«ويا نخل لو تنحني.. تبقى إنت مش نخلي.. ولا تبقى إنت الذى عاشقه ومن داخلي.. نخ الجبل فى السد والتمر ما نخ لي.. أنا اللى واخد سباطك ضلة وأخ لي.. أمانة لا تنحني».. كجذع راسخ فى الأرض رغم مرور السنين، التى أخذت منه كل شىء سوى روحه، يؤمن أن أى إنسان صاحب رسالة، وأن رسالتنا الأساسية هى «الكلمة» فى البدء كانت وفى المنتهى ستكون.
عم حسان أكثر من ٤٠ عاما يجوب الشوارع ببضاعة كاسدة ولو أدرك الناس قيمتها وأنها المخرج لهم لتقاتلوا عليها.
يقول الفقير المثقف: «أنا أتنفس من الكتب وأحب رائحتها ومجالستها.. تعرفت على ألوف الأشخاص من خلالها، أعرف الأسماء والمؤلفات، وأسافر إلى كل العالم، وأفهم وأتوقع ما يحدث، وأضحك على الشباب الذين يأتون إلى ويقلبون فى الأغلفة ثم يتركون الكتب ويمشون، يصرفون على المقاهى ثم يندبون حظهم، تخيلى يا أستاذة لو الناس قرت وفهمت وعرفت وعملت باللى بتقراه.. تخيل الوضع». وتابع: «تقدر تعيش من غير أكل يا أستاذة؟ تخيلى لو اتأخرتى بطنك هتقرقر وهتفضحك.. طيب ما ربنا ميزنا بالعقل وعايز ياكل هو كمان.. أنا بفرح لما ألاقى أب جايب معاه ابنه وبيشترى له كتاب لكن دى حالة فى المليون حالة».
وأضاف عم حسان: «بص يا بنتى شوف الجيل الجديد فين وإنتى هتعرف إحنا بقينا فين.. وتوهنا وضلينا السكة.. مصر كانت لما كان فيها ناس بتقرا وبتفهم.. عمر الأكل والشرب والبنزين مكنش مشكلة.. المشكلة طول عمرها فى العقل.. فى الدماغ يا بنتي».
