يكتبها: جون جراي
المرأة مثل الموجة، حين تشعر بأنها محبوبة يصعد تقديرها لذاتها ويهبط فى حركة تموجية. فعندما تشعر بالرضا حقًا ستصل إلى الذروة، ولكن بعد ذلك يمكن أن يتبدل مزاجها وتتكسر موجتها. هذا التكسر مؤقت. فبعد أن تصل إلى القاع ستتبدل حالتها فجأة وستشعر مرة أخرى بأنها راضية عن نفسها. إن قدرة المرأة على الحب واستقباله تعتبر عمومًا انعكاسًا لكيفية شعورها تجاه نفسها.
إنه لأمر حاسم أن يفهم شريكها ماذا تحتاج فى تلك الأوقات، وإلا فإنه ربما يطلب منها طلبات غير معقولة آنذاك. عندما يحب رجل امرأة تبدأ هى تشع بالحب والإشباع. ومعظم الرجال يتوقعون بسذاجة أن يدوم ذلك الإشعاع إلى الأبد، لكن هذا يشبه توقع استمرار سطوع الشمس أو دوام فصل الربيع. يشبه قاع تلك الموجات البئر العميقة المظلمة، فعندما تتجه المرأة إلى داخل بئرها. يحتاج هو إلى أن يتعلم أن هذا هو الوقت الذى تكون حاجتها إليه ماسة، وأن الأمر ليس مشكلة ينبغى حلها أو إصلاحها، ولكن فرصة لدعمها بحب غير مشروط.
إن آخر شيء تحتاج إليه المرأة وهى فى طريقها إلى أسفل، هو شخص ما يخبرها لماذا ينبغى أن تكون فى الأسفل. إن ما تحتاج إليه هو شخص يكون معها وهى متجهة إلى البئر، ليستمع إليها وهى تبوح بمشاعرها. ويتعاطف مع ما تمر به. حتى ولو لم يكن الرجل قادرًا على أن يفهم تمامًا لماذا تشعر المرأة بأنها مضغوطة، فإنه يستطيع تقديم الحب والانتباه والدعم.
عندما تدخل المرأة إلى بئرها، فليس من الضرورى أن تشعر مباشرة بتحسن إذا قدم لها شريكها الدعم، لكن دعمه سوف يفيدها فى أن تصل أسرع إلى القاع. هذه هى الدورة. لا توجد طريقة للتنبؤ بالمدى الزمنى الذى ستكون هى فيه منزعجة، أحيانًا تكون بئرها أكثر عمقًا منها فى أوقات أخرى.
وحين تخرج المرأة من البئر تصبح نفس الذات اللطيفة مرة أخرى. ويسيء الرجال عمومًا فهم هذا التبدل الإيجابي. فالرجل يعتقد عادة أن ما كان يضايقها قد تمت معالجته أو حله. لكن الأمر ليس كذلك، إنه وهم. فلأنها أصبحت فجأة أكثر لطفًا وإيجابية يعتقد هو خطأً أن كل قضاياها قد تم حلها. فعندما تتكسر أمواجها مرة أخرى ستظهر قضايا أخرى. وعندئذ يصبح هو قليل الصبر، وبدون فهم للطبيعة التموجية سيكون من الصعب عليه أن يرعاها وهى فى البئر.
