تناول الكاتب الفرنسى لويد ألكسندر كتابة الواقعية السحرية من خلال كتابه الذى يحمل عنوان «حكايات القط العجيب»، والذى نقلته إلى العربية المترجمة عنايات طلعت، ويعتبر هذا الكتاب من بدايات ذلك التيار الذى انتشر وازدهر فى أدب أمريكا اللاتينية.
بدأ ألكسندر حياته الكتابية عندما كان يدرس بالسوربون فى باريس بترجمة أعمال سارتر والشاعر بول إلورد، واستوحى ألكسندر هذه القصة من حبه الشديد للقطط؛ حيث كان مولعا بتربية القطط والعناية بها.
ويسرد فى هذا الكتاب حكاية شاب يدعى «جيسون» تربطه علاقة صداقة قوية بقطه «جاريث»، والذى يظن أنه فى استطاعته أن يفعل أى شىء فى هذا العالم، والذى فاجأه فى يوم من الأيام، وهو يحدث نفسه قائلا: «كم أنت محظوظ يا جاريث، وكم أتمنى أن تكون لى تسعة أرواح مثلك». ليرد عليه قطه بأنه يتمنى ذلك أيضا.
واتفق جيسون مع قطه «جاريث» على أن يذهب معه إلى زيارة تسعة أرواح مختلفة فى أى مكان وأى زمان، وفى أى بلد وفى أى قرن ليخوضا مغامرة قوية فى عدد من البلدان حول العالم.
استطاع القط «جاريث» أن يعيش تسع مرات، وهو فى كل حياة يعيش من جديد يصحب صديقه جيسون إلى مختلف الأحقاب التاريخية ومختلف بلاد العالم، ويمتلك القدرة العجيبة على أن يختفى خلال الزمن وهو يمارس هذه القدرة فى سرعة عجيبة، فما هى إلا لمحة عين حتى يكون قد اختفى.
يمر جيسون وقطه خلال رحلتهما بالعديد من الأخطار والمغامرات والأهوال، ويبدأ رحلته من مصر، حيث مدينة القطط المقدسة، والتى صورها المصرى القديم كمعبود على جدران معابده، وبمجرد رؤيتهم لهذا القط لاقى إعجابهم وأرادوا أن يقدموه للملك نترخت الذى يتوق إلى قط يربت عليه ويراقبه وهو يلعب، فقد كان مولعا بالعناية بالقطط، ولكنه وجد أن هذا القط يختلف عن بقية القطط التى كان يعتنى بها.
وفى هذا الكتاب يدور بين جيسون وقطه العديد من الحوارات التى تجعل القارئ يظن أن هذا الحديث بين صديقين من نفس النوع، ناسيا أن المتكلم قط فى محاولة من الكاتب لخلط الواقع بالفانتازيا السحرية، والتى أضافت إلى القصة نوعا من التشويق والإثارة عند القارئ ليتابع كيف ستنتهى هذه القصة.
ويختتم الكاتب قصته فى رحلات القط العجيب، بعودة جيسون وقطه إلى منزله دون أى تأثير بين الآخرين فى المنزل، والذين لم يشعروا بشيء من هذه الرحلة العجيبة والتى لم تستغرق إلا بعض الوقت القليل.
