الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

العطور المصرية.. صنعها الفراعنة وسرقها الخواجات

العطور
العطور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتباهى المصريون بشراء العطور المستوردة من الخارج، اعتقادًا لتميزها الذى لا يضاهيه عطر آخر، ويصنفونها تحت بند العطور الفاخرة، ولكنهم يتناسون أن لدينا ميراثنا الأصيل للعطر والعطور، وأن الخواجة هو من سرق ذلك الفن منا، ونحن الآن نتهافت على ما يقدمه، حتى وإن كانت بأسعار مرتفعة وباهظة لنمنحها لمن نحب فى المناسبات الخاصة، وكأن عقدة الخواجة لن تتركنا حتى فى العطور، وكان من باب أولى أن نتذكر بأن أجدادنا الفراعنة هم أول من صنعوا العطر وأبدعوا فى استخلاصه وتركيبه.
فى أوراق البردى التى يعود تاريخها إلى حوالى ألفى عام قبل الميلاد توجد كتابات ثبت أن الحضارة المصرية الفرعونية كانت تستخدم الدهون العطرية على شكل أقماع صغيرة تنبعث منها رائحة عطرة تفوح فى القصور والبيوت والشوارع.
واستخلص المصريون القدماء العطور الرائعة من مختلف الأزهار، وصوروها على جدران معابدهم لتخليدها، وكانت عطور عامة الشعب من الطبقة الدنيا أساسها زيت الخروع، أما كبار رجال الدولة فى البلاط الملكى والطبقة العليا كالأمراء والأشراف والكهنة فكان أساس عطورهم زيت الزيتون وزيت اللوز وزيت الهجليج، وعرف المصريون البخور منذ ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد حيث اقتصر استخدامه على ملوك مصر وأمرائها وكهنتها الذين أطلقوه فى المعابد واستخدموه فى طقوسهم الدينية، وعندما اعتلت الملكة حتشبسوت عرش مصر أرسلت البعثات بحثا عن البخور والسّلعِ الثّمينةِ الأخرىِ ليتربع البخور بقوة على عرش الطقوس الدينية فى المعابد وفى قصور الحكام والأثرياء، وبعد أن تنازل الكهنة بشكل تدريجى عن حقوقهم الامتيازية أصبح البخور والمواد العطرية والزيت المعطر متوفرا لكل المصريين، حيث صدرت الأوامر للمواطنين بتعطير أنفسهم على الأقل مرة كل أسبوع. أقبل المصريون على الزيوت العطرية ودهنوا بها جلودهم لأنها كانت تدخل عليهم المتعة كما كانت تسَاعدهم فى حماية أجسامهم من تأثير أشعة الشمس الحارقة، كما ابتكروا العديد من الكريمات المعطرة ومرطبات البشرة وكانوا يُشكّلونها فى أشكال مخروطِية ويَذُوبونها لكى يغطوا شعورهم وأجسامهم.
ملكة العطور
تهافت الملوك والأباطرة على عطور مصر، امتدح بلينى وثيوفراست وغيرهما فى العصر الرومانى القديم ٣٣٢ق.م إلى ٦٤٠م العطور المصرية بأنها أحسن العطور فى العالم وأغلاها، وكان أباطرة الرومان يفضلون العطور المصرية دون غيرها، وخاصة المصنوعة منها فى شمال شرق الدلتا فى مدينة منديس القديمة.
العطور مع الفراعنة فى الحياة الأخرى، وجد علماء الآثار أثناء عمليات التنقيب الأثرى فى المقابر الفرعونية وبالتحديد فى مقبرة الملكة حتب حرس العديد من القوارير والأوانى التى تحوى على آثار لزيوت عطرية. ففى العام ١٩٢٣م وجد أحد علماء الآثار أوانى وقوارير تحتوى على آثار للزيوت العطرية، وكانت الملكة كليوباترا أكثر ملكات مصر عشقًا للعطور فكانت تحبها فى القصور وتضعها على ملابسها ومياه الاستحمام وحتى عربة الركوب.