلوا منذ 100 عام. 
وانطلقت المسيرة من كاتدرائية "دم الشهداء" في مدينة يكاترينبورغ بإقليم الأورال الروسي، لتصل دير الشهداء الجدد والمعترفين للراهبات في غابة (غانينا ياما) حيث أقيم القداس في الهواء الطلق.
وترأس الدرب والقداس بطريرك موسكو وعموم روسيا، كيريل، وبعد بلوغ المسيرة للدير أقام البطريرك كيريل قداسًا بالقرب من منجم للفحم ألقى فيه البلاشفة بجثة يليزافيتا فيودوروفنا زوجة عم القيصر نيكولاوس الثاني، وأخت زوجته ألكسندرا فيودوروفنا ومعها أفراد من العائلة القيصرية، ممن تبقوا بعد التخلص من القيصر وزوجته وأطفالهم الخمسة و4 من الخدم رميا بالرصاص، ليلة 17 يوليو 1918. 
وكان رفات القيصر نيقولاوس الثاني وزوجته وبناته أولغا وتاتيانا وأناستاسيا قد اكتشفت عام 1979، في ضاحية يكاترينبورغ (غانينا ياما)، ثم منحت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، عام 2000، الأفراد المعدمين للأسرة القيصرية منزلة الشهداء.
مقتل الأسرة 
تعود الواقعة إلى عام 1918 في ليلة 16 إلى 17 يوليو، وتحديدًا في الطابق السفلي من منزل المهندس نيقولاوس ايباتيف في ايكاترينبرج، تم تنفيذ حكم العائلة المالكة والوفد المرافق لهم. أقدم البلاشفة على إعدام 11 رميًا بالرصاص؛ وهم الإمبراطور نيقولاوس الثاني نفسه، وزوجته ألكسندرا فيودوروفنا، وأربعة بنات - أولغا، وتاتيانا، وماريا وأناستازيا، وابن - تساريفيتش ألكسي، وخادمهم ألويسيوس تروب، وخادمة آنا ديميدوفا، وطبيب عائلة رومانوف يفغيني بوتكين والطباخ إيفان خاريتونوف.
نهاية التحقيقات 
وتوصل المحقق نيقولاي سوكولوف، الذي حقق أعوام 1919 – 1922، بعد استيلاء جيش الأميرال كولتشاك على يكاترينبورغ، في ملابسات مقتل القيصر وعائلته، إلى أن جثث المعدمين قضي عليها تماما عن طريق إحراقها. ثم عثر فريق من المتطوعين في مطلع تسعينيات القرن الماضي، في ضواحي مدينة يكاترينبورغ، على بقايا افترضوا أنها قد تنتمي إلى أفراد العائلة القيصرية.
وتم دفن الرفات عام 1998 في ضريح أسرة رومانوف بقلعة بتروبافلوفسكايا في بطرسبورغ. وكشف فيما بعد عن موقع آخر يفترض أن رفات العائلة القيصرية فيه، وهي غابة (بوروسيونكوف لوغ) في ضواحي يكاترينبورغ، ما دفع بلجنة التحقيقات للاتحاد الروسي إلى استئناف التحقيق في ملابسات مقتل عائلة رومانوف.
وما تبقى من رفات الأعضاء الخمسة من العائلة الامبراطورية وخدمهم وجدت في يوليو 1991 قرب يكاترينبورغ تحت جسر الطريق قديم. خلال التحقيق في القضية الجنائية، والتي تم تنفيذها من قبل مكتب المدعي العام الروسي، حيث تم التعرف على الرفات. في 17 يوليو 1998، في الذكرى ال 80 للإعدام، وتم دفن رفات أعضاء العائلة الإمبراطورية في كاتدرائية بيتر وبولس في سانت. 
ورثة الشهداء
وجاءت عظة البطريرك كيرل بهذه المناسبة قائلًا: "كان من الممكن أن تهاجر يليزافيتا فيودوروفنا إلى الدنمارك وتعيش هناك حياة الدعة والاستقرار، لكنها فضلت البقاء وخدمة معتقدها والحقيقة التي آمنت بها.. ما أبقاها في روسيا هو حياتها المكرسة للأنشطة الخيرية. لم تمثل الدوقة الكبرى أي خطر على البلاشفة، ولم ترتكب أي جرم تعاقب عليه، سوى تمسكها واعتزازها بوطنها الثاني روسيا، وبأهلها من المسيحيين الروس، الذين وهبتهم حياتها".
وتابع بطريرك موسكو قائلًا؛ "إننا ورثة هؤلاء الشهداء الجدد والمعترفين الروس الذين سلّمونا راية التفويض الروحي للاعتناء بشعبنا وبحياته الروحانية وبخلاصه. أدرك الآن، من خلال ترحالي في طول البلاد وعرضها، أننا نمر اليوم بمرحلة فاصلة في تاريخنا، نحتاج فيه إلى استنهاض روح الإيمان والوطنية".
رفات الدوقة فيودوروفنا تمر ببورسعيد 
وكان رفات الدوقة الكبرى يليزافيتا فيودوروفنا قد استخرج، في 31 أكتوبر من عام 1918، حينما تمكن الجيش الأبيض في الحرب الأهلية الروسية من استعادة مدينة ألابايفسك. ولكن مع استحواذ الجيش الأحمر على المدينة من جديد، نقل الرفات نحو غرب البلاد، حتى مدينة بكين عام 1920، ومن هناك انطلق رفات الدوقة ومن أعدم معها في نعشين إلى شانغهاي، ومنها إلى مدينة بورسعيد المصرية، تمهيدا لنقله إلى القدس، حيث وصل إلى هناك، في يناير 1921. 
استعدادات قبل المئوية 
على هامش الاستعدادات التي سبقت الاحتفال بالمئوية، زار البطريرك بصحبة الأعضاء الدائمين في المجمع الكنسي الروسي، وشخصيات دينية من مقاطعة يكاتيرينبورغ دير الشهداء الجدد والمعترفين للراهبات في مدينة ألابايفسك بهذه المناسبة، وهو الدير الذي أنشئ عام 1998 في موقع المبنى التاريخي لمدرسة نقلت إليها، يليزافيتا فيودوروفنا، عام 1918، بصحبة أعضاء من العائلة المالكة، ثم ألقي بهم في منجم للفحم على بعد 18 كم من المدينة.
وأثناء زيارته، كرّس البطريرك الروسي، يوم الأحد 15 يوليو، كنيسة "أيقونة فيودوروف لمريم العذراء" في مدينة ألابايفسك، التي أنشئت في المكان الذي لقيت فيه الدوقة الكبرى، يليزافيتا فيودوروفنا، حتفها بصحبة الراهبة فارفارا وأعضاء العائلة القيصرية، حيث ألقي بهم في منجم للفحم في الليلة التالية لمصرع القيصر نيقولاي الثاني، وألقيت عليهم قنابل يدوية، وتوفوا عقب ذلك بعد عذاب لعدة أيام.
وتعود أصول يليزافيتا فيودوروفنا إلى دوق هيسين ودارمشتات (ألمانيا حاليا) لودفيغ الرابع والأميرة إليسا حفيدة ملكة بريطانيا فيكتوريا، وتزوجت أختها الصغرى أليكساندرا فيودوروفنا من القيصر نيقولاي الثاني.