الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

"مهند" ضحية الإهمال ببورسعيد.. 20 دقيقة بدون منقذ.. ووالدته تحمل المحافظ المسئولية

الطفل مهند
الطفل مهند
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استيقظ "مهند سعد أحمد" صاحب الثمانية أعوام صباحًا على صوت والدته تخبره بالإسراع في ارتداء ملابسه لتصطحبه ووالده إلى شاطئ محافظة بورسعيد، لقضاء إجازة الصيف تقديرًا لتفوقه في المدرسة، أسرع "مهند" فرحا فور سماع صوت والدته وارتدى ملابسه سريعًا وهو لا يعلم أنها آخر مرة سيرى غرفته وألعابه التي يحبها، وأن الفرحة على وجهه ستتحول إلى صراخ وبكاء على وجه والديه حزنًا على فراقه.
بنبرة حزن شديدة ودموع لم تتوقف تحدثت مايسة الصعيدي، والدة مهند، بصعوبة شديدة قائلة: "ابني مهند كان (طوب الأرض) بيعشقه، ولقد كانت الثماني سنوات التي أعقبت ولادته هم أجمل سنوات عمري، ويوم الحادث اشتريت له الشيبسي والعصير الذي يحبهما ولم أكن أعلم أن أمواج البحر ستحرمه من تناولهما وستحرمني من رؤيته مرة أخرى، حيث كان يعشق البحر وكانت هذه رغبته بالرغم أنني لست من عشاق البحر، وأثناء استحمامه كنت أتابعه أنا ووالده باستمرار إلا أنه فجأة بدأ يستغيث ويعاني فأسرعت أنا ووالده بالنزول إلى المياه بملابسنا لمحاولة إنقاذه ومعنا عدد من المصطافين، ونجحنا في إخراجه من المياه، ولحظتها ظننت أن ابني عاد إلى أحضاني مرة أخرى لأرى ابتسامة وجهه وألمس بتصرفاته طيبة قلبه".
وتابعت حديثها: "سقطت هواتفنا المحمولة في المياه ولم نتمكن من الاتصال بالإسعاف بأنفسنا، فاتصلنا من هواتف المصطافين الذين كثفوا اتصالاتهم أيضًا بالإسعاف للإسراع والحضور والبحث عن أي منقذ على الشاطئ، دون جدوى، وحاول والده وجسده يرتعش بالكامل من إنقاذ ابنه لمدة 20 دقيقة كاملة لم يظهر خلالها أي منقذ أو مسعف على الشاطئ، بعدها حمله أحد الشباب إلى مستشفى الزهور.. لكن بطريقة لم نكن نعلم وقتها أنها خاطئة، حيث أكد الطبيب أن حمله معدولا أعاد المياه إليه وتسبب في سد بالقصبة الهوائية، فاختنق، وكان مصيره الموت شهيدًا".
واستطردت في حديثها متهمة المحافظ بالتسبب في وفاة طفلها، قائلة: "حسبي الله ونعم الوكيل في محافظ بورسعيد، شاطئ بدون منقذ ولا مسعف، كان ابني مرتميا على الرمال في انتظار منقذ أو مسعف لمدة 20 دقيقة"، موجهة حديثها له قائلة: "يا محافظ بورسعيد، لماذا لا يتم وضع لافتة تحذيرية أن هذه المنطقة خطرة وبؤرة اغتيال للأطفال؟ لماذا لم تضع مسعفين ومنقذين في المنطقة؟ أنت تبحث فقط عن وسائل التربح من أرض الشاطئ بالبيع وحق الانتفاع، لن يسامحك الله مدى الحياة كما حرمتني من نظرتي في وجه طفلي البريء مدى الحياة".
واختتمت والدة الطفل "مهند" حديثها قائلة:"ربنا يحرق قلب اللى سايب البحر بدون منقذين، وأسفاه عليك يا كبدي صوتك في أذني، لعبك أمام عيني، ملابسك التي كنت ترتديها قبل نزولك البحر في حضني، الصبر يارب".