السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

سراج منير.. مصحح السينما المصرية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عرف بثقافته العالية وإدمانه القراءة وإلمامه بقواعد اللغة وأصول النحو والصرف، فكان واحدًا من اثنين أو ثلاثة من الممثلين ممن لا يخطئون لفظًا فى أدوارهم، خصوصًا في المسرحيات المكتوبة بالعربية الفصحى، وكان الممثلون والممثلات يلجئون إليه لضبط أواخر الكلمات في أدوارهم، إنه الفنان القدير الراحل سراج منير.
وفيما يلي نستعرض أبرز المحطات فى حياته، في ذكرى ميلاده:
-ولد بالقاهرة في 15 يوليو عام 1904، لأسرة لها وضع اجتماعي مميز، فهو شقيق المخرجين حسن وفطين عبد الوهاب، وكان والده مديرا للتعليم في المعارف.
-بعد اجتيازه المرحلة الثانوية سافر إلى ألمانيا لدراسة الطب، لكن السينما صرفته عن دراسته لأنه كان يتلقى منها راتبا ثابتا.
-كان محظوظا في حياته بعض الشيء، فقبل أسابيع من بداية الحرب العالمية الثانية، تلقى منير برقية من فرقة مصرية للمسرح تستدعيه للعمل معها، فترك ألمانيا عائدًا إلى وطنه، وكانت هذه البرقية بمثابة المنقذ من الأسر بالنسبة له، حيث بدأت ألمانيا الحرب بدخول النمسا وتفاقمت الأوضاع، ولم يتمكن مصري واحد من الخروج من ألمانيا إلا بعد ست سنوات.
-عقب عودته إلى مصر، عمل مترجمًا في مصلحة التجارة، إلا أن حنينه للتمثيل جعله ينضم لفرقة رمسيس، ثم للفرقة الحكومية، إلى أن قام ببطولة فيلمه الأول "زينب" مع الفنانة بهيجة حافظ عام 1930.
-كان يبذل أقصى جهده لكي يصبح علمًا بارزًا من أعلام الفن، حتى لا يشعر بالنقص بجانب افراد اسرته الذين احتلوا مناصب بارزة ونالوا شهرة واسعة في الحياة الاجتماعية، حيث كان الفن وقتها من الأعمال التي لا ترتاح لها الأوساط الاجتماعية.
-رغم تألقه فى السينما إلا أنه لم ينسى المسرح، والتى اتسمت أدواره فيها بالجد والرصانة حرصًا على مظهره الاجتماعي، لدرجة أنه رفض عرض الفنان زكي طليمات للقيام بدور "مخمخ"، حيث ثار وقتها واتهمه بأنه يريد تحطيم مكانته الفنية، لكن طليمات أصر على إسناد الدور إليه ونجح فيها منير مما رشحه لبطولة مسرحية سلك مقطوع.
-بعدها شعر بحبه للمسرح وانضم لفرقة الريحاني، وأصبح منذ اليوم الأول من نجومها، وكان ندًا للكوميدي الكبير نجيب الريحاني، وعندما مات الريحاني استطاع سراج منير أن يسد بعض الفراغ الذي تركه هذا الكوميدي العظيم في فرقته، وأن يسير بهذه الفرقة إلى طريق النجاح بعدما تعرضت لانصراف الناس عنها.
-خلال مشوراه الفني قدم ما يقارب المائة فيلم سينمائي، قام ببطولة 18 منها، أما فيلمه "عنتر ولبلب" عام 1945 فقد كان نجاحه الجماهيري أكبر تعويض له عن شعوره بالنقص، حيث أن شهرته في هذا الفيلم قد جعلت لشخصيته في الحياة توازنًا اجتماعيا يتناسب مع وسطه الاجتماعي.
-فى اوقات تدهور صناعة السينما المصرية، استطاع أن يكون منتجا مثاليا يرقى بتلك الصناعة، فاختار قصة وطنية تصور حقبة من تاريخ مصر وتعالج الفساد والرشوة التي عاشت فيها البلاد، فكان فيلم "حكم قراقوش" عام 1953، والذي تكلف إنتاجه أربعين ألفًا من الجنيهات، بينما إيراداته لم تتجاوز العشرة آلاف، مما اضطر سراج منير من أن يرهن الفيلا التي بناها لتكون عش الزوجية مع زوجته وقد كانت هذه الخسارة أو الصدمة عنيفة أصابته بالذبحة الصدرية.
-تزوج من الفنانة ميمى شكيب وتم زفافهما عام 1942، واستمر زواجهما قائما حتى رحل، واعتبر هذا الزواج في وقته أحد أقوى الارتباطات الفنية حيث كان زواجا مبنيا على التفاهم والحب والاحترام بين النجمين الكبيرين في تلك الفترة وخاصة أنه استطاع التغلب على العديد من الصعاب التي واجهت الزوجين.
-ومن أشهر الأفلام التي جمعت بين النجمين الكبيرين وكانا في معظمها يجسدان دور الحبيبين أو الزوجين، افلام "الحل الاخير" عام 1937 و"بيومى افندى" عام 1949 و"نشالة هانم" عام 1953 و"ابن ذوات" و"كلمة الحق" عام 1953.
-توفي عام 1957، وكانت آخر كلماته فى الدنيا عندما تحدث إلى زوجته في التليفون، وقال لها "مساء الخير يا حبيبتي"، ثم أقفل السماعة ومات.