الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

آسيا جبار.. صاحبة العطش

الكاتبة الجزائرية
الكاتبة الجزائرية آسيا جبار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عُرفت الكاتبة الجزائرية آسيا جبار بنضالها من أجل حقوق المرأة، فاتسمت معظم أعمالها بأنها تناقش المُعضلات والمصاعب التي تواجه النساء ولذلك لقبت في فترة من الأوقات بأنها "الكاتبة المقاومة"، فالمرأة التي عرف عنها تعدد مواهبها ما بين كاتبة وشاعرة ومجال الإخراج والتأليف السينمائى كانت كذلك أكاديمية تقوم بالتدريس فى الجامعات. 
شهدت مدينة شرشال الساحلية غرب العاصمة الجزائرية، 30 يونيو 1936، ميلاد فاطمة الزهراء والتي تدعى آسيا، إنها في الحقيقة اعتمدت اسم الشهرة آسيا جبار بهدف إخفاء كتاباتها عن والدها، تلقت دراستها الأولى في المدرسة القرآنية قبل أن تلتحق بالمدرسة الابتدائية الفرنسية في مدينة موزاية ثم البليدة العاصمة قبل أن تنتقل إلى فرنسا لتكمل دراستها، شجعها والدها الذي تقول عنه بأنه "رجل يؤمن بالحداثة والانفتاح والحرية"، اهتمت جدا بتلقي العلم ولم تهمل أبدا طلب العلم، وكان والدها يسمح لها بتلقي العلم والخروج بلا أي أصدقاء والتنقل من مكان إلى آخر، أمضت سنوات مراهقتها في ذروة أحداث حرب الاستقلال الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي، فقضت سنوات الحرب وهي تجري مقابلات مع اللاجئين في المغرب وتونس بهدف إظهار الآثار السلبية للاستعمار للعالم.
أول رواية لها هى رواية "العطش" كانت آسيا فى العشرين من عمرها عندما نشرتها، وفي عام 1958 تزوجت الكاتب أحمد ولد رويس وليد قرن الذي ألف معها رواية "أحمر لون الفجر" وانتقلت للعيش في سويسرا ثم عملت مراسلة صحفية في تونس، وعينت بروفسيرة الأدب الفرنكفوني في جامعة نيويورك.، ولأنها لا يمكنها الإنجاب، تبنت في عام 1965 طفلا في الخامسة من عمره وجدته في دار الأيتام بالجزائر، ولكن زواجها واجهته مصاعب عديدة فتخلت عن ابنها بالتبني وانتهى زواجها بالطلاق عام 1975.
وخلال اكثر من ستين عاما من الإبداع الأدبي كتبت آسيا جبار أكثر من عشرين رواية ومسرحية وديوان شعر ترجمت إلى عشرين لغة كما لها مساهمات في السينما إخراجا وتأليفا، وقد رشحت للفوز بجائزة نوبل للآداب من دون أن تفوز بها إلا أنها حازت جائزة ألمانيا للسلام في سنة 2000، وانتخبت عام 2005 عضوًا في أكاديمية اللغة الفرنسية وهي أعلى مؤسسة فرنسية تختص بتراث اللغة الفرنسية، لتكون أول شخصية عربية تصل إلى هذا المنصب، كما حصلت على جائزة نيوستاد الدولية للأدب التي تضم نخبة الكتاب باللغة الفرنسية.
رحلت آسيا جبار عن عالمنا عن عمر ناهز 78 عامًا مساء الجمعة 6 فبراير عام 2015 في أحد مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس، وفق ما أعلنت الإذاعة الجزائرية الرسمية.