الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد "سمايل فيس".. "حماية المستهلك" يُعلن عن مبادرة للشركات الأكثر التزامًا.. وخبراء: دعاية قد تتحول إلى وسيلة ابتزاز.. وتفعيل أدوات الجهاز أفضل من المبادرات غير الفعالة

اللواء راضي عبد المعطي،
اللواء راضي عبد المعطي، رئيس جهاز حماية المستهلك
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلن جهاز حماية المُستهلك عن منحة شهادات "صديق المستهلك" للشركات الأكثر التزامًا مع المواطنين وتقدم مُنتجات جيدة للمستهلك فضلًا عن حصر الشركات غير الملتزمة في تقديم مُنتجات جيدة وتقوم بغش المستهلك.

وأكد اللواء راضي عبد المعطي، رئيس الجهاز خلال كلمته بالمؤتمر الصحفي المُنعقد أمس حول "دور منظمات العمل الإرهابي في حماية المستهلك"، أنه سيتم حصر الشركات الأكثر التزامًا والشركات غير الملتزمة في تقديم مُنتجات جيدة للمواطنين تمهيدًا للإعلان عنها أمام الرأي العام بهدف توعية المواطنين.
وأضاف عبدالمعطي، أنه سيتم إبلاغ الشركات بما سيقوم به جهاز حماية المُستهلك من خلال حصر الملتزمين وغير الملتزمين منهم، حتى يكون لدى الجميع معرفة كاملة بما سيفعله الجهاز خلال الفترة المقبلة، مُشيرًا إلى أن هناك 3 محاور رئيسية لعمل الجهاز وهي؛ التوعية والرقابة والحماية، بالإضافة للتنسيق مع شركات المحمول لبث رسائل للمواطنين المستخدمين للهواتف المحمول بهدف رفع توعيتهم بحقوقهم وبكيفية التواصل مع الجهاز.
وتُعد مبادرة؛ "صديق المستهلك" ليست الأولى التى يعلن عنها جهاز حماية المستهلك لتوضيح الشركات المُلزمة وغير المُلتزمة في تقديم المنتجات الجيدة للمواطنين، حيث أطلق الجهاز مبادرة مماثلة في نوفمبر 2016 تحت لافتة؛ سمايل فيس لتوزيع "الإيموشن" على كُل تاجر مُلتزم بضبط الأسعار والحد من المغالاة في أي منها وذلك لمعاقبة المخالفين.
وأشار "حماية المستهلك" حينها، إلى أن المبادرة تأتي في إطار محاولة تخفيف العبء عن المواطن البسيط، حيث أنه بمجرد عرض التاجر الـ"سمايل فيس" في مكان العمل سيُدرك المستهلك أن هذا التاجر من الملتزمين ما سيدفع إلى زيادة الإقبال على الشراء منه عن غيره من التجار الآخرين، غير أن تلك المبادرة لم تُفعّل بالشكل الذي يعود على المُستهلك بالنفع لدرجة أن البعض اتهم جهاز حماية المستهلك بأنه غافلًا عن الدور الوظيفي المنوط به تأديته في ظل الظروف الاقتصادية القاسية التي تمر بها البلاد.

وقالت الدكتورة سعاد الديب، رئيس اتحاد جمعيات اتحاد المستهلك، إن رئيس جهاز حماية المستهلك الجديد، راضي عبدالمعطي، لديه حماس لعمل غير تقليدي يعود على المُستهلك بالنفع، موضحة أن الهدف من مبادرة؛ صديق المستهلك تشجيع الشركات والمتاجر على تحسين العلاقة والتعامل مع العميل من خلال تقديم سلعة أو خدمة جيدة.
وأضافت سعاد الديب لـ"البوابة نيوز" أنه حينما يشعُر أصحاب الشركات أو التجار بأن جهاز حماية المستهلك يراقب ويتابع تقديمه للسلع والخدمات للمواطنين سيسعى إلى تقديمها بالشكل والسعر المناسبين مما يعود عليه أيضًا بالتقدير من خلال شهادات؛ صديق المستهلك، بينما من لا يُحسن تقديم الخدمة والسلعة الجيدين للمستهلك سوف يُعلن عنه للملأ كونه أساء الثقة بينه وبين العميل.

ويرى الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، أن شهادات صديق المُستهلك التي أعلن عنها جهاز حماية المستهلك عبارة عن نوع من أنواع الدعاية الجديد وقد تتحول إلى وسيلة ابتزاز للشركات في حالة تنفيذ المبادرة بشكل غير مُنظم ووفق قواعد غير مُعلن عنها مُسبقًا لدى الشركات وهو الأمر الذي يُفاقم من أزمة السيطرة على أسعار بعض السلع.
وأكد النحاس لـ"البوابة نيوز" ضرورة تفعيل أدوات جهاز حماية المستهلك بدلًا من الإعلان عن المبادرات والاجتماعات والمؤتمرات، موضحًا: "اللي يغلط من الشركات يتعاقب بدون قوائم بيضاء وسوداء"، وأن مبادرات جهاز حماية المستهلك بين حين وآخر تؤكد فشله في السيطرة على أسعار بعض السلع بسبب عدم تفعيل أدوات الراقبة التي يمتكلها.

وأشار الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، إلى أن جهاز حماية المستهلك لا يحتاج إلى شكل تكميلي متمثلًا في إطلاق مبادرات لأداء الدور الوظيفي المنوط به، موضحًا أن الجهاز لا يمتلك حاليًا مقومات لحصر جميع الشركات في مصر ثم تصنيفها إلى شركات مُلتزمة وأُخرى غير مُلتزمة في تقديم الخدمة للمستهلك، وأنه من باب أولى أن يؤدي الجهاز مهامه والرد السريع على شكاوى المواطنين والتعامل مع المخالفين.
وأضاف عبده لـ"البوابة نيوز" أن حماية المستهلك يسعى إلى لفت أنظار الإعلام من خلال مبادراته غير الفعالة، كما أن إطلاق المبادرات ليس من مسئوليات الجهاز خاصة في ظل نقص تمويل الجهاز وخلل الجهاز الوظيفي داخله، لذا يتوجب على حماية المستهلك أداء مهامه الأساسية وفرض رقابة صارمة على الشركات والتجار وفرض عقوبات على المخالفين منهم.