الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

طعام فرز رابع.. هنا موائد الغلابة.. "هياكل الفراخ والرقبة والأرجل" وبواقي طعام الأغنياء والمطاعم الشهيرة يبحث عنها البعض.. أسواق الفقراء تنتشر في كرداسة والسيدة زينب والعمرانية ودار السلام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعد الملف- إبراهيم عطا الله وحسن عصام وعزت عبدالرحيم وناريمان خليفة وخلود ماهر
إن موجات الغلاء المتصاعدة خلقت بدورها أسواقًا لتلك الطبقة من الناس، فى محاولة منهم لسد احتياجاتهم بما يتناسب مع مستوى دخولهم المعدومة، وعلى رأس تلك الأسواق؛ بواقى الطعام، وشهدت الآونة الأخيرة إقبال طبقة الفقراء ومعدومى الدخل على شراء بواقى الطعام، نتيجة للارتفاع الكبير فى أسعار المنتجات والسلع الغذائية بشكل كبير.
وأجبرت عدم القدرة على مواكبة التطورات الهائلة فى أسعار السلع كثيرًا من الفقراء على شراء بواقى الطعام، التى أضحت بمثابة ظاهرة منتشرة داخل المناطق الشعبية والعشوائيات، وعلى رأسها؛ سوق الثلاثاء، الذى يُخصص أصحاب محلات الدواجن «الفراخ» هذه النوعية من الطعام ويطرحوها للبيع يوميًا، وكذا أسواق؛ كرداسة وبولاق الدكرور والسيدة زينب والسيدة عائشة والعمرانية والكيت كات والجيزة ودار السلام وغيرها، فضلًا عن القرى والمحافظات الأخرى.

هياكل ورقاب الدجاج

«البوابة» بدأت رحلتها لرصد أسواق بواقى الطعام من إحدى الأسواق الشعبية المتواجدة فى منطقة دارالسلام التابعة لحى البساتين. «بنبيع هياكل الفراخ والرقبة علشان الغلابة تاكل».. بتلك الكلمات بدأ علاء سعيد حديثه، صاحب محل دواجن فى حى دار السلام، حيث يقوم ببيع «بواقى الطعام» خاصة من الدواجن.

وأردف قائلًا: «بقالنا فترة طويلة بنبيع بواقى الأكل أو الفراخ زى الهياكل والأرجل والرقبة، مش لوحدى اللى بعمل كده، كل المحلات اللى فى السوق هنا بتبيع الأكل ده علشان الغلابة اللى مش معاهم حق فرخة كاملة أو بانيه أو حتى نص كيلو بانيه، فيه ناس كتير هنا غلابة، واللى بياخد البواقى دى ممكن ياخدها مرة أو مرتين فى الشهر مش كل يوم لأنه مبيكونش معاه حقها كل يوم».

وعن أسعار بواقى الأكل أو الفراخ، أضاف سعيد، أنها متوسطة إلى حد ما، حيث وصلت سعر الهياكل والرقبة من ٧ إلى ١٠ جنيهات، لكن الأرجل يسعى صاحب المحل لإعطائها للمواطنين مجانًا، موضحًا أن أسعار الصدور والوراك مرتفعة جدًا مقارنة بالأسعار السابقة، حيث تبدأ من ٢٨ جنيها لأكثر، ولا يقبل على شرائها أصحاب الطبقة الفقيرة معدومو الدخل، ولكن متوسطى الحال.

وأشار سعيد، إلى أنهم يبيعون البواقى كى لا يكون هناك مواطنون بسطاء محرومين من تناول اللحوم والفراخ، قائلًا: «لازم نحس بالناس دى شوية، وارتفاع الأسعار كل يوم دى مش بإيدينا والله احنا بنتفاجئ زينا زى الناس، لما بنشترى الفراخ من التجار بنلاقى الزيادة، وعلشان كده بنكون مجبرين نزود السعر، وبنحاول على قد ما نقدر نساعد الناس ومنخليش حد محتاج وجعان».

