الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

بعد مدة صوم 45 يومًا.. الكنائس الأرثوذكسية تحتفل بعيد الرسل الخميس

الكنائس الأرثوذكسية
الكنائس الأرثوذكسية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحتفل بعد غد الخميس، الأقباط الأرثوذكس، بعيد الرُسل، المقصود به عيد الرسولين بطرس وبولس. ويكون الاحتفال فى كافة الكنائس الأرثوذكسية بمختلف المحافظات. تتم طقوس القداس غدًا بداية بصلاة باكر، يعقبها صلاة قداس اللقان (الذى يُصلى به ثلاث مرات فى العام) بعدها يقوم الكاهن برشم المُصلين بماء اللقان، وبعدها، تبدأ صلوات القداس الإلهي، وبانتهاء القداس ينتهى الصوم. 
يأتى عيد الرسل بعد صيام الرسل مباشرة، وهذا الصيام يعتبر من الأعياد السيدية الصغرى التى يسمح فيها بتناول السمك أثناء فتره الصوم.
صوم الرسل من أقدم الأصوام فى الكنيسة، وهو تذكار صيام الآباء الرسل (تلاميذ السيد المسيح الـ12) كبداية لخدمتهم وهو من الأصوام المتغيرة. مارس الرسل الصوم منذ البداية (وبينما هم يخدمون الرّب ويصومون أعمال ٢:١٣). والكنيسة بدورها حافظت عليه، فهو من ضمن تسليمها الشريف وإيمانها. 
ويستشهد فى قانون صوم الرسل، بأن أنبياء من العهد القديم صاموا؛ مثل موسى وإيلّيا، وصوم الأسابيع الثلاثة التى صامها دانيال النبي، وصوم حنة النبيّة، وصوم أهل نينوى وصوم أستير ويهوديت وداود الملك. وبحسب رُسل المسيح بالعهد الجديد؛ فعلى مثال هؤلاء يجب أن يصوم المسيحيّون أيضًا، لذلك كتب الرسل قائلين: «أنتم أيضًا عندما تصومون، اطلبوا سؤالكم من لدن إلهنا».
كواليس تحديد زمن الصوم
وبعد تكريم الرسل فى المجمع المسكونى الأول، سنة ٣٢٥م، دعا الآباء المجتمعون صوم الرسل، وحددوا أنه بعد مرور عيد الخمسين بأسبوع واحد يجب على المسيحيين أن يصوموا عن اللحم والجبن وكلّ مشتقاتهما إلى يوم عيد الرسل.
أما عن أسباب صوم الرسل، فيجيب القمص تادرس يعقوب ملطي، كاهن كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس - سبورتنج - الإسكندرية، على هذا السؤال قائلًا: «إن صوم الرسل أو صوم العذراء مريم أو صوم يونان النبى تلك الأصوام تعتبر نوعا من أنواع العبادة، ونصوم تلك الأصوام التى لا تخص السيد المسيح كنموذج نتعلم منه، فنحن نصوم صيام الرسل، أى أننا نصوم صيام السيد المسيح باسم الرسل لكى نتشبه بهم ونحمل الفكر الرسولى السليم».
ويتابع كاهن إسكندرية فى إحدى عظاته حول الصوم قائلًا: «أشعر أن صوم الرسل يذكرنا عندما كان الرسل والتلاميذ على جبل الزيتون وهم شهود على صعود السيد المسيح إلى السماء». 
ويُكمل القمص تادرس ملطي: «فى صوم الرسل أتذكر أن المسيح الصاعد إلى السماء حيث قال: «أنا ماض لأعد لكم مكانا» والمقصود من هذا الإعداد الذى يعده السيد المسيح هو أن يهيئ لكل إنسان الفرص لقبول الفكر الإنجيلى السليم والتمتع بالحياة الكنسية الروحية ويصبح الإنسان فى كل أعماق قلبه ما يشتهيه أن يرى يوم الرب العظيم».
اختلاف مدة الصوم 
وهناك الكثير من الخلافات حول طول مدة صوم الرسل تحديدًا، على خلاف كل الأصوام المسيحية الأرثوذكسية؛ ففى بعض الأعوام مثل العام الجارى وصلت مده صوم الرسل إلى 45 يوما، وهنا يجيب «ملطى» قائلًا: «الموضوع ليس فى عدد الأيام، قائلا هل أنت مشتاق أن كل البشرية حتى المقاومين للتعاليم الإلهية والمجرمين والبعيدين عن الكنيسة تشعر بربنا وتتمنى الاقتراب منه وتطبيق تعاليمه، فأولاد ربنا لم ييأسوا من أى إنسان أن يتمتع بربنا ويكون له شركة فى المجد المعد لنا فى الأبدية».
