الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ضياء السبيري يكتب.. البالطو الأبيض ومستشفى الحسين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من منا لديه من القوة والجرأة أن يسمع كلمة "حريق، حريق، حريق" ويستمر في مكانه دقائق فقط وليس ساعة ويزيد.
من منا يسمع صياح المواطنين وأصوات اندفاع خراطيم المياه لإطفاء الحريق ويظل في عمله الدقيق ساعة ويزيد.
سمعنا من أيام عن حريق ضخم يلتهم 3 أدوار في مستشفى الحسين الجامعي، في حقيقة الأمر انشغلت كباقي المواطنين في سبب الحريق وعدد المصابين والوفيات وغيره من الانشغالات والاهتمامات الأخرى.
فقد اشتعلت النيران بكثافة في 3 أدوار بالمستشفى الجامعي الذي يقطن به عشرات المرضى ويتردد عليه مئات آخرين.
ومن المعروف أن مشهد النيران المرعب الذي لا يتحمله أحد ويجبر الجميع على الفرار من أماكنهم متى استطاعوا ذلك عاشه الفريق الطبي والمرضى على مدار 3 ساعات في هذا المستشفى فقد يخيل لنا جميعا أن الأمر سهل ويمكن السيطرة عليه أو الهروب منه ولكن حينما تشتعل النيران في مستشفى جامعي وتحيط النيران بغرف العمليات وحجز المرضى والعنايات المركزة ورغم بشاعة وخطورة الحريق نجح الفريق الطبي في إخلاء المرضى.
الملفت للنظر في هذا الأمر دور حاملي البالطو الأبيض، الفريق الطبي من أطباء وتمريض.
يروي طبيب يدعى محمود الجبالي: "كنت في العمليات وقت الحريق وقفلنا على أنفسنا باب العمليات الرئيسي والنار فوقنا لمدة ساعة عشان الحالات متخدرة ومفتوحة ولازم العملية تكمل"، في حقيقة الأمر وفي نظري أن ذلك الموقف به قوة لا مثيل لها فمن يستطيع منا الاستمرار في العمل بتركيز وقت الصياح والهروب من الحريق.
يكمل الجبالي: "في الحقيقة دي عاوزة جراحين وتمريض أعصابهم فولاذية عشان يسمعوا بودانهم كلمة حريق ويستمروا في ثبات وتركيز وكمان دكتور تخدير منتظر الحالة تخلص عشان يفوقها وياخدها على سرير ويجري بعيد عن الأذى وده اللي حصل فعلا بدون مبالغة".
اشتعل الحريق في 3 أدوار أسفل بعضهم البعض وقام نواب القلب والصدر والممرضات بعمل ملحمة بطولية من خلال سحب المرضى بالأسرة وعلى كراسي المرضى لنقلهم خارج الأقسام وغرف الحجز لتسليمهم وتوصيلهم لسيارات الإسعاف لنقلهم لمستشفيات أخرى وإسعافهم من الاختناق في نفس التوقيت.
في ملحمة أخرى وتحديدًا في قسم الرمد قام الأطباء بحمل المرضى كبار السن على أكتافهم مترجلين على سلالم المستشفى بخلاف ما قام به أطباء القلب الذين اقتحموا النيران وحملوا أجهزة التنفس الصناعي لإيصالها للمرضى خارج المستشفى للمرضى الذين تم إخراجهم.
دعوني أؤكد لكم أن الفريق الطبي استطاع إخراج 9 مرضى من رعايات الباطنة والطوارئ والصدر خلال دقائق ووضعها على أجهزة التنفس الصناعي خارج المستشفى على الرغم من خطورة نقل مرضى الرعايات والأطباء يعلمون ذلك.
كل الشكر والتقدير للأطباء المقاتلين والتمريض الذين أنقذوا المرضى واستطاعوا إخلاء المستشفى خلال دقائق من اشتعال الحريق وأخلوا مبنى كاملًا دون خسائر بشرية.. وأدعو الدولة لتكريمهم وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.