الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

وزير التعاون الدولي السوداني في حواره لـ"البوابة نيوز": علاقاتنا مع مصر تاريخية.. والتوترات الأخيرة "زوبعة فنجان".. لدينا فرصة لإقامة تكامل بين القاهرة والخرطوم.. واجتماع اللجنة المشتركة نهاية العام

السفير إدريس سليمان
السفير إدريس سليمان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد وزير التعاون الدولى السوداني، السفير إدريس سليمان، حرص الحكومة السودانية على تعزيز التعاون مع مصر وإقامة علاقات وطيدة فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ووصف ما أثير مؤخرا من خلافات وتوترات بين البلدين بالـ«زوبعة فى الفنجان»، مؤكدا أن العلاقات المصرية السودانية علاقات وطيدة وعميقة وأزلية.
وكشف فى حواره إلى «البوابة» أن اللجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان برئاسة الرئيسين عبدالفتاح السيسى وعمر البشير، ستنعقد فى الخرطوم فى الربع الأخير من العام الحالى، معربا عن أمله فى إنجاز العديد من المشروعات وتعزيز التعاون فى المجالات المختلفة التى يمكن التعاون فيها خلال أعمال هذه الدورة.
وحول مفاوضات سد النهضة قال، إن موقف السودان متعاون جدا مع مصر، ونحاول أن يكون فيه «كسب مشترك» لجميع الدول، غير أنه أكد فى الوقت ذاته على أن المفاوضات الفنية يكون فيها بعض التعقيدات لكن كلها «مقدور عليها» ويمكن حلها.
ونوه باستمرار قرار السودان الرافض لاستيراد المنتجات والمحاصيل الزراعية المصرية بدعوى أنها تروى بمياه الصرف الصحي، مشددا على أنه لا تراجع فى القرار السودانى دون تغيير أسلوب رى المحاصيل الزراعية فى مصر.. فيما يلى نص الحوار:


■ فى البداية ماذا عن مجالات التعاون بين مصر والسودان؟
- التعاون بين مصر والسودان يشمل كل المجالات، سواء فى التبادل التجارى أو الاستثمار والتعاون الفني، بالنسبة للاستثمار فإن السودان أرض بكر للاستثمار، فلدينا فرص للاستثمار الزراعى والاستثمار فى الثروة الحيوانية، وكذلك فى مجال الصناعة والخدمات المختلفة، بالإضافة إلى التعاون والتبادل المصرفى بشكل كبير بين مصر والسودان، فلدينا فرص لإقامة تكامل حقيقى بين مصر والسودان، فلدينا الأراضى والمياه والثروة الحيوانية والمعادن، كما أن مصر بها رؤوس الأموال والخبرات والسوق الكبير.
■ ما حجم التبادل التجارى بين مصر والسودان؟
- حجم التبادل التجارى بيننا وبين مصر ليس كبيرا، أقصاه يصل إلى مليار دولار، وهو رقم متواضع بالنسبة للإمكانيات الموجودة فى البلدين، والمفترض أن يصل ما بين ٤ و٥ مليارات دولار على الأقل، وقد يصل إلى ما بين ١٠ و٢٠ مليار دولار، إذا ما تم استغلال موارد البلدين.

■ وما خطتكم للوصول إلى هذا الرقم؟
- الآن توجد لجنة عليا مشتركة بين مصر والسودان برئاسة الرئيسين عبدالفتاح السيسى وعمر البشير، وتجتمع كل عامين لبحث سبل تعزيز التعاون فى المجالات المختلفة التى يمكن التعاون فيها، ونأمل أن يتم خلال الدورة المقبلة التى ستعقد فى الخرطوم فى الربع الأخير من هذا العام إنجاز مشروعات كبيرة للتعاون بين مصر والسودان، وننتظر أن يكون هناك تعاون فى مجالات البنية التحتية، فالآن هناك طرق لا بأس بها تربط بين السودان ومصر، ولكننا نحتاج إلى مزيد من النقل والنقل الرخيص، نحن نريد إقامة خطوط سكك حديد بين السودان ومصر، فتركب من القاهرة للخرطوم بقطار سريع، وكذلك نريد وجود نقل نهرى نشط، فللأسف النقل النهرى متوقف الآن، كما نريد أن يكون هناك ربط كهربائى بين مصر والسودان، وكذلك ربط بأنابيب الغاز، فمصر تنتج الغاز ونحن فى السودان نحتاج إليه فلماذا لا تصدر مصر الغاز للسودان، رغم أنها تصدر إلى كثير من الدول، هناك مجالات كثيرة من التعاون، ونطمح ونطمع أن يكون هناك تعاون مصرى سوداني.
■ كان هناك طريق برى يربط بين السودان ومصر.. هل لا يزال يعمل؟
- بالفعل موجود ويعمل بصورة ممتازة والمواطنون يستخدمونه بشكل جيد، وهناك على الأقل ألفا مواطن سودانى يوميا يدخلون مصر من خلاله.

