تعود أيقونة الظهور الإلهيّ إلى القرن الثالث عشر، وهى محفوظة فى دير سيّدة كفتون - لبنان، ولهذه الأيقونة مميّزات عدة ومختلفة عن باقى الأيقونات التى تعبّر عن الظهور الإلهيّ، طول الأيقونة ١٠٤ سم وعرض ٧٦ سم، ذات وجهين، وجه عليه أيقونة للسيدة العذراء، ووجه عليه أيقونة الظهور الإلهيّ. ومصنوعة من خشب، ومكتوبة بطريقة الـ Tempera حيث يُستعمل صفار البيض مع ألوان نباتيّة طبيعيّة والصمغ العربيّ أو الغراء الحيوانيّ.
تتألّف الأيقونة من سبعة أقسامٍ، تتوالى بحسب الأشخاص والمشاهد فيها، الأولى الحمامة، وهى تمثّل الروح القدس، كما تشير أيضًا إلى عهد السلام الآتى فى العهد الجديد. والجزء الثانى هو رسم لنصف الدائرة فوق يشير إلى كمال الله، وإلى قبّة السماء التى انفتحت فى هذا الحدث العظيم. والثالث الشعاع ثلاثيّ الأبعاد يدلّ على طبيعة الله الثالوثيّة ويسير فى ثلاث خطوط متوازية، دلالةً على الأقانيم الثلاثة المتساوية فى الجوهر.
ويوجد بها رسم لنجم أيقونة الميلاد الذى قاد المجوس إلى المسيح، ودعوتنا أن نتمثّل بهم. كما يوجد بها رسم للقدّيس يوحنّا المعمدان، ولم يرسم أحد مستقيما فى وقفته إلاّ يسوع. كما أن عدد الملائكة فى هذه الأيقونة ستة، هم: «ميخائيل- جبرائيل- أوريل - أبساساكس - روفائيل - عزرائيل»، وثياب الملائكة تجمع بين الشهادة والحياة الجديدة. الملك داود يوجد فى أعلى الأيقونة على جهة اليسار، أيّ فوق القدّيس يوحنا المعمدان.
فى الجهة المقابلة على جهة اليمين، أيّ فوق الملائكة، نشاهد أشعياء النبيّ يحمل رايةً تحوى مقاطع من آياته مكتوبة باللغة السريانيّة تدعو إلى التطهير، وهى أيضًا ترتّل فى ليتورجيا العيد. وفى الأسفل، فى عمق المياه وتحت أقدام يسوع رجل شيخ متقوقع مهزوم يتوسّل إلى الرّب كى لا يفنيه، وهو يمثّل الشيطان المنهزم أمام الله. وأخيرًا يسوع المسيح محور الأيقونة والعيد فى الوسط عريانًا بالكليّة ليُشير إلى حالة آدم الأول فى الفردوس قبل السقوط وهى حالة الطهارة والنقاوة، الأحرف اليونانيّة الأربعة على يمين ويسار هامة يسوع المسيح، هى فى الحقيقة الحرفان الأوّلان لكلمَتى يسوع المسيح باللغة اليونانيّة، والهالة التى خلف رأسه يوجد فى داخلها دائمًا صليب إشارةً إلى صلبه.
