الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

إبداع البوابة| جلسات.. قصة لـ"ياسمين حسن"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اقتنع بعد مجهود عظيم من صديقه المقرب لزيارة طبيبه النفسى بعد انقطاع دام طويلًا 
ذهب وهو على يقين أنه لم يحتاج إلى هذه الجلسة المملة فى هذا المكان المرتب ذى الألوان المريحة لم يكن يحب الراحة أبدًا، موهوب جدًا فى فقد أى شىء وكل شىء. 
استقبله طبيبه النفسى بنظرة تعنى أنه لن يفهمك أحد غيرى 
تجاهل نظرة انتصاره وهو يلعن بداخله اللحظة التى قرر فيها زيارة طبيبه النفسى، ولكن اختفى هذا الشعور سريعًا وبدأ فى الكلام كالعادة. 
بعد سلام وأخبار وأحوال 
اعتدل فى جلسته، وقال أريد أن أتكلم أريد أن أقول ما بداخلى عنها. 
اندهش الطبيب، ولكن لم يعبر، وأخذ ورقة وقلما، ليسجل كل ما يقال عنها. 
كان دائمًا قليل الكلام عنها، ولكن حين قرر أن يتكلم لا شىء يستوقفه. 
ساد الصمت للحظات وقطع هذا الصمت نبرة صوت فخورة كانت وستبقى من أجمل ما صادفت، كانت تفهمنى دون كلام كانت تعشق المجادلة رغم توافقنا أغلب الأوقات، كانت تبدو طفلة حين تنظر إلى عينىَّ وفِى الوقت ذاته تبدو أمى، كنت احتويها دائمًا حين أراها طفلة وتحتوينى هى ما دمت حيّا حين عرفتها، ومنحتنى الحرية كنت أركض وراءها أينما ذهبت، ولكن كانت تذهب عقلى أم أفكر معها أبدًا.
كنت أطيل النظر إليها لأقول شيئًا ولكن لم أقل. 
كانت حين تضحك وتغلق عينيها أشعر بأن صوت ضحكتها يخترقنى ويجردنى من أى شعور عدا الفرحة، كانت تفرح لرؤيتى وإلى الآن لا أعرف سبب هذه الفرحة. 
كانت تحتضننى حين أخاف، ولكن كانت غبية لم تدرك أبدًا أن بيننا فرق توقيت لم تفهمه. 
هى القادرة على إسعادى بشكل مستمر دون مجهود، كنت أحب طعامها كثيرًا، وكانت تنتظرنى دائمًا، وكنت قد بدأت على التعود 
كنت أفاجئها بهذا الكلام المنمق المعسول وتتسع ابتسامتها وتنظر إلى، كنت أعشق عينيها، كانت تبوح بما تخفيه دون أن تشعر، ولكنى كنت أترك كل الكلام وأصدق عينيها، كانت صادقة أكثر. 
كنّا نمرح نأكل نتنزه نحزن نفرح سويًا.. كما تسمونها علاقة مثالية 
ولكن! ما الذى يعوقك فى علاقة مثالية وتذهب لطبيبك النفسى؟ 
الذى يعوقنى أنها كانت بالفعل هكذا وأنا كنت كذلك، ولكن فى خيالى لم أفعل كل هذا، ولكن كنت أشعر به، ولكن الخيال لا يكفى كانت ستكون علاقتنا مثالية بالفعل لو كنت فعلت ما شعرت، ولكنى لم أفعل بعد. 
أما عن سبب الزيارة فأنا أبحث عن شخص آخر يعرف حقيقة الأمر. 
أعرف أنه من الصعب نسيانها وأنا لا أودّ نسيانها، جئت لتذكرنى من وقت لآخر بأنه علىَّ تحمل هذه الخسارة الكبيرة.
قصة لـ"ياسمين حسن"