واستكمل، أنه منذ فترات طويلة كانت أسعار بواقى الأكل بـ ٣ جنيهات وأقل، وكان الغلابة يقبلون على شرائها يوميًا، لأن هذا السعر كان لا يشكل أزمة للمواطنين، لكن ١٠ جنيهات حاليًا أصبح يشكل صعوبة كبيرة لمعدومى الدخل، خاصة فى ظل الغلاء الذى يواجهه المصريون، التى لا تتوقف عند الفراخ والخضار والفاكهة فقط، بل كل السلع.


بواقى الخضار

كما رصدت «البوابة» داخل السوق تُجارا يقومون ببيع الخضار والفراخ واللحمة وكافة منتجات السوق بالسعر الذى يريدونه، دون رقابة عليهم من قبل الحكومة، أو الأسعار التى تعلن عنها يوميًا وزارة التموين محددة أسعار الخضار والفاكهة لكن تظهر المفاجآت بأسعار أخرى فى الأسواق.

وعلى الجانب الآخر، هناك باعة جائلون يجلسون على الأرصفة لبيع أنواع الجبن مجهولة المصدر، بأسعار الكيلو ١٠ جنيهات للجبنة البيضاء، وآخرون لبيع الخضراوات التالفة «البايظة»، من الطماطم والخيار والفلفل والبصل، بالإضافة إلى الفاكهة أيضًا المعطوبة حالها حال الخضراوات. 

لكنها؛ تُباع بنصف الثمن من أسعارها الموجودة عليه حاليًا، وتقبل طبقة معدومى الدخل على شرائها بشكل يومى لعمل الوجبات الغذائية لأسرهم، وتحاول السيدات اختيار أو «تنقية» أفضل الموجود سواء للخضار أو الفاكهة، وبأقل الأسعار لتوفير احتياجات أسرهن وخاصة الأطفال، وبعيدًا عن جشع واستغلال التجار اليومى فى رفع الأسعار كل فى مكان عمله حسب احتياجاته و«مزاجه».

وتقول «أم محمد»، إحدى المواطنات التى تسعى لشراء «بواقى الطعام» يوميًا: «بشترى كل يوم البواقى فى الخضار والفراخ علشان أكفى عيالى لأن إحنا ظروفنا على القد، وجوزى عامل باليومية «أرزقي» على باب الله يوم فيه فلوس ويوم تانى لا، والفلوس اللى بتيجى مبتكفيش الأكل والمصاريف على عيالى والمدارس والإيجار وفواتير الكهرباء والمياه، ومفيش حل غير إننا ناخد بواقى الأكل أو الأكل الكسر علشان نعرف نعيش وأغطى لقمة العيال، ويعرفوا يكبروا، وده خلانى أخرج ابنى الكبير من المدرسة وبيشتغل صبى ميكانيكى علشان يساعدنا فى المصاريف شوية.. غصب عنى بس ما باليد حيلة».

فيما قالت «أم عوض»، إحدى المواطنات المقبلة على شراء الخضراوات «الكسر»: «دايما بشترى الخضار من النوعية دى وبحاول أنقى أنضف وأحسن ما فيها، علشان سعرها رخيص مقارنة بالأسعار الحقيقية للخضار، وإحنا مش معانا كل يوم ٤٠ أو ٥٠ جنيها علشان نشترى بس الغدا ليوم واحد بس، إحنا ناس غلابة على قد حالنا، بنجيب قوت يومنا كل يوم على حسب ربنا ما يرزق، ساعات بيكون فى يوم فيه شغل وبتكون مسطورة معانا والحمد لله، ويوم تانى مبيكنش معانا جنيه واحد، وأنا عندى عيال ومصاريف كتيرة، لازم أسدها وأدبر حالى علشان أعرف أعيش».