الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

عبدالسلام النابلسي.. الكوميديان الذي مات مفلسًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل علينا اليوم ذكرى رحيل الكوميديان عبدالسلام النابلسي، الذى ذاع صيته منذ ثلاثينيات القرن الماضى وحتى منتصف الستينيات، من خلال مجموعة من الأدوار التى تركت بصمة في أذهان جمهور العالم العربى حتى وقتنا هذا.
ولد "النابلسى" بفلسطين ولكنه عمل وعاش في مصر، كان جده ووالده من قضاة مدينة نابلس، ونشأ في وسط عائلة متدينة، فعندما بلغ العشرين من عمره التحق بالأزهر الشريف، فحفظ القرآن الكريم وبرع في اللغة العربية، بالإضافة إلى إتقانه للفرنسية والإنجليزية.
ظهر "النابلسى" على شاشة السينما للمرة الأولى في فيلم "غادة الصحراء" عام 1929، ولكن فيلم "وخز الضمير" عام 1931 هو الذي فتح له أبواب السينما في الثلاثينيات.
لم يكتف "النابلسى" بالتمثيل فقط وإنما عمل كمساعد مخرج في العديد من أفلام يوسف وهبي، ولكنه عام 1947 اضطر للتفرغ التام للتمثيل بعد فيلم "القناع الأحمر" خاصة بعد ازدياد الطلب عليه بعد انتشار موجة أفلام الكوميديا ذلك الوقت.
رحل "النابلسي" إلى لبنان بعدما تفاقمت مشاكله مع الضرائب ولم تفلح محاولاته في حلها، خاصة بعد ما اعتبرته مصلحة الضرائب غير جاد في السداد، فقررت عام 1965 الحجز على أثاث شقته المستأجرة، ولكنها لم تكن بقيمة المبلغ المطلوب، وظلت القضية معلقة حتى وفاته في عام 1968 رغم تدخل العديد من رموز الفن في مصر وعلى رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم.
عاش "النابلسي" بسلام في بيروت حيث أصبح عام 1963 مديرًا للشركة المتحدة للأفلام وساهم في زيادة عدد الأفلام المنتجة كل عام في لبنان، كما حقق رغبته القديمة في الاستقرار الأسري بعد أن ظل متمتعًا بلقب أشهر عازب في الوسط الفني، إلا أنه عندما وصل إلى الستين من عمره تزوج من إحدى معجباته دون علم أسرتها، الأمر الذى اضطرته بعد ذلك للدخول معهم في صراع مرير أرغم خلاله على تطليقها قبل أن تحكم المحكمة بصحة الزواج ويتم الصلح بينهم.
عندما أعلن بنك انترا في بيروت إفلاسه الذي كان يضع فيه "النابلسي" كل أمواله، زادت شكواه من آلام المعدة وازدادت حالته الصحية سوءا إلى أن امتنع عن الطعام تماما قبل أيام من رحيله، حتى كانت ليلة 5 يوليو 1968 حيث لفظ أنفاسه قبل وصوله إلى المستشفى، ولم تجد زوجته مصاريف الجنازة، فتولى الفنان فريد الأطرش تفاصيل جنازته وانهار بعدها مريضا حزنا على وفاة صديق العمر.
بعد وفاته بأيام قليلة أعلنت صديقته الفنانة زمردة أنه لم يكن يعاني من مرض بالمعدة، ولكنه كان مريضا بالقلب منذ 10 سنوات وأنه تعمد إخفاء ذلك حتى لا يتهرب منه المخرجون والمنتجون ويبعدونه، وأنها عرفت ذلك صدفة عندما أرسل معها بعض التقارير الطبية إلى طبيبه العالمي د. جيبسون الذي كان يشرف على علاج فريد الأطرش، وهو الذي أخبرها بحقيقة مرض "النابلسي" وعندما صارحته بما عرفت استحلفها أن تحفظ هذا السر وهو ما فعلته حتى وفاته التي حدثت إثر أزمة قلبية حادة.
من أهم أعماله السينمائية: دلوني يا ناس، العزيمة، ليلى بنت الريف، شارع الحب، حمامة السلام، فتى أحلامي، يوم من عمرى، حكاية حب، حلاق السيدات، الفانوس السحرى، إزاي أنساك، الرباط المقدس، أنت حبيبي وعفريتة هانم.