والقصد من صوم الرسل، هو صوم الحب الإلهى الذى يدفعنا لحب الأخوة بلا حدود لا توجد أى حدود فكل إنسان بمختلف مواقفه ومكانه فى الشارع أو البيت أو الشغل أو فى أى تعامل يومى نطلب خلاصا لهم ولكل الناس، هذا ما نتعلمه من صيام الرسل.
طريقة معرفة عدد أيام صوم 
إذا كان العيد فى برمهات نأخذ باقى برمهات ونضيف إليه 45 يومًا فيكون المجموع عدد أيام صوم الرسل.
وإذا كان العيد فى برمودة نأخذ باقى برمودة ونضيف إليه 15 يومًا فيكون المجموع عدد أيام صوم الرسل.
مثال: سنة 1705 ش، العيد 22 برمودة ؛ إذن 8 + 15 = 23 يومًا ؛إذن صوم الرسل يكون 23 يومًا.
ومن المعروف أن مجموع أيام فطر الميلاد وصوم الرسل معا 81 يوما فى السنة البسيطة أو 82 يومًا فى السنة الكبيسة، لذلك فإننا إذا أسقطنا عدد أيام صوم الرسل من 81 يكون الباقى هو عدد أيام الرفاع أى إفطار الميلاد، ولكن فى السنة الكبيسة إما نضيف إلى الباقى من عدد 81 المذكور يومًا واحدًا (وهو الثامن والعشرون من كيهك) ليصبح عدد أيام الإفطار، أى بدل ذلك نجعل الإسقاط للكبيسة من 82.
القديسان بطرس وبولس 
وعن أوجه الشبه بين القديسين بطرس وبولس، يقول القمص داود لمعى، راعى كنيسة القديس مارمرقس بمنطقة مصر الجديدة: «إن أغلب الناس لا تعتقد أن هناك أى وجه شبه بينهما، ولكن إن قمنا بدراسة الكتاب المقدس نجد أن هذين القديسين يشتركان فى أشياء كثيرة أول بدء حياتهما.. فبطرس وبولس كانا بعيدين عن الله، فبطرس كان صيادا للسمك وغير متدين وعنيدا جدا، أيضا بولس كانت بدايته أصعب فهو شاول الطرسوسى الذى وصف نفسه بالمفترى والكره للمسيحيين ولكن مع المسيح بدأ يتغير.
كما أن الاثنين كانا من اليهود وكانا متعصبين جدا، وكانا يقبضان على المسيحيين ويقودانهم للشنق والاستشهاد ثم تحررا من التعصب. بالإضافة إلى أن الاثنين تميزا بالوعظ والموهبة فى الكلام، وذكر عنهما فى العهد الجديد إقامة الموتى، وكانا يصنعان عجائب غير معتادة ذكرت عنهما. كما كان لهما العديد من القصص مع المراكب والمشى على المياه وتحطم السفن، كما أنهما عرفا موعد نياحتهما وكان الهدف من ذلك أن يوصيا أبنائهما فى الخدمة لتستمر وتنتشر.
وأخيرًا فالرسولان استشهدا فى روما فى زمن نيرون قيصر فى نفس اليوم، ولذلك تعيد بهما الكنيسة فى الثانى عشر من شهر يوليو من كل عام.
ويوضح القمص «لمعي» الاختلافات قائلًا: «بطرس كان صيادا تعليمه بسيط، أما بولس فكان شخصا رائيا من بلد غنية ومن عائلة كبيرة ووالده رجل صاحب أملاك ودرس ثقافة. بطرس يعرف القليل عن اللغة اليونانية، أما بولس فهو يتقنها جيدا بسبب دراسته وثقافته، كما أن بطرس رجل يهودى غلبان، أما بولس فكان يحمل جنسية رومانية وله الصلاحيات بالذهاب إلى مختلف دول العالم، وإذا رفع أحد ضده قضية، له الحق فى المطالبة بالمحاكمة أمام قيصر وليس أمام أى قاض. لذلك نجد أن بطرس عندما استشهد صلب منكس الرأس كعبد، إنما بولس الرسول مات بحد السيف، لأنه يعتبر من الشرفاء فى هذا الوقت.