الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

عصر جديد من علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين والدول العربية

 الرئيس الصيني شي
الرئيس الصيني شي جين بينج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهد الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني – العربي، الذي عُقد أمس في بكين زخمًا سياسيًا قويًا، بإطلاق الصين مبادرات جديدة حظيت بترحيب شركائها العرب الذين يبحثون عن الاستقرار السياسي والاقتصادي بعيدًا عن غيوم التوترات والصراعات على الساحتين الإقليمية والدولية .
ويأتي انعقاد هذا الاجتماع ليؤكد على الأولوية التي تمنحها الصين في توطيد علاقاتها مع الدول العربية والسعي نحو البناء على الإنجازات التي تحققت منذ تأسيس المنتدى عام 2014 الذي شكّل منصة مهمة للحوار الاستراتيجي والتعاون العملي بين الصين والدول العربية.
وأبرز خطاب الرئيس الصيني شي جين بينج، في افتتاح منتدى التعاون الصيني – العربي، ثلاث رسائل مهمة للدول العربية وهي السعي نحو إقامة علاقات استراتيجية شاملة مع العالم العربي من خلال وضع خارطة طريق تحدد الخطوات اللازمة لتنفيذ ذلك، والرسالة الثانية هي توفير قروض وإقامة مشروعات صينية جديدة في المنطقة، والرسالة الثالثة هي دعم بكين بقوة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بإقامة دولته من خلال عقد مؤتمر دولي والرفض القاطع للمحاولات الداعية للمساس بهذه الحقوق.
ويعد خطاب الرئيس الصيني في هذا الاجتماع، ثالث إعلان سياسي مهم له للعالم العربي بعد الخطاب الذي ألقاه في الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني ـ العربي ببكين عام 2014، وخطابه بمقر جامعة الدول العربية في عام 2016، مما يعكس اهتمام الصين الكبير والدعم القوي لتعزيز العلاقات الصينية ـ العربية وإقامة منتدى التعاون الصيني ـ العربي.
وألقى الخطاب الضوء على وجهات نظر الصين نحو سعيها للارتقاء بمستوى العلاقات بين الجانبين إلى مستوى أعلى، وتخطيط التعاون الجماعي والتوجه البناء للمنتدى، بما يدفع نحو مسار تطور العلاقات الصينية ـ العربية في العصر الجديد وتوفير المتابعة الأساسية.
ويرى مراقبون سياسيون أن هذا الاجتماع يتزامن مع اشتعال الحرب التجارية التي تشنها الولايات المتحدة علي الصين التي قد تعرض أسواق التجارة العالمية إلي هزات عنيفة والاقتصاد العالمي لمخاطر الانكماش مما يثير المخاوف لدى الدول العربية، ولكن الصين تمتلك الأدوات التي تجعلها تسيطر فيها زمام الأمور وتوجيه الدفة نحو التخطيط لنظام الاقتصاد العالمي الجديد، من خلال العزم على المضي قدمًا في مبادرتها الهامة "الحزام والطريق".
وتسعى الصين التي تحظي بثقة وصداقة الدول العربية إلي الحفاظ على مصالحها الاقتصادية وأنها لن تتواني عن الدفاع عنها لاستكمال مسيرة التنمية التي تنفذها في ضوء اعتمادها الكبير على استيراد النفط خاصة من دول الخليج ، حيث استوردت 57ر1 مليون طن من النفط الخام يمثل 03ر37% من إجمالي الواردات من الدول العربية عام 2017، بينما بلغت حجم الاستثمارات الصينية 100ر15 مليار دولار عام 2017 .
في الوقت ذاته، تتطلع الدول العربية إلي الصين التي تعد ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم إلي أن تلعب دورا أكبر وأكثر توازنا في منطقة الشرق الأوسط التي تتصارع وتتنافس فيها قوي إقليمية ودولية للهيمنة على مقدراتها سعيا وراء إعادة تشكيل الخريطة السياسية للمنطقة وتري الدول العربية الصين الشريك والصديق الموثوق به الذي لا يعمل على الإضرار بمصالحها.
وفي هذا الإطار، تعوّل الصين على مصر باعتبارها دولة استراتيجية وركيزة أساسية للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط لدورها الحيوي في مكافحة الإرهاب وركيزة هامة للتنمية بسعي القاهرة لإقامة مشروعات عملاقة تخدم مبادرة الحزام والطريق، ولهذا أولت القيادة السياسية الصينية اهتماما كبيرا بدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لحضور قمة العشرين عام 2016 وقمة البريكس في عام 2017 ووضع مصر في آلية "بريكس بلس".
وتتطلع الصين إلي مصر التي سوف تتولى قيادة الاتحاد الأفريقي العام المقبل، للحصول على دعمها في السعي نحو تعزيز أجندة التعاون الصيني الأفريقي في ضوء استضافة بكين لمنتدى التعاون الصيني – الأفريقي على مستوى القمة في سبتمبر المقبل.