الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

قريتي| "مسير" بكفر الشيخ تطالب بتحويلها إلى مدينة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد قرية مسير التابعة لمركز كفر الشيخ من أكبر قري المحافظة، حيث يصل عدد سكانها لما يناهز الـ100 ألف نسمة، وكذلك تعتبر القرية من اقدم القري أيضًا ويدل علي ذلك أسمها، حيث يقول مواطنو القرية أنه تم إطلاق هذا الاسم عليها، نظرًا لمرور وسير العائلة المقدسة منها في طريقهم لمنطقة سخا المجاورة والتي تم اقامة أقدم كنيسة بها في تاريخ مصر.
ولقرية مسير طبيعة وتقاليد خاصة تشتهر بها دون قري المحافظة، هذه التقاليد تميل لتقاليد الصعيد، حيث يغلب عليها طابع التعصب للعائلات بشدة وحب اقتناء السلاح والأخذ بالثأر، حيث وصل عدد الذين قتلوا خلال الـ30 سنة الماضية 19 قتيلًا، في خلافات ومنازعات، بالرغم من أن نسبة التعليم فيها أكبر من مثيلتها في القري الأخرى بالمحافظة، وبالرغم من انتشار التعليم الأزهري فيها بكثافة كبيرة ووجود عدد كبير من الأزهريين وحفظة القراّن الكريم، وكذلك بالرغم من أن 90 % من اهالي القرية أقارب.
ويعمل سكان القرية ما بين الزراعة والوظائف الحكومية والمهن الحرة، والأرض الزراعية بالقرية تتوزع ما بين أراضي ائتمان "ملكية خاصة"، وإصلاح زراعي وأراضي تابعة لوزارة الزراعة، والقرية اصابها ما اصاب القري الأخرى من الاندماج في الحياة المدنية ونسيان العادات الريفية فأقتصر حضور المناسبات علي الأقارب من العائلات وأصبحت الزيارات العائلية في المناسبات فقط بسبب انشغال الجميع في البحث عن لقمة العيش.
ويقول أشرف صحصاح، عضو الاتحاد العام للغرف السياحية وأحد ابناء القرية، أن القرية تنقسم لمنطقتين الأولي مسير، والثانية منية مسير يفصلهما شارع واحد فقط، وهي وحدة محلية، حيث ألغيت قرية (نجع مسير) وضمت إلى قرية (منية مسير) لتصبحا قرية واحدة باسم قرية (منية مسير) بالقرار الجمهوري رقم (33247) لسنة 1964، وعدد السكان بها يقارب الـ100 الف نسمة، والكتلة التصويتية بها في الانتخابات حاليًا تصل لـ33 الف نسمة.
وتابع "صحصاح " أن القرية بها مقومات "المدينة" حيث يوجد بها 5 مدارس ابتدائية و3 مدارس إعدادية ومدرسة ثانوية مشتركة و6 معاهد ابتدائي وإعدادي وثانوي 3 منهم مغلقين بسبب قدم المباني فيها، كم يوجد بالقرية مركز طبي ونقطتي اسعاف ومطافئ ومكتب تموين ومكتب تضامن اجتماعي ونقطة شرطة ومحطة صرف صحي و2 مركز شباب وغيرها من الخدمات الأخرى.
وأضاف أن القرية مثلت في انتخابات مجلس الشعب مرتين فقط في العصر الحديث، بالرغم من الكتلة التصويتية الكبيرة التي تتمتع بها، ويرجع ذلك بسبب منافسة عدد كبير من المرشحين من نفس القرية الأمر الذي نتج عنه تفتت الكتلة التصويتية في الانتخابات وخسرت جميع المرشحين.
ويقول معوض الشافعي "مدرس" من أبناء القرية، أنه بالرغم من أن القرية تبعد 9 كيلو مترات عن مدينة كفر الشيخ العاصمة فقط، الإ أنها تعاني من تهالك الطريق الواصل ما بين القرية والمدينة وكذلك تهالك الطرق الداخلية بها وامتلائها بالحفر والمطبات، منذ انتهاء مشروع الصرف الصحي قبل عدة سنوات حيث لم يتم رصفها من حينها.
