«سمعان بن يونا» واسمه يعنى «صخرة وحجر»، ولد فى قرية بيت صيدا الواقعة على بحر طبرية قبل ميلاد السيد المسيح بعدة سنوات، قد تصل إلى العشر وتزيد قليلًا. وكان يشتغل بصيد الأسماك، شأنه فى ذلك شأن الكثيرين من سكان قريته، يحتمل أنه كان -مع أخيه أندراوس- تلميذًا ليوحنا المعمدان، كان لقاؤه الأول بالسيد المسيح، بعد أن أخبره أندراوس أخوه. واختاره السيد المسيح ليبشر معه بالمسيحية حيث بدأ بتبشير فى اليهودية.
يكاد يجمع التقليد الكنسى المعترف به شرقًا وغربًا، على أن الرسول بطرس استشهد فى روما حوالى سنة 67م. فى عهد نيرون، والذى أصدر قرارا باعتقاله وسجنه، ثم أمر بصلبه وطلب بطرس من صالبيه أن يصلبوه منكس الرأس، وحدّدت الكنيسة الكاثوليكية مكان دفنه تحت المذبح العالى فى بازيليك القديس بطرس فى الفاتيكان، وكتب بطرس الرسول رسالتين هما: بطرس الأولى وبطرس الثانية.
وتشكل قضية أولية بطرس والسلطة الممنوحة له من قبل السيد المسيح وتقدمه على سائر التلاميذ الاثنى عشر، بناءً أساسيًا فى الكنيسة الكاثوليكية والصرح البابوي. وتستند الكاثوليكية فى رؤيتها هذه إلى بطرس من عدة مواقف ومقاطع كتابية من الإنجيل وسفر أعمال الرسل.
وتستند الكاثوليكية على ثلاثة مواضع من الإنجيل لإثبات سلطة بطرس. الأول من إنجيل متى، فخلال تواجدهم فى قيصرية فيلبس أعلن المسيح للتلاميذ أن سمعان بن يونا هو «صخر»، والتى تعنى فى اللغة اليونانية «بطرس»، وأنه عليه سيبنى الكنيسة، بل وأيضًا: «أعطيك مفاتيح ملكوت السموات، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطًا فى السماء؛ وكل ما تحلّه على الأرض يكون محلولًا فى السماء». يُعرف هذا النص من إنجيل متى فى الكنيسة الكاثوليكية باسم «إنجيل الكنيسة».
