تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان القدير الراحل مظهر أبو النجا، ذلك الفنان الذى لم يستطع أحد منافسته فى نوعية الكوميديا التى قدمها، حتى أنه أصبح الفنان الوحيد القادر على إضحاك الزعيم عادل إمام أثناء تصوير أعماله.
ولد الفنان الراحل فى 12 يوليو عام 1941 بمحافظة الدقهلية، ومنذ ولادته وكان يعلم أن مصيره هو الفن والتمثيل والكوميديا، حيث بدأ مشواره الفنى بالغناء للمطرب الراحل فريد الأطرش أمام الجماهير فوق سطح منزله بسبب شدة حبه له، لدرجة أنه كان يصفف شعره على طريقته.
لم يوفقه الحظ، حيث انتقده أحد الموسيقيين أثناء غنائه وبعدها انقطع عن الغناء ودخل فى حالة اكتئاب لمدة 3 سنوات، ولجأ بعدها للعمل فى إحدى شركات النسيج.
ظل حلم التمثيل يراوده، وبالصدفة وجد إعلانا في الصحف عن مواهب تمثيلية يتم اختبارها بقصر الحرية بالإسكندرية، وبالفعل ذهب أبو النجا ليجد اللجنة مكونة من نخبة من كبار المخرجين والممثلين منهم المخرج حسن عبد السلام والذى علمه التمثيل.
شعر الفنان اسماعيل يس بعشق الفنان الراحل للمسرح، فتوسط له عند ابو السعود الابيارى لينضم الى فرق المسرح.
وأثناء عمله بالمسرح، وقف أمام الفنان يوسف وهبى إلا أنه شعر بهيبته ما تسبب فى نسيانه الدور ولم يستطيع نطق الكلام لدرجة أن وهبى اعتقده ممثل صامت، إلا أن وهبى أثنى عليه عقب انتهاء العرض وقام بتشجيعه.
ظل متمسكا بحلمه حتى صار واحدا من ألمع كوميديانات السبعينيات والثمانينيات، الذي على الرغم من أنه لم يُمنح "أدوار البطولة المطلقة" طوال مشواره إلا أنه حقق الشهرة من جملة بسيطة، كان لها صداها الواسع عند الجمهور، وهى جملة "يا حلاوة".!".
ربطته علاقة قوية بالزعيم عادل إمام، وشاركه فى أغلب أعماله آخرها كان مسلسل "مأمون وشركاه" في موسم رمضان عام 2016، كما أنه كان القادر على إضحاك "الزعيم".
ويعد فيلم حسن وبقلط هو آخر الأعمال التى قدمها وذلك عام 2016، بعدما ترك رصيدا فنيا كبيرا وراءه.
تزوج ابو النجا من الفنانة آمال حلمي وكان قد تعرف عليها خلال عمله بالمسرح اثناء تقديمه مسرحية لوعة يا بيه، وعاشا قصة حب كبيرة رغم رفض والدها زواجها منه فى بداية الامر.
وأثمرت تلك الزيجة عن أربعة أبناء، هم إسلام، وأحمد، وريم، وعمر الذي يعد الوحيد الذي ورث عنه حب التمثيل حيث شارك في عدد من الأعمال الفنية، أبرزها مسلسل "خطوط حمراء" مع الفنان أحمد السقا، والجزء الرابع من مسلسل "سلسال الدم"، وتم ترشيحه الى مسلسل الضاهر.
أصيب فى آواخر أيامه بمرض الفشل الكلوى وعاش أيامه الأخيرة داخل أحد المستشفيات وحرصت زوجته على مرافقته تلك الأيام، إلى أن وافته المنية فى شهر مايو عام 2017.
