القمص سيرجيوس"، ولد في محافظة سوهاج، بقرية "جرجا" في عام 1882، ويعد نموذجًا حيًا لمعنى الوحدة الوطنية، ولم يعبأ بمنصب، ولم يخش سلطانًا، جعل الزعيم "سعد زغلول" يطلق عليه لقب خطيب مصر، إو خطيب الثورة، إذ وهبه الله لسانًا فصيحًا جعله خطيبًا، وفي ثورة 1919 كان بصحبة الشيخ "محمود عنبر" وكانوا يهتفون بالوحدة الوطنية والكفاح ضد الاحتلال الإنجليزي.
من أقواله الشهيرة "الوطن لا يعرف مسلما ولا قبطيا"، وأنه مصري أولًا، وثانيًا، وثالثًا، وأن الوطن لا يميز بين عمامة بيضاء وعمامة سوداء.
هو أول رجل دين يعتلى منبر الأزهر الشريف، وحين اعتلى منبر الأزهر، خطب وقال: "كنت أسير في أحد الطرق، ووجدت أطفالًا في الشارع يصرخون، فصعدت المنزل فوجدت امرأة يعتدي عليها الجنود الانجليز، أتدرون من هم الأطفال ومن هي الأم، فقال الجمهور لا.. فقال لهم الأطفال هم فئة الموظفين، والأم هي مصر، فثار الموظفون فقال لهم أظهروا شعوركم هذا حيال أمكم مصر".
يذكر أن سيرجيوس هو صاحب شعار «يحيا الهلال مع الصليب» خلال ثورة 1919، وأنه ذات مرة وقف في ميدان الأوبرا يخطب في الجماهير المتزاحمة، وفي أثناء خطبته تقدم نحوه جندي إنجليزي، شاهرًا مسدسه في وجهه، فهتف الجميع "حاسب يا أبونا، حيموتك"، وفي هدوء أجا: «ومتى كنا نحن المصريين نخاف الموت! دعوه يُريق دمائي لتروي أرض وطني التي ارتوت بدماء آلاف الشهداء. دعوه يقتُلني ليشهد العالم كيف يعتدي الإنجليز على رجال الدين.
وأمام ثباته واستمراره في خطابه، تراجع الجندي عن قتله.
توفى سيرجيوس فى الخامس من سبتمبر ١٩٦٤، وأطلق اسمه على أحد شوارع مصر الجديدة بالقاهرة.
