أكد الدكتور السعيد عبد الهادى عميد كلية الطب بجامعة المنصورة أن العصر تغير وأن معطياته القديمة تغيرت ويجب أن نتقبل الجديد بصدر رحب ، وأن نتعايش معه ، وأن نجرب ونخطئ ونستفيد من أخطائنا.
وقال عبدالهادى لـ"البوابة نيوز": "المجتمعات القديمة الضاربة في التاريخ مثل المجتمع المصري اعتادت علي نمط حياة وعادات وسلوك معين، هذا السلوك اكتسبته من طبيعة الجغرافيا الثابته المستقرة والنشاط الزراعي علي ضفاف نهر النيل، واستقر في عقيدتها أن الاستقرار أفضل من التجوال، وأن التقليد أكثر فائدة من التجريب وأن الواقع أفضل دائما من المجهول".
وأشار إلى أن هذا السلوك خلق مشاكل اجتماعية أصبحت عصية على الحل، فالوادي الضيق الذي عاش عليه المصريون آلاف السنين لم يعد قادرا على استيعاب الملايين المتزايدة من أحفادهم، ومياه النيل التي كانت تغمر الوادي والدلتا أصبحت غير كافية، وطرق الري والزراعة والإسكان والتعليم ونمط الحياة البطيئة الهادئة لم تعد قادرة على الاستجابة لتطلعات الأجيال الجديدة.
وأوضح أن الأجيال الجديدة التي تتواصل مع العالم الحديث وترى الجديد من خلال تكنولوجيا الاتصالات، والتعليم الحديث الذي تدخلت فيه تكنولوجيا المعلومات بصورة غير مسبوقة، وحرية التفكير وشبكات التواصل الاجتماعي، والعولمة التي يعيشها الشباب لم تعد قادرة علي التعايش مع التفكير التقليدي القديم.
وأضاف: أن الخروج إلى الصحراء وإنشاء مدن ومجتمعات عمرانية جديدة، تطوير طرق الزراعة ومحطات تحلية مياه البحر، استغلال طاقة الرياح والطاقة الشمسية، تطوير وإعادة هيكلة القطاع الإداري البيروقراطي العتيق، استخدام الكمبيوتر وتكنولوجيا التواصل وتطوير نمط الحياة والتعليم والصحَّة اصبحت ضرورة ملحة لملاحقة العصر وإلا فسوف نرتكب خطيئة كبرى في حق الأجيال القادمة.
وتابع: عندما يأتي وزير التعليم بتفكير خارج على نطاق التفكير التقليدي وعصر الكتاتيب والحفظ والتلقين والامتحانات التي ينجح فيها الطلاب بـ٩٩٪ ، ويفكر في إدخال طرق التعليم والتعلم النشط وطرق التقويم الإلكترونية الحديثة، تري الجيل غير القادر على استخدام لغة العصر والمستفيد من كل قديم ، يقف له بالمرصاد، ويتهمه بإفساد منظومه يعلم الجميع أنها فاسدة من عشرات السنين وأن أي جديد لن يكون أسوأ من الحالي.
وأشار إلى أنه عندما تأتي وزيرة للصحة لأول مرة من داخل وزارة الصحة، عايشت مشاكلها ومشاكل الصحة المصرية التي لا تنتهي على مدى عقود، ترى رد فعل سلبي غير مبرر وغير مقبول من بعض المصريين. وزراء الصحة في معظم دول العالم ليسوا أطباء وفي الغالب هم إداريون أو ساسة ينفذون سياسة الدولة ولا يجتهدون بأفكارهم الشخصية ليأتي وزير آخر ليهدم ما تم تنفيذه.
