انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة خطف الأطفال بغرض مساومة أهاليهم والحصول علي مبالغ طائلة مقابل اطلاق سراحهم وفي أكثر الحالات يكون الجاني على صلة قرابة أو معرفة مسبقة بالضحايا ويستغل معرفته بثراء أهاليهم ويستحوذ عليه الفكر الشياطني بالطمع في جلب أموال دون عناء ولكن ينتهي بهم المطاف خلف القضبان.
وترصد "البوابة نيوز" أبرز وقائع الخطف التي كان ضحاياها أطفال ونفذ المتهمون تلك الجرائم مقابل المساومة على مبالغ مالية.
طفل طوخ
بقصد الحصول على فدية قام تشكيل عصابي مكون من 3 أشخاص بخطف نجل صاحب مصنع ألبان يقطن بمدينة طوخ وقاموا بالإتصال بوالد المختطف لطلب مليون جنيه كفدية نظير إطلاق سراح هذا الطفل بعدها قام والد الطفل بإبلاغ رجال مباحث قسم شرطة مركز طوخ يفيد بعدم عودة نجله "4 سنوات" للمنزل عقب خروجه لشراء بعض المأكولات وورود اتصال من مجهول وطلب منه مبلغ مليون جنيه كفدية لإعادة نجله وقد توصلت التحريات التي قام بها رجال المباحث إلى تحديد مرتكبي الحادث وهم "سالمان س" حداد و"أيمن ح"، 36 عاطل و"ماجدة.ح" ربة منزل شقيقة الثاني وذلك بقصد الحصول على مبلغ الفدية واحتجزوا الطفل المختطف بمسكن آخر للمتهمة الثالثة بمنطقة الطالبية.
استهدف رجال المباحث المتهمين وتمكنوا من ضبطهم وبرفقتهم الطفل المختطف وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة.
وقد أقر المتهم الأول بسابقة عمله "حداد" لدى والد الطفل بمصنع الألبان وعلمه بثرائه وسابقة خلافات بينهما منذ أربعة أشهر وتركه العمل وقد خطط مع الثاني لارتكاب الواقعة وتمكنا من اختطافه باستخدام دراجة نارية وأضاف المتهم باحتجاز الطفل في منزل الثالثة وقد أرشدوا عن الدراجة النارية "بدون لوحات معدنية" والهاتف المحمول المستخدم في مساومة والد الطفل تحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات.
طفل الطالبية
وفي الطالبية قام حارس إحدى العقارات بالمنطقة بمساعدة آخرين من خطف طفل بذات العقار الذي يقوم بحراسته لعلمه بثراء والده حيث إن والد هذا الطفل يعمل في مجال المقاولات وقاموا بطلب فدية مالية منه قدرها 2 مليون جنيه مقابل إطلاق سراح الطفل بعدها قام الوالد بإبلاغ رجال المباحث بما حدث للطفل وقام رجال المباحث بعمل التحريات وسؤال أسرة الطفل المخطوف وقال أحد أفراد الأسرة أنه شاهد سيارة سيزوكي حمراء تقف أمام العقار ويستقلها 4 أفراد وطلب أحدهم من الطفل الاقتراب منه إلا أن الطفل رفض الاستجابة له وحاول الدخول لمسكنه فطارده أحد المتهمين واختطفه داخل السيارة ثم فروا هاربين.
وأضاف أنه تم فحص كاميرات المراقبة الخاصة بالمحلات التجارية بالشارع الذي شهد الحادث حيث تبين خطف مستقلي السيارة للطفل ثم قاموا بإبلاغ قسم شرطة الطالبية حيث بدأ رجال المباحث في إجراء التحريات حول المشتبه بهم وفحص خلافات والد الطفل الذي يعمل مهندسًا في مجال المقاولات مع المختطفين وفي هذا الوقت أحس الخاطفون بقرب وصول رجال المباحث إليهم فقاموا بإطلاق سراح الطفل وخلال متابعة رجال المباحث لعملهم فوجئت أسرة الطفل بعودته إلى مسكنه بعد مرور يوم ونصف اليوم على اختطافه.
طفل الشروق
وفي مدينة الشروق قام مسجل خطر وزوجته و3 آخرين بخطف طفل وطالبوا والده بفدية مالية قدرها 3 ملايين جنيه مقابل استرجاعه.
حيث كان قسم شرطة الشروق قد تلقى بلاغًا من صاحب محل بتغيب نجله الطفل عبد الرحمن ـ 3 سنوات ـ أثناء لهوه أمام محل والده وفي وقت لاحق ورد اتصال هاتفي يطالبه بدفع 3 ملايين جنيه نظير إطلاق سراحه وفور إخطار اللواء خالد عبد العال مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة وجه بسرعة كشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه وإعادة الطفل حيث تم وضع خطة بحث بإشراف مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة وقد تبين من التحريات التى قادها مدير إدارة المباحث الجنائية أن وراء ارتكاب الواقعة مسجلا خطرًا وزوجته و3 آخرين وأن المتهم الأول طلب من أحد المتهمين خطف الطفل وتسليمه إليه مقابل إعطائه مليون جنيه لعلمه بثراء والده بعدها تمكن ضباط مباحث القاهرة من ضبط المتهمين وقد عثروا بحوزتهم على بندقية آلية و97 طلقة و3 سيارات.
ومن جانبه قال المستشار القانوني محمد صبري، إن السبب وراء انتشار تلك الظاهرة هو الطمع واللهث وراء المال ويستغل الجناه الأطفال كضحايا نظرًا لصغر عمرهم وعدم قدرتهم علي المقاومة او التعرف علي هويتهم.
وأضاف "صبري" في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز" ان الحل للحد من تلك الظاهرة هي تغليظ العقوبة، حيث إن المادة 290 من قانون العقوبات تنص على أنه إذا كان الخطف بطلب الفدية تكون العقوبة السجن المشدد مدة لا تزيد على 20 سنة، وإذا كان المخطوف طفلا أو أنثى تكون العقوبة السجن المؤبد، ويعاقب بالإعدام إذا اقترنت بها جناية هتك عرض المخطوف، ويجب أن يتم الحكم بأغلظ عقوبة وهي الإعدام في جميع حالات الخطف لسن قانون رادع لتلك العمل الإجرامي.