■ بالنسبة للسكك الحديدية.. هل بدأتم مفاوضات مع مصر بشأنها؟
- لم نبدأ بعد، ولكننا نريد أن نبدأ، وهو تعاون مشترك ومتفق عليه من حيث المبدأ، ولكن لا توجد خطوات عملية للتنفيذ، ونحن نريد إنجاز خطوات حقيقية لإقامة السكك الحديدية.
■ كيف تنظرون إلى التعثر المستمر فى مفاوضات سد النهضة؟ وما موقف السودان الحالى؟
- موقف السودان متعاون جدا مع مصر فيما يتعلق بملف سد النهضة، نحن نلعب دورًا كبيرا ونحاول أن يكون فيه «كسب مشترك» لجميع الدول، سواء مصر أو السودان أو إثيوبيا، ولذلك نحاول أن نصل إلى اتفاق، وبالفعل توصلنا لاتفاق رئاسى ثلاثى معروف بين الرؤساء الثلاثة، ونحن الآن نحاول تنفيذ هذا الاتفاق كما تم الاتفاق عليه.

■ ولكن هل التعثر لا يزال مستمرا؟
- بالفعل المفاوضات الفنية يكون فيها بعض التعقيدات، لكن كلها «مقدور عليها» ويمكن أن تحل، ولا أرى أن هناك إشكالا كبيرا فى هذا المجال طالما أن هناك اتفاقا إطاريا بأنه لا ضرر ولا ضرار ويحافظ على حقوق الجميع، فلن تكون هناك مشكلة، مهما تعقدت النواحى الفنية يمكن حلها، لأنه إذا اجتمعت الإرادة والنوايا الصادقة ليس هناك شىء صعب أو مستحيل، وسوف تحل كل الأمور الفنية المعوقة لمفاوضات سد النهضة.
■ شهدت العلاقات المصرية السودانية توترات كبيرة خلال الفترة الماضية، فهل أثر على التعاون الاقتصادى وتتفيذ الاتفاقيات بين مصر والسودان؟
- لا أعتقد أن هناك توترا بين مصر والسودان، ربما تظهر بعض التوترات فى الإعلام ولكن كما نسميها «زوبعة فى الفنجان» لأن العلاقات المصرية السودانية هى علاقات وطيدة وعميقة وأزلية حتى لو سعى أى جانب أن يقسمها أو يحيد منها فلا مجال لذلك، لكن تظهر فى الإعلام بعض التوترات، ولكنها تحل بالإرادة الصادقة بين الجانبين، لأننا فى السودان حريصون جدا على علاقات وطيدة فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع مصر.

■ كان هناك قرار سودانى بمنع استيراد المحاصيل المصرية.. هل آن الأوان لإلغاء هذا القرار؟
- بالطبع يمكن التراجع عن القرار إذا حدث تصحيح للممارسات الزراعية فى مصر، فهناك إشكالية تتعلق بمسائل صحية بحتة، لأنه للأسف الشديد بعض المزارعين فى مصر يستخدمون مياه الصرف الصحى فى الزراعة، وهذه المسألة لم يكشفها الإعلام السودانى ولا المسئولون السودانيون، وإنما كشفها الإعلام المصرى نفسه، وكانت هناك حملة من الإعلام المصرى أثرت جدا على الرأى العام فى السودان وطالب بوقف استيراد المنتجات المصرية، لأنها تروى بمياه الصرف الصحي، وإذا حدث تصحيح للممارسة فلا أجد هناك مانعا من استمرار الاستيراد من مصر.
■ ولكن حتى الآن لا يزال القرار قائما؟ وهل الفراولة فقط أم كل المنتجات المصرية؟
- نعم لا يزال القرار قائما حتى الآن إلى أن يطمئن السودان إلى توقف هذه الممارسات، وهى بشأن كل المنتجات الزراعية المصرية وليس الفراولة فقط.

■ ما حجم الثروة الحيوانية فى السودان؟ وكم تصدرون إلى مصر؟
- نحن أول بلد عربى وفى أفريقيا من ناحية كميات الثروة الحيوانية، وهى منتجات طبيعية ليس بها هرمونات أو كيماويات، وللأسف نحن نصدر إلى مصر كميات قليلة للغاية، ولكن لدينا مشروع مشترك بين مصر والسودان فى هذا المجال، ولكن للأسف الشديد حتى الآن لم ينفذ هذا المشروع، ونحن بصدد مناقشته خلال اجتماع اللجنة المشتركة، نريد مشروعات حقيقية للتعاون بين مصر والسودان، ولكن للأسف الشديد لا يوجد إقبال مصرى فى هذا المجال نحو السودان، وعلى سبيل المثال فقد خصص السودان منذ فترة فى مشروع واحد ٢٥٠ ألف فدان لكى تزرعه الشركات المصرية، ولكن الشركات المصرية طوال ٣٠ عاما مضت لم يتجاوز ما زرعته ١٠ آلاف فدان، فهناك تقصير وبطء فى هذا الجانب، ونأمل أن تتحسن الأمور فى المستقبل.