تشهد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على مر العصور، منع بعض الكتب من النشر، وآخرها كتب الأب متى المسكين، ونعرض كتاب «أقوال مضيئة لآباء الكنيسة»، وهو تجميع لأقوال آباء الكنيسة، من القرن الأول وحتى القرن الخامس، وتكمن أهمية الكتاب كونه لأقوال الآباء قبل انقسام الكنيسة، وركز الكتاب على عدد من القضايا الإيمانية بالمسيحية.
الكتاب يعرض الفكر اللاهوتى المسيحى بدون تعليق، بثلاث لغات، أولًا اللغة اليونانية المكتوب بها النص أصلًا مع توضيح مرجع ذلك النص.
وثانيًا ترجمة النص باللغة الإنجليزية، وهى ترجمة موثقة تمت على أرفع مستوى علمى، مع ذكر مرجع النص المترجم.
ثم الترجمة العربية لذلك النص ويمكن مراجعتها على النص اليونانى أو الترجمة الإنجليزية. بذلك لم يترك الكتاب مجالًا للتشكيك فى الكاتب أو الترجمة.
الكتاب يحوى أقوالًا لآباء الكنيسة الجامعة قبل أى انقسام حدث للمسيحية، فيجمع آباء من القرن الأول للميلاد حتى القرن الخامس.
آباء من القرن الأول، منهم القديس إكليمندوس الرومانى، تلميذ القديسين بطرس وبولس.
ثم شهداء الإيمان المسيحى العظام فى القرن الأول وبداية الثانى، منهم القديس أغناطيوس الأنطاكى الشهيد المعروف «بالثيؤولوغس» أى حامل الإله، وله سبع رسائل مشهورة جدًا لا يستطيع أحد أن يشكك فيها.
ثم القديس بوليكاربوس الشهيد تليمذ القديس يوحنا الرسول، وله رسائل شهيرة منشورة بكل لغات العالم.
ثم كتابات من القرن الثانى للقديس إرينيؤس المعروف بأبو التقليد الكنسى والقديس إكليمندوس السكندرى، مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية.
ومن كتابات آباء القرن الرابع الميلادى الكبار معلمى الإيمان، ومنهم القديس أثناسيوس الرسولى، والقديس كيرلس عمود الدين، والآباء الكبادوك المعروفين بالأقمار الثلاثة، وهم القديس جريجوريوس الثيؤولوجوس واضع القداس الجريجورى، والقديس باسيليوس الكبير واضع القداس الباسيلى، والقديس يوحنا ذهبى الفم، ثم القديس جريجوريوس النيصى أخو باسيليوس، والقديس كيرلس الأورشليمى المعلم الشهير فى أواخر القرن الرابع.
ثم آباء الرهبنة العظام القديس أنطونيوس، الكبير والقديس مكاريوس الكبير، ثم مؤرخ القرن الرابع الشهير يوسابيوس القيصرى.
ويلاحظ أن هؤلاء الآباء منهم معظم آباء المجمع الذين نأخذ منهم الحل فى كل قداس.
الكتاب جمع أقوال لكل هؤلاء الآباء عن الإيمان المسيحي، حيث تم تبويبه لأبواب تغطى كل أبعاد العقيدة المسيحية، مثل عقيدة التجسد والمعمودية والصليب والفداء والقيامة والصعود والروح القدس ويوم الخمسين ومفهوم الكنيسة ووحدتها والتبنى فى المسيح وأقوال متنوعة أخرى كثيرة.
هذا الكتاب بعد صدوره، اعتبره البابا الراحل شنودة الثالث مقاومًا لكل تعاليم اللاهوت الجديدة، وشاركه الرأى الأنبا موسى، أسقف الشباب، وتم منع نشره فى جميع المكتبات القبطية وقتئذ وإلى يومنا هذا.
