الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

جرائم بشعة تهز الأسرة.. مصر في المرتبة الـ 38 عالميًا.. خبير نفسي: اقتصار مفهوم الحياة على المعدة والجنس سببًا رئيسًا.. و"فرويز": الأعمال الدرامية تحرض على انتشار القتل

جرائم بشعة تهز الأسرة
جرائم بشعة تهز الأسرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عاطل يغتصب ابنة أخيه ثم يقتلها، وعامل يقتل زوجته بعد تلقينها علقة ساخنة، وفتاة تقتل شقيقها بمساعدة زوجته وصديقتها لشكه في سلوكهن، ومقتل فلاح على يد نجله بسبب خلافات عائلية، وعامل يُمزق جسد سائق بسبب خلافات مادية، وموظف بالمعاش يقتل زوجته بسبب خلافات عائلية، وعامل يقتل ابنته وطفلها بمساعدة زوجته، وأخيرًا وليس آخرًا؛ العثور على جثة شاب مشنوقًا بإحدى مدن القاهرة الجديدة.

جميعها جرائم قتل بشعة شهدتها محافظات مصر خلال الـساعات الماضية، حيث تطالعنا الأخبار بين ساعة وأُخرى بجريمة جديدة، كما لا يكاد يمر يومًا واحدًا إلا ويستيقظ الناس علي واحدة من تلك الجرائم المتكررة بعدما أضحت؛ واقع مُر تعيشه مصر، وكأن هناك عاملًا واحدًا مشترك بين كل هذه الجرائم هو؛ أسلوب القتل البشع الذي يفتقر إلي أي مشاعر إنسانية في تنفيذ الجريمة والتمثيل بجثث الضحايا الأبرياء‏.‏
الإحصاءات العالمية تؤكد أن معدلات الجريمة في مصر تضاعفت مُنذ عام 2011 وحتى الآن، حيث احتلت مصر المركز الخامس عربيًا، بعد دول؛ سوريا والصومال وليبيا والعراق، في مؤشر الجريمة العالمي لعام 2017، بحسب ما أكده التصنيف السنوي لقاعدة البيانات العالمية "نامبيو"، المعني بترتيب 125 دولة حسب معدل الجريمة فيها، مُشيرًا إلى أن مصر جاءت في المرتبة الـ38 عالميًا من حيث المعدلات المرتفعة لمستوى الجريمة بأشكالها المختلفة.
كما تؤكد الإحصاءات الحكومية ارتفاع معدلات الجرائم، حيث كشف تقرير لقطاع مصلحة الأمن العام، صادر في 2016، حول معدلات الجريمة فى مصر، ارتفاع معدلات الجرائم بشكل عام خاصة القتل والسرقة بالإكراه وسرقة السيارات، بعدما ارتفعت نسبة الزيادة فى معدل جرائم القتل العمد نحو 130%، أما معدلات السرقة بالإكراه فقد زادت بنسبة 350% بعد تسجيلها ألفان و611 جريمة، أما سرقة السيارات فقد زادت بنسبة 500%.
وأشارت تقارير أعدتها وزارة الداخلية، عام 2016، إلى أن عدد المجرمين "البلطجية" في مصر ارتفع إلى 92 ألفًا ارتكبوا جرائم قتل واغتصاب وخطف، وعدد المسجلين خطرًا ارتفع بنسبة 55%، وجرائم الخطف من أجل الفدية ارتفع من 107 حالات إلى 400 حالة عام 2016، كما ارتفعت معدلات السرقة 4 أضعاف من 5 آلاف سرقة إلى أكثر من 21 ألف حالة، وهو الأمر الذي أرجعه كثير من الخبراء إلى؛ تأثيرات الأزمة الاقتصادية على المواطنين في السنوات الأخيرة الماضية.

الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، تقول إن ارتفاع معدلات الجريمة في مصر ليس وليد ضغوط اقتصادية فقط ولكن اقتصار مفهوم الحياة لدى الكثيرين على؛ "المعدة والجنس" يأتي على رأس الأسباب. موضحةً أن المصريين عايشوا فترات أكثر فقرًا في السابق لكن في الوقت ذاته كانت أسس العلاقات الاجتماعية الجيدة والمرجعية الدينية الصحيحة يخففان من ضغط الأوضاع الاقتصادية السيئة وبالتالي مُعدلات جريمة أقل.

وتابعت منصور لـ"البوابة نيوز"، أن أفراد المجتمع المصري يتدربون على الجريمة من خلال الأفلام والمسلسلات التي تُعرض لتؤكد أن الإنسان منهم لابد أن يعيش لنفسه، بلا آدمية، وأن مُتع الحياة تقتصر على؛ الأكل والجنس، وأن العنف والقتل والجرائم أمرًا سهلًا وواقع يعيشه المجتمع المصري، وهو الأمر الذي يدفع الكثيرين منهم إلى تصديق ما تراه عيونهم في الشاشات فيبدأون ممارسته وتطبيقه في تعاملاتهم الحياتية مما يزيد من مُعدلات الجرائم البشعة داخل المجتمع.


ويقول جمال فرويز، استشارى الطب النفسى بالأكاديمية الطبية، إن الانتشار الواسع لمُعدلات الجريمة خلال السنوات الأخيرة نتيجة طبيعية لانهيار الثقافة في مصر بسبب ما طرأ من متغيرات على المجتمع المصري. موضحًا أن انحدار العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع وبعضه، وانحدار العلاقة داخل الأسرة الواحدة، فضلًا عن؛ الانحدار في القيم الدينية والقيم الأخلاقية في العمل، أدى إلى زيادة مُعدلات الجرائم وبشاعتها.

ويُضيف فرويز لـ"البوابة نيوز"، أن الإعلام المرئي يُعد المصدر الوحيد لتعليم الناس الثقافة حاليًا، لكن في الوقت ذاته تُحرض المسلسلات والأفلام، بطُرق مباشرة وغير مباشرة، على القتل والرزيلة وانتشار المخدرات، مما يُساهم بجدية على انتشار الجريمة، خاصة في ظل عدم تحرك الدولة لمواجهة تلك الأفكار. مُشددًا على ضرورة؛ السيطرة على الإعلام المرئي، بالإضافة لتنفيذ أحكام الإعدام ضد جالبي ومروجي المخدرات، بالشكل الذي يساهم في رفع الثقافة المجتمعة للمصريين ويحد من انتشار الجرائم.