الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حكاية أقدم محل لتصليح الأحذية في الدقي

عم عاطف
عم عاطف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحيط به الزبائن من مختلف الأعمار، يمسكون أحذيتهم فى يدهم، طفل صغير يجاوره والده، تقف خلفهم سيدة يبدو عليها الوقار، تحث عم عاطف على سرعة إنهاء تصليح الحذاء، الأمر لا يختلف كثيرا فى محلات تصليح الأحذية الأخرى.. بالأمس كانت محلات تصليح الأحذية كادت أن تغلق أبوابها بعد غزو الأحذية رخيصة الثمن، الأمر الذى جعل الكثيرين لا يقومون بإصلاح أحذيتهم وشراء آخر، داخل محل لا تتجاوز مساحته الـ ٤ أمتار بينما تجاوز عمره الـ ٦٠ خريفًا على كرسى خشبى مضى عليه نصف قرن يجلس عم عاطف عريان ومن حوله زبائن من شتى الطبقات والأعمار، هنا كان يقف والده ليصلح أحذية أصحاب السمو من سكان منطقة الدقى قبل أن تقوم الثورة؛ لتغير الوضع لتخط يده على أحذية أبناء الطبقة المتوسطة فى شارع سليمان جوهر بالدقى، يسرد صاحب الخمسين عاما قصته بأنه كان يعمل فى مجال النقاشة وكان والده الأشهر والأقدم فى محلات الأحذية فى مصر وليس الدقى فقط، أجبره والده بالعمل فى تصليح الأحذية؛ لأن الأمر يتعدى إصلاح حذاء، فالمحل شاهد على تاريخ أذواق المصريين، من لبس الأحذية البيضاء فى فترة الستينيات كنوع من الموضة، ثم لبس «الصندل» فى السبعينيات، فكان والده قبل رحيله هو مؤرخ تاريخ أحذية مصر منذ الملك فاروق وانتهاء بمبارك على حد قوله، كان الأمر مرهقا، منذ بداية الألفية،الأحذية المستوردة جعلت السوق فى ركود الزبائن لا تشترى سوى الجديد لا أحد يقوم بإصلاح القديم منذ أقل من شهرين تغير الوضع المحل لا يخلو من الزبائن بعد غلو المعيشة يواصل حديثه قائلا: «جاتلى جزمة أصحابها بيقولوا اشتروها من ٢٠٠٥ وكانوا ركنينها طلعوها دلوقتى عشان محدش بقى يشتري؛ لدرجة كانت الجزمة محتاجه ساعة تنضفها من التراب».
يختتم حديثه وهو فى سعادة: «غلاء الأسعار كان فتحته خير عليا والدخل زاد والناس بقيت تجيبلى الجديد وخاصة لو كانت جزمة غالية لتلاقى صاحبها جى وبيوصينى عليها كأنها حد من عياله».