الحياة السياسية في القرية
ينخرط ويمارس عدد كبير من أهالي مسير في العمل السياسي والحزبي، حيث مثلت القرية في اواخر الاربعينات بعضو في مجلس الأمة وهو النائب الشيخ عباس حمادة، ولكن نظرًا لرغبة عائلات القرية وبعض الشخصيات في المنافسة الانتخابية، فإن القرية لم تحظي بفرصة التمثيل النيابي أو البرلماني الإ بعد أكثر من 50 سنة، حينما حسم اللواء طه غلوش سكرتير عام محافظة كفر الشيخ الانتخابات علي مقعد الفئات في عام 1995، ثم خسر الانتخابات في عدة دورات متتالية عقب ذلك، حتي تمكن القبطان عبدالمجيد زعفان، مرشح حزب النور، من حسم المقعد في 2011، والمعروف باسم "برلمان الإخوان".
بخلاف ذلك مثل القرية عدة شخصيات في المجلس المحلي للمحافظة واعضاء بارزون في الحزب الوطني مثل اشرف صحصاح عضو أخر مجلس محلي للمحافظة وفرج كلبوش امين الحزب الوطني في مركز كفر الشيخ، كم تمكن عدد من الشخصيات في القرية للوصول لجولة الإعادة في الانتخابات البرلمانية ولكنهم خسروا بسبب تكتل البلدان الأخرى في التصويت خشية أن تستحوذ " مسير " علي كرسي البرلمان لدورات متعددة.
وتنقسم قرية مسير في الحياة السياسية كعادة المجتمع المصري، حيث علب عليها في حقبة الرئيس المخلوع مبارك، انضمام عدد كبير من ابنائها للحزب الوطني وتمثيلهم في المحليات والحزب، ثم مجموعة الإخوان وعددهم قليل نسبيًا لا يصل لمائة فرد ولكن كان لهم تأثير نسبي في هذه الفترة بسبب تنظيمهم الجيد وتأثيرهم في الأعمال الخيرية، بخلاف ذلك كان يوجد مئات السفليين الذين لم ينضموا للحياة السياسية سوي بعد ثورة 25 يناير وبسبب الكتلة التصويتية لهم مثلوا في البرلمان بمرشح وهو القبطان عبدالمجيد زعفان، وبعد ثورة 30 يونيو تفرق اعضاء الحزب الوطني في الأحزاب الجديدة، بينما اختفي الإخوان تمامًا من المشهد السياسي، بسبب ترك معظهم منازلهم خوفًا من القبض عليهم، أما أعضاء حزب النور فتفرقوا ايضًا ما بين رجوع البعض للدعوة والعمل الخيري وترك البعض العمل السياسي والحزبي واستقرار أخرون في حزب النور، ويرجح أهالي القرية عدد السلفيين بها لقرابة الـ2000 شخص ولهم فرع للجمعية الشرعية ومسجدين يقومون بالصلاة فيها.
مساجد القرية والمعاهد الأزهرية
يقول صابر الخولي "مدرس بالأزهر"، إن قرية مسير بها عدد كبير من المساجد يصل لـ100 مسجد وزوايا، بعضها مساجد كبيرة وبها أضرحة مثل مسجد سيدي عبدالرازق ومسجد وضريح سيدي كامل، ومسجد وضريح سيدي زهران ومسجد وضريح سيدي نصر ومسجد وضريج نصر الغفاري وسيدي عمر الشهيدي وسيدي محمد المر وسيدي جميل صحصاح.
وأضاف "الخولي" أن القرية كان يقام بها عدة موالد سنويًا، يقوم عليها عدد من كبار مشايخ الصوفيين، ولكن بمرور الأيام ونظرًا لتأثير التيار الإسلامي في المجتمع ونشر فكرة بدعية الموالد والاختلاط وارتكاب بعض المحرمات، فضلًا عن أن المواليد كانت تحدث بها بعض المشاجرات العنيفة، انقرضت الموالد تمامًا ولم يعد لها وجود، بالإضافة لوفاة كبار الصوفية القائمين عليها وانشغال ابنائهم في مشاعل الحياة.
وأشار محمود شلبي، موظف بالمعاش، أن القرية يغلب علي ابنائها انتسابهم للتعليم الأزهري، حيث يوجد بها 6 معاهد أزهرية، اغلق 3 منهم لتهالك المباني، مضيفًا أن ابناء مسير الازهريون منتشرون في كل مكان ويصل عدد اساتذة الجامعة من ابناء القرية في كليات الأزهر لقرابة الـ100 أستاذ ومعيد، يتقلد بعضهم عمادة الكليات.
وتابع "شلبي" أن القرية ينتشر بها مكاتب تحفيظ القراّن الكريم، حيث يصل عدد هذه المكاتب لـ35 مكتب، أخرجت عدد من حفظة القراّن الكريم يصل لأكثر من 1000 شخص، فضلًا عن عدد كبير من المشايخ والقرء أبرزهم الشيخ قطب الطويل.
