ربما صادفته يومًا ما، أثناء ذهابك إلى عملك، أو مرورك فوق «كوبرى الخشب» بحى بولاق، جالسا بهدوء وسكينة، مرددا أدعية وابتهالات دينية، لا يطلب شيئا من أحد، ولا يضايق أحدا بوجوده، حيث يعرفه جميع أبناء المنطقة، وينادونه بالعم، فتحى الصعيدي، نسبة إلى جذوره الصعيدية.
يقول العم فتحى حسن معوض، ٩٠ عاما، ابن «مركز ببا» بمحافظة بنى سويف: «أجلس هنا على كوبرى الخشب، منذ خمس سنوات، عقب وفاة زوجتى وأبنائي، حيث تركت بلدى ومسقط رأسي، بحثا عن أحد يساعدني، من أجل بناء منزل بقطعة الأرض التى أملكها، بسبب عدم مقدرتى المالية، وأمنيتى أن أعود لمسقط رأسى مرة أخري».
وأضاف العم فتحي: «أنا كبرت فى السن، ولم أعد قادرا على العمل، كما كنت شابًا، وليت الشباب يعود يوما، حتى لا أمد يدى لأحد، لكن العجز سيطر علي، وأملى الوحيد بالحياة، أن يساعدنى أى شخص، من فاعلى الخير، لبناء المنزل، وأن تساعدنى الحكومة فى الحصول على معاش الضمان الاجتماعى، لأنى ليس لى مصدر رزق».
