الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

حقل "نور" يضيء الاقتصاد الوطني..ارتفاع احتياطات الغاز الطبيعي "محليًا" يهز ثقل الأسواق الإقليمية.. 90 تريليون قدم مكعبة حجم مخزونه.. وأسهم شركات الغاز بإسرائيل تتراجع 4% بعد الكشف المصري

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل أشهر قليلة، كشفت مصر عن حقل "نور" والذي قُدرت احتياطاته بنحو 90 تريليون قدم مكعبة، أي نحو ثلاثة أضعاف حجم الاحتياطات المؤكدة لحقل ظهر. 


كان هذا الإعلان محفزًا كبيرًا لعدد من الشركات العالمية للدخول في مجال الطاقة والغاز المصري؛ حيث أشارت تقارير سابقة إلى دخول ديليك ونوبل إنرجي في مفاوضات للاستحواذ على حصة في شركة غاز شرق المتوسط. فيما يبدو أنها خطوة هامة نحو تحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة وحل نزاع تحكيم دولي قائم مع إسرائيل.
علاوة على ذلك، قال تقرير صادر عن جريدة هآرتس الإسرائيلية، إن هناك مخاوف من قبل المستثمرين الإسرائيليين مع الحديث عن بلوغ حجم احتياطات حقل نور نحو 90 تريليون قدم مكعبة، أي ثلاثة أضعاف حجم الاحتياطات المؤكدة لحقل ظهر، وهو ما أدى إلى تراجع أسهم شركات الطاقة المدرجة في بورصة تل أبيب. 
كما تراجعت أسهم شركات الغاز بنحو 4% بحلول منتصف تداولات الأربعاء الماضي، وفقا لما ذكرته الصحيفة والتي أضافت في تقريرها أن المستثمرين ربما يشعرون بالقلق من تأثير تطوير الحقل على خطط الشركات الإسرائيلية لتصدير الغاز المستخرج من حقلي تمارا وليفايثان. 


وبحسب تقرير صادر عن وزارة البترول، فإن شركة إيني وشركة ثروة للبترول بدأتا في حفر البئر الاستكشافية الأولى لحقل "نور" بمنطقة امتياز "ثقة" بالبحر المتوسط، بعد الحصول على الموافقات اللازمة من وزارة البترول. 
ومن المتوقع أن تستكمل "إيني" التي تمتلك 85% من حصة الشريك الأجنبي في الحقل، أعمال المسح السيزمي ثلاثي الأبعاد للبئر الاستكشافية خلال الأسابيع القليلة المقبلة. 


ويُعلق الدكتور جمال القليوبي قائلًا:"لا توجد علاقة مباشرة بين مصر وإسرائيل حول تلك النقطة تحديدًا، حيث يبلغ حجم احتياطات حقول الغاز في إسرائيل وعددها 6 حقول مجمعة نحو 40 تريليون قدم مكعب فقط، ذلك مقارنة بمصر التي يبلغ حجم احتياطاتها بعد دخول حقل ظهر نحو 103 تريليون قدم مكعب". 
ويُضيف لـ البوابة نيوز، أن الدراسات المبدئية لحقل نور في منطقة امتياز ثقة تكشف عن وجود تشابه بين التراكيب الجيولوجية بينها وبين حقل ظهر في منطقة امتياز شروق، يبدو أنها امتداد لها، لافتًا إلى أنه طبقًا للدراسات السيزمية والبحثية لوزارة البترول المصرية، فإن حجم احتياطات الحقل تتخطى احتياطات ظهر البالغة 30 تريليون قدم مكعبة. 
ويُشير القليوبي إلى أن إمكانيات حقل نور ضخمة مقارنة بـ "ظهر"، لافتًا إلى أن مرحلة التقييم النهائية لـ "نور" ستكون مع بدايات أغسطس، حيث سيتم بدء الحفر والتنقيب في أول بئر استكشافية. 


ويلفت خبير البترول إلى أن مصر دولة قديمة في عمليات استكشاف الغاز الطبيعي منذ فترة الثمانينات، وكان من المُفترض أن تدخل مصر مرحلة الاستكشاف في المياه العميقة في منطقة شمال شرق البحر المتوسط منذ منتصف التسعينات، ولكن تأخر ذلك لأسباب "مجهولة". مُتابعًا أن تأخر مصر كان سببًا مباشرًا في ظهور الأطماع الإسرائيلية والتركية في المنطقة، لأنهم أرادوا استغلالها. 


من جانبه، يقول المهندس صلاح حافظ، نائب رئيس الهيئة العامة للبترول، إنه حتى الآن لا يجوز إطلاق لفظة حقل على هذا الكشف البترولي بمنطقة امتياز ثقة، لأن نور ماتزال منطقة دراسات بحثية وسيزمية، ولم يتم حفر بئر استكشافية حتى الآن. 
ويُضيف لـ البوابة نيوز، أنه رغم ذلك فإن الدراسات تكشف عن احتواء منطقة امتياز ثقة على احتياطات ضخمة جدًا من الغاز الطبيعي، لافتًا إلى أن مصر تمتلك ميزات ضخمة جدًا تجعلها المركز الإقليمي الأكبر في البحر المتوسط بالنسبة للغاز الطبيعي، حيث تمتلك خطوط أنابيب مع الأردن ومع إسرائيل، إضافة لخط أنابيب يتم إنشاؤه مع قبرص حاليًا، ومصانع تسييل الغاز في رشيد ودمياط. 
ويُشير حافظ إلى أنه يجب على إسرائيل القلق فعلًا مما يحدث، لأن مصر لن تضطر إلى الاستيراد منها، لأنها ستكون مصانعها وخطوطها بالكاد تكفي الحجم الضخم من الغاز الطبيعي الناتج عن حقول نور وظهر، وبالتالي سوف تضطر إسرائيل إلى بناء شبكة خطوط ومصانع تسييل وهذا يُكلفها ما بين 10- 12 مليار دولار.