الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد واقعة انتحار "فتاة المترو".. خبراء: الاكتئاب أخطر مسبباته.. وفتش عن الظروف الاقتصادية السيئة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد واقعة انتحار فتاة ماري جرجس، واستيقظ الجميع على خبر انتحار فتاة وقد دفعتها الظروف الأسرية السيئة للانتحار، ونتيجة تعامل أسرتها السيئ عقب وفاة والدتها، لتصبح ظاهرة تدق أجراس الخطر.
"انتحر وريح نفسي" تتعد الأسباب والموت واحد، بات الانتحار وتيرة المراهقين والشباب وكل من يعاني من مشاكل أي كان نوعها وحجمها ما بين ظروف اجتماعية ونفسية ومعيشية واقتصادية.
المتأمل في الوقائع يجد الواقع الذي نعيش فيه، وكثرت المشاكل التي لا حل لها في نظر البعض والتي يسعى لحلها الكثير دون التطرق إلى الحل الأمثل لمعظم الناس "الانتحار"، ونظرًا لغياب أرقام دقيقة عن أعداد المنتحرين، وجد أكثرهم من الأشخاص الذين يُعانون من الاضطرابات النفسية والعقلية، بدليل أن 50% من المنتحرين يقومون بالانتحار نتيجة الاضطرابات النفسية والاجتماعية والعقلية التي يتعرضون لها.

في هذا السياق، تقول الدكتورة سلمى محمود، أخصائية علاج نفسي، الأمراض النفسية والاجتماعية عن أسباب رئيسية للانتحار: "الاكتئاب في أعلى قائمة الأمراض والاضطرابات العقلية والنفسية في أسباب الانتحار وهو مرض منتشر بشكلٍ كبير بين عامة الناس، ويُشكّل أيضًا المرض اضطرابات نفسية لا حد لها".
وأضافت "سلمى": "بالفعل ظاهرة الانتحار باتت منتشرة ومقلقة جدًا لأن أولادنا يفعلون ما يحدث أمامهم دون التفكير في النتيجة التي تعود على الأهل من ذلك، رغم تفاوت أسباب كثيرة لا حصر لها، ويعدّ الانتحار من بين المسبّبات الثلاثة الرئيسة للوفاة، خصوصًا لدى الشريحة العمرية من15 إلى 50، ويعد الشنق والأسلحة النارية والتسمّم بالمبيدات أو القفز أمام قطار أكثر الطرق الشائعة للانتحار في الآونة الأخيرة".
وتابعت: "الأمراض النفسية تعد أقوى مسبّبات الانتحار الذي يحول الاكتئاب حياتهم إلى مرار ومشاكل لا حد لها، وهناك طامة كبرى لا يراها أحد أن العديد من المصابين بالاكتئاب يخفون مشاعرهم ويتظاهرون بأنهم سعداء، لكنهم مع ذلك يعطون إشارات ورموزًا لحال اليأس يعيشون فيه بالإضافة إلى تصرفات تلفت أنظار البعض لم تكن موجودة من قبل، مثل عدم الاكتراث، وقلة الانتباه، والقيادة المتهوّرة وغيرها التي يتبعها البعض في حياتهم للتخلص من الحياة الكئيبة التي يعيشونها".
وأشارت إلى أن الأسباب التي تؤدي للانتحار عديدة ومتنوّعة فهناك أشخاص من ذوي ميول جنسية مختلفة والمثليين الجنسيين الكثير منهم يعانون من حالات انتحار متعددة نظرًا لعدم تقبل المجتمعات لميولهم، وهناك أسباب تنتج عن الألم الجسماني، والاكتئاب النفساني، وخيبات أمل، والوحدة، وفاة شخص مقرّب، خسارة مرتب، مشاكل مع الزوج مع الأخ أو الأب كل ذلك يسبب ألمًا نفسيًا، ولكن إذا نظرنا إلى الوضع السيئ التي وصلنا إليه فسنجد أنه لا يوجد إيمان في قلوب هؤلاء لذلك وصل بهم الشيطان إلى حد اليأس من الحياة التي لا يتغيير أبدًا هذا هو الواقع في وجهة نظر المنتحر، والتي تصل نسبة المنتحرين إلى 50%.

وتابعت خبيرة علم الاجتماع: "أميرة بدران، أن الاكتئاب هو السبب الرئيسي في الانتحار بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية والاجتماعية والمعيشية والأسرية وغيرها من المشكلات التي تواجه المجتمع بشكل يومي، وقد بات الإنسان ليس له جهد لتحمل العبء أكثر من ذلك، والفعل أصحبت قضية بالغة الخطورة في مجتمعنا ولا أحد يقف أمامها، ويعود سبب الانتحار الأول لعدم الثقة في النفس، أي أنك إذا واجهت شخصا ما بمشكلة لا يقدر على حلها أو مواجهتها فيلجأ إلى الانتحار، وذلك لأنه لا يقف على أرض صلبة، كذلك المشاكل الأسرية التي أصحبت عادة يومية بالنسبة للكثيرين يلجأ الأمهات أو الأبناء أو الآباء إلى الانتحار للتخلص من عبء الحياة التي لا يقدر على حمله أكثر من ذلك ولا يفكر في أهله وما سيحدث لهم".
واستطردت: "المشاكل العائلية هي التي تقود فئة معينة للانتحار خاصةً السيدات والفتيات الصغيرات، كثيرًا منهن يمررن بمشاكل عاطفية فيقدمن على محاولة الانتحار دون النظر إلى النتيجة، فالمحاولة لا تكون قتل نفس وإن كانت امرأة عندما تقُدم على تناول أقراص بكمية كبيرة من أي دواء أو تقوم بقطع شريانها في نظرها تكون ارتاحت وأراحت من حولها، وهناك رجال عندما يعانون من مشاكل عائلية أو عاطفية فإنهم عادةً ما يقومون بعملية انتحار كاملة مثل إطلاق النار أو الشنق ويكونون قاصدين قتل أنفسهم ليس للتهويش فقط مثل بعض الفتيات لجذب الانتباه".
وتابعت:"الحل للحد من الانتحار في مجتمعنا هو التوعية من قبل الأهل والمدرسة والإعلام له دور فعل في ذلك، واستشارة الأسرة الطبيب في حال تغير تصرفات الابن أو الفتاة أو حتى الزوج أو الزوجة، التقرب إلى الأبناء في السن الصغيرة والحد من مشاهدة أفلام الرعب التي بات الطفل يمثل ما يراه دون وعي، والألعاب التي باتت منتشرة بشكل كبير على الإنترنت لابد من مراقبة الأبناء لأنهم لا يدركون ما يفعلون لصغر سنهم، وكذلك من تمر بمشكلة عاطفية وأسرية لابد من التحدث إليها لإخراجها من دائرة الاكتئاب التي تعاني منه لأتفه الأسباب والتي تتفاقم مع مرور الوقت".