الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"التخفي" يهدد الأمن القومي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهد المجتمع المصرى منذ ثلاثين عامًا تقريبًا زحفًا لظاهرة مريبة وضد الأمن القومي، وهو النقاب أو بالمعنى الصحيح له (التخفي)، الذى صدر إلينا من أصحاب الفكر السلفى المتشدد، وهذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع المصرى الذى يتبع وسطية الدين الحنيف، أثارت غضب الكثير من المثقفين ومن شيوخ الأزهر والأوقاف السابقين، وأصدرت دار الأوقاف كُتيبًا بعنوان «النقاب عادة وليس عبادة»، واستعانت فى كتابته بآراء شيخ الأزهر السابق الدكتور محمد سيد طنطاوى، والمفتى السابق الدكتور على جمعة والشيخ محمد الغزالي، وأجمعوا على عدم مشروعية النقاب، مؤكدين على عدم وجود نص قرآنى يؤكد مشروعيته.
وأنا أتذكر واقعة لشيخ الأزهر السابق، الدكتور طنطاوي، عندما كان فى زيارة لإحدى المدارس الأزهرية ورأى طالبة ترتدى النقاب فنزعه عنها وعنفها على ارتدائه، وقال لها هذا ليس من الإسلام فى شئ.
وأيضًا قال وزير الأوقاف الأسبق الدكتور حمدى زقزوق، إن ارتداء النقاب يؤدى إلى إغلاق نافذة التواصل بين الناس من خلال إخفاء الوجه؛ والذى انتشر حتى وصل للممرضات فى المستشفيات والمدرسات والطالبات فى المدارس والإدارات الحكومية، وهو ضد الطبيعة البشرية ويُعد إساءة بالغة للدين الإسلامي، وتشويهًا لتعاليمه السمحة.
ودعا إلى ضرورة دراسة ظاهرة النقاب بشكل جاد من جانب علماء النفس والاجتماع، مؤكدًا أن ما تنشره وسائل الإعلام والصحافه عن إساءة استخدام النقاب من بعض النساء يدفعنا إلى التفكير فى هذه الظاهرة وتداعياتها.
ولفت النظر إلى أن هناك عادات وتقاليد بالية تريد أن تفرض نفسها على الدين ومن بينها إخفاء وجه المرأة تحت نقاب يلغى كيانها كإنسان، وحمل وقتها الفضائيات الدينية المسئولية الكاملة عن انتشاره فى المجتمع المصرى خاصة فى الريف والطبقات الشعبية، ورفض أيضًا المجلس القومى للمرأة فى مصر ومنظمات المجتمع المدني، النقاب بشكل قاطع. 
إن بعض من يرتديه الآن اللصوص والإرهابيين؛ ومئات الحوادث نفذت باستخدامه مثل خطف الأطفال وسرقة محلات الذهب، والإرهابى الذى يريد الهروب مثل محمد بديع مرشد جماعة الإخوان الإرهابية عندما تخفى بالنقاب ليهرب، والزوجة الخائنة التى أحضرت عشيقها لمنزلها وقالت لزوجها إنه صديقتها المنتقبة، والكثير من تلك الجرائم تحدث باستخدام النقاب.
وبما أنه ليس من الدين وليس من عاداتنا كمصريات، وانتشاره خطر على الأمن القومي، وطمس لهوية المرأة المصرية، فكان لزامًا على الدولة أن تسن قانونًا بحظر النقاب وتجريمه فى مصر، أنا استعجب لماذا يغض الطرف عن إصدار قانون بمنعه وتجريمه؛ هل القلة القليلة من السلفية الذين يصرون على النقاب أقوى وأهم من أمننا القومي؟. 
ألم يقل الشيخ الغزالى أن المعارضين لكشف وجه المرأة يتمسكون بأدلة واهية، ويتصرفون فى قضايا المرأة كلها على نحو يهز الكيان الروحى والثقافى والاجتماعى لأمة أكلها الجهل والاعوجاج حينما حكمت على المرأة بالموت الأدبى والعلمي؟ 
لماذا لم يجرم النقاب؟ وإلى متى سننتظر؟ فيوميًا ترتكب الجرائم والمخالفات القانونية بسببه، ومؤخرًا الجريمة التى حدثت منذ أيام عندما ضبط تشكيل عصابى بالإسماعيلية، يستخدم النقاب لسرقة محلات الذهب ولم يكتشفهم أحد إلا عندما اشتبه بهم رجال الشرطة من أحذيتهم، وكانوا يحملون الأسلحة البيضاء تحت العبايات السوداء.
إن التخفى ليس حرية شخصية كما يدعون.. أى حرية هذه فى إخفاء وجهك الذى يمثل هويتك!؟ إنه سلب لحرية المجتمع من حولك لأنه يسبب الأخطار، والتعدى عليهم بهذا الشكل المريب الذى لا يميز الرجل من المرأه فعندما تكون حريتك ضارة للجميع فلتذهب حريتك إلى الجحيم.
كفانا ما نحن فيه الآن من إرهاب فكرى ورجعية وتخلف من قلة قليلة، فى المجتمع تنشر سمومها لطمس هويتنا تحت مسمى الدين.. والدين منها براء.