مواقف ولقطات مؤثرة في حياة القرية
تعرضت قرية مسير لعدد من المواقف التي لا ينساها أبناء القرية طوال تاريخهم من أبرزها، قيام أهالي القرية بمحاصرة مبني ديوان المحافظة ومبني مجلس المدينة في دورة 1984، بسبب ما أسموه تزوير الحزب الوطني للمرشح المنافس بدير عبدالعال ابن مدينة كفر الشيخ، واستمر الحصار يومين متتاليين حيث كان يقوم أهالي القرية بإطلاق النار في الهواء تعبيرًا عن غضبهم بإقصاء مرشحهم، ولم يتم فض الحصار حتي تدخل العقلاء وتم حل الأزمة، كما أن القرية حدث فيها حوادث قتل شهيرة نتيجة للنزاعات والخلافات بينهم وبين بعض القري الأخرى، كان أخرها منذ سنوات قليلة حينما قتل أحد ابناء القرية من عائلة " الغفلول" علي يد أحد أبناء مدينة كفر الشيخ، قام خلالها أبناء القرية باقتحام منطقة يقيم فيها عائلة القاتل والذين هربوا قبل وصول أهالي القرية الغاضبين.
مشاهير القرية
تعج قرية مسير بعدد من المشاهير في المجالات المختلفة منها الرياضية والسياسية والحزبية والدينية، فمن بين المشاهير الرياضية الكابتن إسلام محارب لاعب النادي الأهلي وكذلك عدد من اللاعبين الذين يلعبون في أندية وجه بحري والممتاز "ب" وابطال الرياضة من المعاقين الكابتن شعبان الخطيب بطل العالم في رفع الأثقال.
وفي المجال الديني القارئ بالإذاعة والتلفزيون الشيخ قطب الطويل، والدكتور الراحل مصطفي غلوش نائب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور أحمد غلوش عميد كلية الدعوة الإسلامية والدكتور إسماعيل الغفلول عميد كلية الدارسات الإسلامية بالقاهرة والدكتور جمال النجار عميد كلية الصحافة والإعلام بجامعة الأزهر والدكتور مصطفي الدميري عميد كلية الدعوة وأصول الدين بالقاهرة.
ومن الشخصيات العامة، المستشار عبدالفتاح غلوش محافظ بني سويف والقليوبية السابق وشقيقه اللواء طه غلوش سكرتير عام محافظتي المنوفية وكفر الشيخ وعضو مجلس الشعب السابق، والمستشار كوثر غلوش نائب رئيس النيابة الإدارية سابقًا، والنائب عباس حمادة عضو مجلس الأمة الراحل، والمهندس دياب صحصاح أمين حزب العمل بالمحافظة طوال 20 سنة ورئيس لجنة فض المنازعات بكفر الشيخ والذي توفي منذ سنتين وكانت جنازته أكبر جنازة بتاريخ المحافظة.
والمهندس اسامة الدميري صاحب تصميم توسعة الحرم المكي والذي نال عنه تكريم من الحكومة السعودية وإدارة الحرم المكي، واشرف صحصاح عضو الاتحاد العام للغرف السياحية حاليًا، والشيخ ممدوح خلف رئيس لجنة الفتوي السابق بالمحافظة والشيخ فرج قاسم رئيس لجنة الفتوي سابقًا بالمحافظة، والغريب أن ايًا من هؤلاء المشاهير سواء الراحلين أو الحاليين لم يطلق اسمائهم علي أيًا من منشئات القرية، باستثناء أحد الشخصيات الذي قام بإنشاء معهد ديني باسمه، وذلك نظرًا لوجود حساسيات تمنع أطلاق اسماء هؤلاء المشاهير فيعترض أخرون علي أطلاق هذه الاسماء.
أهم مطالب قرية مسير
يطالب أهالي قرية مسير بتحويل القرية لمدينة لما تمتاز به من مقومات العدد السكاني ووجود الخدمات الحكومية، كم يطالبون بتحويل المركز الطبي لمستشفى مركزي بعد أن الغيت مستشفى التكامل الموجود بها منذ سنوات، فضلًا عن تحويل نقطة الشرطة لمركز شرطة، وإدراج القرية في مشروع توصيل الغاز الطبيعي للمنازل، ورصف طرق القرية الواصلة بين المدينة والقري المجاورة، وإعادة بناء المعاهد الأزهرية المغلقة، وتوسعة المقابر بتخصيص قطعة ارض جديدة حيث تكدست المقابر وضاقت بالموتى فيها.